الإعلام يغسل سمعة «رجال مبارك»

ظهور ثم اختفاء مفاجئ لـ «شهاب».. «عز» يدعو المصريين للتفاؤل.. «حسين سالم» يظهر مع «أديب»

أثار الظهور الإعلامي لرجال نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، موجة من التكهنات وعلامات الاستفهام، وبخاصة أن ظهورهم عبر عدة وسائل إعلامية جاء بشكل متتابع وخلال مدة زمنية قصيرة.

ظهور رجال مبارك بدأ قبل ذلك بمدة قليلة، وتحديدًا مع الاستعانة بالدكتور مفيد شهاب - وزير الشؤون القانونية في عهد مبارك – لإبداء الرأي القانوني حول جزيرتي "تيران وصنافير"، إذ حاول الأخير إثبات سعودية الجزيرتين قبل أن يتوارى عن المشهد تمامًا بشكل فجائي.

وأعقبه ظهوره لعلاء وجمال، نجلي مبارك والتقاطهما الصور مع الجماهير بالشارع، وسط تكهنات بإمكانية ترشح النجل الأصغر للرئيس الأسبق للرئاسة، الأمر الذي نفته مصادر قضائية لإدانته في إحدى القضايا، ما يفقده حقوقه السياسية.

وقبل أيام زادت وتيرة الظهور لرجال مبارك، حيث قبلت جامعة القاهرة عودة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق للتدريس بكلية الهندسة التابعة لها.

وأكدت الجامعة أن "نظيف" طلب العودة، وقدم مستندات تثبت براءته من التهم التي أسندت له، لذا كان لزامًا قبول عودته للتدريس، موضحة أن المستشار القانوني للجامعة اطلع على الأوراق وأكد صحتها مما يتعذر معه رفض الطلب.

وفي توقيت متزامن، خرج أحمد عز، أمين لجنة السياسيات بالحزب "الوطني" المنحل بمقال عبر صفحات جريدة "المصري اليوم" يدعو فيه المصريين للتفاؤل ويطمئنهم على الوضع الاقتصادي.

وقال عز في مقدمة مقاله: "ليس هدفي السعي وراء الظهور في الساحة العامة. لكنني رأيت، بدافع وطني، أن أشارك في دعوة الجميع إلى التفاؤل"، مضيفًا: "تفاؤل مدعوم بحقائق اقتصادية من أرض الواقع. أستند إلى خبرة سابقة اكتسبتها كرئيس لجنة الخطة والموازنة في مجلس الشعب لمدة 10سنوات متتاليات، بالإضافة إلى عملي الطويل في الصناعة. ظني وثقتي أن مشاكل اقتصادية كثيرة في طريقها إلى الحل".

وقبل أيام عاد الإعلامي عمرو أديب إلى ساحة الإعلام المصري ببرنامجه الجديد "كل يوم" ، واختار أن يبدأ برنامجه بالحديث مع رجل الأعمال حسين سالم، رجل الأعمال المقرب من مبارك، الذي لاحقته الاتهامات بالفساد، والذي تصالح مع الدولة بالفعل، مقابل تنازله عما يقرب من 5 مليارات ونصف المليار من ثروته.

ولاحقت أديب اتهامات بمحاولة إثارة تعاطف متابعيه مع سالم، إذ بدأ "خالد" - نجل حسين سالم - الحوار بقول "حسبي الله ونعم الوكيل في كل من ظلمنا وآذانا وافترى علينا .. وأنتوا ربنا مش هيسيبكوا" .. مضيفًا: "لفقوا لنا القضايا وأذونا في صحتنا وأولادنا ونفسياتنا .. بقالنا 6 سنين بنشحت واستلفت عشان أدفن ابني".

وقال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، إن "هؤلاء المحسوبين على نظام مبارك يعبرون عن طبقة ومصالح معينة ويحاولون إعادة رسم صورتهم إعلاميًا للحفاظ على تلك المصالح لكنهم انتهوا سياسيًا بما فيهم جمال مبارك الذي لا يملك حتى ترشيح نفسه كعضو في مجلس النواب".

وأضاف: "بطبيعة الحال الشعب يكرههم لكن من يتولى تلميعهم هو الإعلام الخاص لأنه مملوك لطبقة من مصلحتها إعادة ظهور تلك الوجوه لانتمائهم لنفس الطبقة".

وعلق ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي على توالي ظهور رموز نظام مبارك، قائلًا إن "الإعلام في أي نظام هو ميدان للتوصيل الرسائل والتعبير عن المصالح"، مؤكدًا أن "الإعلام المنفتح والمتعدد هو الذي يتيح لكل الأطراف فرص الظهور وتوصيل الرسائل".

وأضاف لـ"المصريون": "الإعلام المصري لا ينطوي عل درجة تعدد مناسبة، وبالتالي فإن التحكم السياسي في درجة التعددية عنصر حاكم، بمعنى أنه لا يوجد أي موانع لظهور أطراف من عهد مبارك وبالتالي هذه الأطراف تحاول إعادة بناء سمعتها التي تلطخت على مدى السنوات الخمس الماضية".