المحتوى الرئيسى

ضرورة استعادة تحالف ٣٠ يونيو

10/09 21:39

أحد الحلول القليلة المتاحة الآن لكى تخرج مصر من أزمتها الصعبة التى تعيشها الآن، هو أن تستعيد تحالف ٣٠ يونيو ٢٠١٣.

وباستثناء جماعة الإخوان وعدد قليل من المتعاطفين معها، فإن غالبية المصريين تحالفوا فى هذا الوقت، وتمكنوا من إسقاط هذه الجماعة، التى كانت تهدد بتغيير هوية مصر والمصريين.

فى هذا التحالف كان هناك كل القوى السياسية المدنية وبعض القوى الإسلامية والأزهر والكنيسة والقضاء والجيش والشرطة وغالبية المجتمع المدنى والإعلام. فى ٣٠ يونيو خرج المصريون عن بكرة أبيهم فى حشود مليونية، فى مشهد نادر الحدوث فى تاريخ مصر.

اليوم هناك ما يشبه الانسداد فى شرايين الحياة السياسية المصرية، بما يهدد بحدوث جلطة أو سكتة قلبية وربما دماغية، والمطلوب إعادة ضخ الدماء مرة ثانية.

فى ٣٠ يونيو كان هناك وضع مثالى، ولم يكن ممكنا بطبيعة الحال أن يستمر التحالف بهذا الشكل المثالى، فهو ضد بديهيات العمل السياسى الطبيعى، لكن أيضا لم يكن أحد عاقل يتصور أن نصل إلى هذه الحالة المتشرذمة.

التاريخ حتى لو كان قريبا، لا يمكن استعادته بكل تفاصيله وأحداثه وشخوصه، لكن الفكرة المطلوبة الآن هى البحث عن أكبر درجة ممكنة من التوافق الوطنى.

المنطقى أن مياها كثيرة جرت فى النهر منذ ٣٠ يونيو أو حتى ٣ يوليو ٢٠١٣، لكن الواقع المرير والصعب يحتم على النظام السياسى أن يفكر بسرعة فى حلول عقلانية خلاقة للأزمة المستحكمة، قبل أن يفوت الأوان.

لنفترض أن النظام السياسى جرب أن يسير بمفرده فى الفترة الماضية وربما منذ استقالة حكومة الدكتور حازم الببلاوى، وهى آخر حكومة سياسية إلى حد ما، لكن الواقع الذى وصلنا إليه يفرض على النظام إعادة التفكير فى بدائل أخرى مختلفة.

العناد لن يفيد، وليس عيبا على النظام السياسى أن يتراجع عن بعض السياسات أو الأفكار والإجراءات والآليات، مادام ذلك سوف يصب فى النهاية فى مصلحته الشخصية، والأهم فى مصلحة البلد بأكمله.

أحوال الناس المعيشية وصلت إلى مرحلة صعبة، وغالبية المواطنين تشكو من ارتفاع الأسعار. ويفترض أن المرحلة المقبلة سوف تشهد موجة ربما غير مسبوقة من ارتفاعات أخرى بعد رفع أسعار الوقود خصوصا السولار، والتخفيض الجزئى للجنيه. وإذا حدث ذلك، فهناك احتمالات كثيرة بموجات من احتجاجات اجتماعية ضخمة. والمؤكد أن جماعة الإخوان وكل قوى التطرف سوف تحاول استغلال هذه الحالة بحثا عن توريط أكثر للحكومة، فهذه الجماعة وأى قوى معارضة أخرى تحلم ــ وهذا أمر طبيعى ــ بأن ترى الحكومة فى أسوأ أحوالها.

فى الوقت نفسه، هناك صعوبات أخرى كثيرة أهمها تراجع مستوى الحريات العامة، وانتهاكات متزايدة لحقوق الإنسان، والأخطر منطقة مضطربة بصورة غير مسبوقة، وحدود ملتهبة على أكثر من جبهة خصوصا فى الشرق والغرب. وما يزيد الأمر سوءا حيرة الحكومة وارتباكها فى موضوع تيران وصنافير.

كل هذه الخلطة هى وصفة مثالية للانفجار ــ لا قدر الله ــ وبالتالى فالعقل يحتم على الحكومة والنظام السياسى أن يبحث عن حلفاء حقيقيين، وليس خسارتهم، بل يحاول قدر المستطاع تحييد الخصوم والأعداء.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل