المحتوى الرئيسى

بعد قصف مجلس عزاء بصنعاء ـ ضغوط شديدة على السعودية

10/09 20:11

تتعرض السعودية، والتحالف العربي الذي تقوده في اليمن، لانتقادات متزايدة منذ أشهر، جراء ارتفاع الكلفة البشرية للنزاع منذ بدء عملياته نهاية آذار/مارس 2015. وجاء الهجوم الأخير على صنعاء ليزيد الطين بلة، خصوصا أنه استهدف، حسب وسائل إعلام الحوثيين، الذين يسيطرون على صنعاء منذ 2014، "القاعة الكبرى" حيث كانت تقام مراسم عزاء بوالد وزير الداخلية الموالي لهم جلال الرويشان.

صالح يدعو إلى القتال ضد السعودية

بدوره، رفع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع الحوثيين، الضغط على السعودية داعيا اليمنيين للقتال ضدها. وقال صالح في خطاب متلفز: "آن الأوان وحانت ساعة الصفر أن أدعو كافة أبناء القوات المسلحة (...) إلى جبهة القتال، إلى الحدود، للأخذ بالثأر، للأخذ بثأر ضحايانا" الذين سقطوا جراء "المجازر المروعة، وأكبر مجزرة هي الصالة الكبرى"، في إشارة إلى القاعة التي قصفت السبت في صنعاء.

الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح دعا للقتال ضد السعودية.

ووجه صالح انتقادات حادة للسعودية، التي تقود منذ نهاية آذار/مارس 2015، تحالفا عربيا داعما للرئيس عبد ربه منصور هادي، في مواجهة الحوثيين. ووصف صالح التحالف بـ "العدوان البربري الغاشم"، داعيا اليمنيين إلى مواجهته. وطالب بـ "وضع الترتيبات اللازمة لاستقبال المقاتلين في جبهات الحدود في نجران وجيزان وعسير (في جنوب السعودية) ومواجهة العدوان".

ولا يزال صالح يحظى بنفوذ واسع في اليمن على رغم خروجه من الحكم في شباط/فبراير 2012. فهو على تحالف مع جماعة "أنصار الله" (الاسم الرسمي للحوثيين)، ويحظى بتأييد أجزاء واسعة من القوات المسلحة اليمنية، لاسيما منها وحدات تمتلك صواريخ بالستية.

ضغوط دولية ومطالبات بتحقيق فوري

وأعلنت قيادة التحالف في بيان "سوف يتم إجراء تحقيق بشكل فوري من قيادة قوات التحالف وسيسعى فريق التحقيق للاستفادة من خبرات الجانب الأمريكي والدروس المستفادة في مثل هذه التحقيقات". وتعهدت بـ"تزويد فريق التحقيق بما لدى قوات التحالف من بيانات ومعلومات تتعلق بالعمليات العسكرية المنفذة في ذلك اليوم وفي منطقة الحادث والمناطق المحيطة بها، وستعلن النتائج فور انتهاء التحقيق".

القصف على مجلس العزاء في صنعاء أسفر عن مقتل أكثر من مائة شخص وإصابة أكثر من 500 بجروح.

وأعربت قيادة التحالف "عن عزائها ومواساتها لأسر الضحايا والمصابين في الحادثة المؤسفة والمؤلمة التي وقعت في صنعاء"، مؤكدة أن "لدى قواتها تعليمات واضحة وصريحة بعدم استهداف المواقع المدنية وبذل كافة ما يمكن بذله من جهد لتجنيب المدنيين المخاطر". 

تعهدت قيادة التحالف العربي في اليمن فتح "تحقيق فوري" حول الغارة التي استهدفت صالة عزاء في صنعاء مخلّفة العشرات من القتلى والجرحى. فيما أعلنت واشنطن بدأ "عملية مراجعة فورية" للدعم الذي تقدمه للتحالف. (09.10.2016)

فيما ارتفعت حصيلة ضحايا الهجوم الذي قالت مصادر حوثية إنه استهدف مجلس عزاء في صنعاء، نفى التحالف العربي بقيادة السعودية في بيان صلته بالقصف. مصدر في التحالف دعا إلى "النظر في أسباب أخرى للقصف". (08.10.2016)

ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القصف، مشيرا في بيان إلى أن "التقارير الأولية" ترجح أنه ناتج عن غارات للتحالف. وشدد على أن "أي هجوم متعمد ضد المدنيين هو غير مقبول على الإطلاق"، داعيا إلى "تحقيق سريع ومحايد في هذا الحادث"، ومؤكدا أن "المسؤولين عن هذا الهجوم يجب أن يمثلوا أمام العدالة". وكان التحالف استبق إعلان التحقيق بنفي مسؤوليته، قائلا إنه لم ينفذ عمليات عسكرية في المكان، وأنه يجب النظر في "أسباب أخرى".

إلا أن النفي لم يحل دون توجيه واشنطن، أبرز مزودي الرياض بالأسلحة، انتقادات حادة للتحالف. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي نيد برايسان "التعاون الأمني للولايات المتحدة مع السعودية ليس شيكا على بياض (...) وفي ضوء هذه الحادثة وغيرها من الحوادث الأخيرة، شرعنا في مراجعة فورية لدعمنا الذي سبق وانخفض بشكل كبير للتحالف الذي تقوده السعودية".

وكانت القوات الأميركية أعلنت في آب/أغسطس أنها خفضت بشكل كبير عدد مستشاريها الذين كانوا يقدمون دعما للتحالف، وذلك على خلفية تزايد الضحايا المدنيين خصوصا جراء الغارات الجوية. أضاف برايسان أن "واشنطن مستعدة لتصحيح دعمها بما يتلاءم بشكل أفضل مع المبادئ والقيم والمصالح الأميركية، بما في ذلك التوصل إلى وقف فوري ودائم للنزاع المأسوي في اليمن".

قصف صنعاء سيعقد الوضع اليمني المعقد

ورأى خبراء أن القصف الدامي قد يزيد من تعقيدات الوضع اليمني. وقالت المحللة في مجموعة الأزمات الدولية ابريل آلي لفرانس برس إن "الهجوم يبدو أنه أدى إلى مقتل عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية الشمالية التي كانت تسعى إلى تسوية سياسية"، مضيفة أن القصف سيشكل "منعطفا" في مسار النزاع "ويقضي بشكل شبه كامل على أي أمل في وقف لإطلاق النار".

وكان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قال الجمعة إنه يسعى للتوصل إلى هدنة لمدة 72 ساعة، علما أن تجارب سابقة مماثلة غالبا ما انهارت بعد فترة وجيزة. وأدى النزاع إلى مقتل اكسر من 6700 شخص منذ آذار/مارس 2015، نصفهم على الأقل من المدنيين، بحسب حصيلة أعلنتها الأمم المتحدة في وقت سابق من تشرين الأول/أكتوبر.

رأت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود بعد زيارة إلى اليمن أن الحصار الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية "يقتل" المدنيين كما تفعل الحرب تماما. الصورة لسكان من مدينة تعز اليمنية. وقد صرح قائد "المقاومة الشعبية" في تعز حمود المخلافي بأن مقاتليه بحاجة أكبر إلى دعم التحالف في مواجهتهم للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.

المتمردون الحوثيون يقصفون مناطق مأهولة بالسكان في عدن، دون أن يكترثوا بالمدنيين الباقين هناك. في الصورة جندي سعودي يقف في مطار عدن بعد أن تمكنت قوات التحالف بقيادة السعودية وبالتعاون مع المقاتلين المولين للرئيس هادي من إخراج الحوثيين من المدينة.

هيومن رايتس ووتش قالت إن غارة التحالف العربي، التي أودت بحياة 65 من المدنيين في "مخا" جنوب غرب اليمن يمكن تصنيفها كـ "جريمة حرب". ويشكل المدنيون القسم الأكبر من الضحايا الـ 3700 الذين سقطوا في النزاع المستمر منذ أربعة أشهر، بحسب الأمم المتحدة.

وقد أعلنت الأمم المتحدة أن طرفي النزاع في اليمن لم يلتزما بالهدنة، التي تم الإعلان عنها لمدة 5 أيام، لإدخال مساعدات طارئة وسط نقص حاد في الوقود والأغذية والأدوية.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل