فيديو| "أبوتشت" مركز العائلات بقنا - النجعاوية

الرئيسيه » بين الناس » تحقيقات » فيديو| “أبوتشت” مركز العائلات بقنا

“هنا مركز العائلات” بصعيد مصر، هكذا يشار بالبنان إلى مركز أبوتشت، شمالي محافظة قنا، والمعروف بعائلاته العريقة، وقبليته المتوارثة، التي وثقت لعادات وأخلاقيات راسخة، حافظ عليها أبناؤه جيلًا بعد جيل.

يقول عزت أحمد، شيخ معهد أبوتشت الأزهري، إن تركيبة المركز التي اتسمت بالقبلية منذ القدم هي التي ميزت عائلاته وسكانه، من بين المراكز الأخرى المجاورة له، وجعلت له خصوصية فريدة، في الحفاظ على الأعراف والعادات والتقاليد، لافتًا إلى أن لقب “مركز العائلات” بات حكرًا على قاطنية فقط، دون غيرهم لهذا السبب.

ويروي عصمت كمال الدين علي، بالمعاش، “القبلية والعصبية التي وجدنا آباءنا عليها من قديم الزمن، هي التي صنعت تلاحم عائلات المركز بكل اطيافه، حتى مع أبناء المراكز الأخرى المجاورة”، مشيرًا إلى أن حفاظ عائلات المركز على عاداته وتقاليده المتوارثة، وما سمعناه من سيرة الأجداد، وهمتهم وعزيمتهم، كان له الفضل في إطلاق ذلك اللقب عليه.

ويذكر علي إبراهيم، بالمعاش، أن مركز أبوتشت، منذ الأزل، تحترم عائلاته كبيرها، وتجله، حتى أن هذه السمعة الحميدة جاوزت حدود عائلاته إلى كل أنحاء الوطن، لافتًا إلى أن سبب تسميته بمركز العائلات، هو كثرة العائلات به، والتزامها بآدابها وعراقتها، وتقديم كبرائها في كل أمورها، وقيامهم بحل نزاعاتهم فيما بينهم.

ويوضح عادل عبدالرازق السمان، إمام وخطيب بالأوقاف، أن سبب تسمية مركز أبوتشت بـ”مركز العائلات”، ترجع إلى كونه الوحيد الذي يمتاز بعائلاته العريقة بين مراكز المحافظة الأخرى، فما من قرية بين قراه المتعددة، إلا وتنقسم إلى عائلات، لها جذور، يفخر كل واحد من أبنائها بها، مشيرًا إلى أنه لايوجد غريب بين أبناء المركز.

ويضيف يوسف علي، 80 عامًا، أن مركز أبوتشت باتساعه وعراقته، وعائلاته، وقبائلة المتنوعة، هو الذي جعله مركز العائلات بقنا، بالإضافة إلى ما يحتويه مكونه السكاني من مزارعين كبار وضباط ومهندسين وأطباء ومدرسين، وغيرهم، تجمعهم أخلاقيات عائلاته، واحترام الكبير، والتزامهم بعادات الصعيد وتقاليده.

ويلفت ناصر ابوالشيخ، موظف، إلى أن مركز أبوتشت يعتبر المركز الوحيد الموحد، رغم تنوع قبائلة، بين عرب وهوارة، مشيرًا إلى أن لكل عائلة كبير يوحدها ويحافظ على ترابطها، وتجمتع وتلتف حوله، وما يمتاز به المركز من علاقات حميدة بين مسلميه وأقباطه، مما جعله ذائع الصيت بين الجميع بأنه مركز العائلات.

ومن جانبه يقول عاطف قناوي، مسؤول الوعي الأثري بمنطقة الآثار الإسلامية والقبطية بنجع حمادي، إن أبوتشت كانت قرية قديمة تعرف باسم “بتشت”، وتغير اسمها إلى “أبتشت” والتي عرفت في العصور الوسطى “بقرية ابن يغمور” نسبة إلى الأمير جمال الدين موسى بن يغمور المتوفى سنة 663 هجرية، حتى ورد اسمها فى إحصاء عام 1882م باسم “أبتشت” من توابع ناحية قصير بخانس وفصلت عنها إداريًا وماليًا باسم “أبوتشت” عام 1892م.

ويشير قناوي إلى إن إطلاق لقب مركز العائلات على مركز أبوتشت، يرجع إلى صيته الذائع بين مواطني محافظة قنا، بكثرة عائلاته، وانتسابها إلى قبائل عريقة تعد من أهم الأصول التاريخية في المكون السكاني للمركز، لافتًا إلى أن هناك عائلات وافدة على المركز كان لها دور رائد في كل مراحله الزمنية المختلفة، فضلًا عن العلاقة المتميزة بين أقباط مركز العائلات ومسلميه.

ويعد مركز أبوتشت، من أكبر مراكز محافظة قنا، والذي تضم رئاسته المحلية 5 وحدات، هي “القارة” و”أبوشوشة” و”سمهود” و”قصير بخانس” و”بخانس”، متضمنة 36 قرية، بإجمالي عدد سكان جاوز الـ450 ألف نسمة، يحق لـ217 ألفًا منهم الاقتراع والتصويت.