المحتوى الرئيسى

"ترانس موديل"- دار أزياء خارقة للمألوف

10/09 15:05

حركة "حياة السود مهمة" وحظر البوركيني، والعنف الذي يستهدف المتحولين جنسياً تترك بصمات إبداعية في عالم الأزياء العالمية الجديدة. دارازياء "ترانس موديل" تتحدى الانماط السائدة وتضم محترفين من خارج عالم الموضة التقليدي."لطالما كانت الأزياء متماثلة في تفاصيلها، ومقاييس عارضات الأزياء هي ذاتها عالمياً فيما يتعلق بالطول والوزن وبياض البشرة وحتى العجرفة، وذلك لأن صناعة الموضة تعطي أهمية كبرى للحصرية ". هذا ما قالته عارضة الأزياء والناشطة بيشه دي، التي ظهرت في مجلة غلوسي ونيشيه فاشن والعديد من وكالات أخبار الأزياء العالمية خلال السنوات القليلة الماضية. دي، عارضة أزياء مهاجرة ومتحولة جنسياً تبلغ من العمر 26 سنة ،ذات بشرة ملونة. غادرت موطنها الأصلي تايلاند متجهة إلى نيويورك في عام 2010 لتصبح عارضة أزياء هناك، إلا أنها أدركت لاحقاً أن ملامحها الآسيوية لن تساعدها على تحقيق هذا الحلم. بكثير من الخيبة وصفت دي الصعوبات التي واجهتها: "التقيت مع العديد من وكلاء أهم دور الأزياء في نيويورك مثل IMG، Clique وغيرها كثير، ولكننني لم أكن محظوظة بما يكفي ليرغبوا بتوظيفي". التزام العارضة بخطوط الموضة الشائعة تظهر هذه القصة الطريقة السيئة التي يتعامل بها عالم الأزياء مع الأقليات، إلا أن دي لم تستسلم لهذا النوع من الإيذاء، بل إنطلقت لتأسيس عملها الخاص. قالت أيضاً :" أحبني الجمهور في عروضي كثيراً وكان التفاعل رائعاً، بذلك شعرت بأنني لم أكن أنا المشكلة بكل ما تعرضت له من رفض سابق". وفي عام 2013 أسست وكالة أزياء متخصصة بالمتحولين جنسياً، وكانت الأولى من نوعها (تلك التي تظهر في الصورة أعلاه). وصفت دي ردود الأفعال على فكرة مشروعها حال عرضها:"لم يشأ أحد تصديقي عندما أخبرتهم بأنها الوكالة الأولى من نوعها، لأنهم وجدوا فيها فكرة عظيمة"، وتابعت:" أردت إبداع شيء أكثر شمولية مما يتيح للناس التمتع بجمالهم، ولكنني لم ألق الدعم المناسب من العاملين في عالم الأزياء". في نهاية المطاف لم يكن أمامهم خياراً آخر، إذ نشرت صحيفة نيويرك تايمز قصة دي كما فعلت اتلانتيك وفوربيز، وغيرهم. فأدركوا بعد ذلك بأن عليهم التصالح مع هذا المشروع. تردد في عالم الأزياء والموضة وفي قصة أخرى مشابهة، أسست نفيسة كابتاونوالا وكالتها (Lorde) لعرض الأزياء في عام 2013 لتعويض فقر التنوع والشمولية في عالم الأزياء. والجدير بالذكر أن الشركة، التي اتخذت من تورنتو مقراً لها، تشكل موطناً لأكثر من 60 عارضا ليس بنهم عارض ابيض البشرة . كما قالت كابتاونوالا: " كنت متحمسة جداً لإنشاء هذه الوكالة والسبب الرئيسي يعود لزملائي في مدرسة الفن الذين قدموا من مدرسة الفنون الى عالم الازياء ولم تُظهر صورهم اشخاصا من ذوي البشرة الملونة". كشخص من أصل غير قوقازي، لم تشعر كابتانوالا بأن الأزياء المعاصرة تمثلها على الإطلاق. ووفقاً للإحصائيات التي أجرتها The Fashion Spot، فأن 31% فقط من العارضات اللواتي يظهرن على منصة نيويورك في أسبوع الموضة في أيلول/ سبتمبر 31% من ذوي البشرة الملونة فقط. وقالت كابتاونوالا:" بالرغم من محاولة بعض مصممي الأزياء اظهر الشمولية في عروضهم إلا أنهم قلائل".وعلى سبيل المثال اقتصرت مشاركة العارضات من البشرات الملونة في عرض غوتشي الأخير على ثلاث عارضات فقط من أصل 76 عارضة بالمجمل".ومقارنة بمصممين آخرين، يتعبر هذا تقدماً ملحوظاً، إذ اقتصرت عروض المصممين الآخرين على أصحاب البشرة البيضاء فقط" .وأضافت:" أمر مزعج حقاً، أشعر بأنني أعيش في الخمسينيات !" كيف تعكس الموضة عصرها وفقاً لتقرير صادر عن حملة حقوق الإنسان، قُتلت على الأقل 21 إمرأة متحولة جنسيا،ً وذلك في أميركا الشمالية فقط. وبعد سلسلة من الإعتداءات و الجرائم العنصرية التي حدثت خلال السنوات الثلاث الماضية، إنطلقت حركة (حياة السود مهمة)، وهي حركة ناشطة تهدف إلى التخلص من العنف ضد الأمركيين من أصل إفريقي. أما في القارة العجوز،ومع ازدياد هجرة المسلمين إليها ،حُظر البوركيني على شواطئ نيس بفرنسا، إلا أن هذا الحظر لم يستمر وقتاً طويلاً إذ رُفع لاحقاً بقرار من المحكمة العليا في فرنسا. ومن جهته يرى المقدم التلفزيوني والمنتج هينري رافيلو، بأن على مصممي الأزياء التمتع بجرأة أكبر لخلق تنوع أكثر في عروضهم، سواء من ذوي البشرة السمراء أوالمتحولين جنسياً والمثليين الجنسيين، وشرح ذلك بقوله:"قد يعتقد الجميع بأن هذه القضايا لا تخصهم، ولكنهم على خطأ، لأن ممارسة العنف ضد أي إنسان هي مشكلة المجتمع بأسره، ". وتابع القول" " أتذكر ثمانينات (القرن العشرين) حين ظهر الايدز وبدأ ينتشر، فأطلق عليه الناس أسوأ الأسماء ومنها" مرض المثليين"، وهو أمر ساعد الأغلبية على التغاضي عن المسألة، فيما بقيت الموضة جزءا من ثقافتنا التي نتقسامها، وهذه الموضة بالذات يمكن أن تُبقي المشاكل حية في وعي جميع الناس" ، وبحزن واضح تحدث عن العمل الإرهابي الذي أودى بحياة الكثيرين في الملهى الليلي الخاص بالمثليين في ( 12 حزيران/ يونيو 2016 ) بأورلاندو، فلوريدا. وعلى الرغم من غياب الأضواء العامة عن تلك الهجمة المأساوية في فلوريدا، الا أنها بقيت محط اهتمام عالم الأزياء. عرض أزياء للمحجبات في الوقت الحالي، أصبحت دي وعارضو الأزياء في وكالتها يلقون إهتماما كبيراً في أهم العروض على منصات نيويورك، بالإضافة إلى جلسات التصوير التي تنشر في أهم المجلات العالمية. قامت المصصمة الأندونيسية المسلمة أنيسا هاسيبوان بالمشاركة في أسبوع الموضة بنيويورك مؤخراً حيث شاركت بمجموعة جديدة خارجة عن المألوف أضافت فيها الحجاب إلى تصاميمها، الأمر الذي أدى إلى تفاعل رائع من الجمهور وعبر وسائل التواصل الإجتماعي. من هي عارضة الأزياء؟ الموضة والأزياء هي اللغة المشتركة بين الناس من خلفيات متنوعة. وعلى نحو غير مفاجئ أصبحت الأزياء منبراً للأقليات للتعبير عن الذات والإعتراف بالإختلاف بالرغم من معارضته في عالم صناعة الأزياء. وبهذه الملاحظة أنهت دي كلامها بالقول:"هدفي من كل ذلك هو إجراء تغيير شامل في عالم الموضة الحالي، لجلعه أكثر ترحيباً وشمولية، كل العارضين الذين يعملون معي هم من المتحولين جنسياً، وليس هذا فقط سبب تميزهم وتفردهم، بل بسبب القياسات المختلفة والأعراق والهويات الجنسية المتنوعة". وأخيراً عندما طُلب منها وصف (عارضة الأزياء) للعالم، أجابت : "هو شخص بوسعه أن يلبس بأناقة، أريد أن أُظهر للعالم أنّ الشكل والحجم والطول وحتى لون البشرة وتباين الهوية لا تشكل حدودا لحرفية أي أنسان، ما دام يملك حبا للعمل، ويتوق الى النجاح في عمله". جان توماس\ ريم ضوا

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل