المحتوى الرئيسى

روايات الموت للعائدين من ليبيا

10/09 10:24

عاد الأمل مرة أخرى إلى 7 عمال مصريين، من أبناء قرية السوبي التابعة لمركز سمالوط بالمنيا، بعد رحلة عذاب وجحيم قضوها داخل غياهب السجون الليبية، وسط تجاهل تام من المسئولين  بالحكومة المصرية.

"المصريون" التقت عددًا من المصريين العائدين من الموت ليرووا مأساتهم، وما مر بهم طوال الأشهر الأربعة و15 يومًا، داخل السجون ولحظة اعتقالهم.

  في البداية يقول خلف محمد إن سائق الحافلة في مصراتة باعنا للميليشيات الليبية المسلحة، بعد ما قبضوا علينا بطريق النار المؤدي لطريق الجيش الليبي، وتم اعتقالنا بعد استجواب دام عدة أيام، وبعدها أخذوا مالنا، وكل واحد كان معه 10 آلاف دينار ليبيي، وتحويشة العمر وهواتفنا المحمولة، وحتى ملابسنا جردونا منها ووضعونا في سجن مصراتة لمدة 23 يومًا.

وأضاف "شوفنا الموت ألف مرة كل يوم، كانت الميليشيات تكهربنا ومرة تضربنا بالكرابيج والمكهربة، وتارة ثالثة كانوا بيضربونا بالفلكة، ومرة رابعة كانت الميليشيات بتهينا أشد الإهانة بعد أن يجردونا من ملابسنا الداخلية، وكانت معاملة وحشية وكأنهم يهود".

 وأوضح "أننا مكثنا أكثر من 23 يومًا بعد احتجازنا بدون أكل سوى طبق مكرونة لنا جميعًا لا يكفى لفرد واحد، وبدون مياه ولا دورة مياه، غير الضرب والإهانة علشان إحنا قلنا إننا مصريين".

وتابع شقيقه خالد، "إحنا مش بنى آدميين علشان الليبيين كانوا بيعاملوا أولادنا وكأنهم أسرى حرب ملهمش تمن، ولا قيمة لأنهم مصريين أتهانوا فى  بلادهم وكمان خارج مصر، ولم يجدوا من يحميهم أو يسأل عنهم طوال فترة احتجازهم".

من جانبه قال وليد فرحات سوبي، أحد العائدين والذى بدت عليه علامات فقد الذاكرة، وآثار التعذيب تبدو على جسده، وكأنه شبه فاقد للوعي "إحنا كنا مصريين ملناش تمن ولا قيمة لأننا لم نجد أحدا من السفارة المصرية يسأل علينا، أو يطمن علينا سوى التعذيب من سجن التميمة في مصراته إلى سجن الكلية الجوية فى سرت، مرة أتهمونا بأننا تبع المخابرات المصرية، ومرة أخرى أتهمونا بأننا تابعين للرئيس السيسى، وتارة ثالثة أتهمونا بأننا دواعش، وفى كل مرة بيعرضونا على الشرطة العسكرية، وبعد كده يرمونا فى زنزانة لا تتعدى سوى متر فى متريين فقط، فيها أكثر من 8 أو 9 محتجزين لا دورة مياه ولا أكل ومشفناش الخبز لمدة 23 يوما، عشنا على المكرونة فقط وشوية مياه أول اليوم أما باقى اليوم ما بين التعذيب أو الصعق بالكهرباء أو التعليق في الفلكة".

وأضاف أن "سائق الميكروباص اللى كان عائد بنا إلى مصر اتقبض عليه لمدة يوم واحد، وتقريبا دفع ألفين دينار وطلع براءة، وإحنا اتخدنا من سجن إلى سجن، وكل ما نقول إحنا عمال مصريين غلابة راجعين مصر علشان كنا بنشتغل يوجهوا إلينا إهانات وضرب وشتائم، وكأننا أسرى حرب أو يهود".

فيما أردف والده "ذهبنا إلي الخارجية أكثر من 4 مرات، وفى كل مرة كانوا بيطردونا من علي الباب وكأننا بهايم أو كلاب يا دوب واحد يقابلنا ويقول لنا روحوا منعرفش حاجة عنهم  لدرجة واحد من بتوع  الخارجية، قال لى أن وزير الخارجية قلت له يا راجل أنا عارف سامح شكرى كويس يعنى بتضحك علينا، وطردنا من على باب الوزارة".

أما نجاح جمال توني، الذى وصل في نفس اليوم الذى توفى فيه والده حزنًا عليه، فقال "سافرت إلى ليبيا ولو لقيت شغل في بلدي ووظيفة مكنتش غامرت بنفسى وقعدت عاميين فى ليبيا، إلى أن تم اعتقالنا هناك لما قبضوا علينا بهدلونا أسوأ بهدلة".

وتابع: "أنه بمجرد هبوطنا مطار برج العرب احتجزونا لمدة  3 ساعات، وعملوا ضدنا بأنها هجرة غير شرعية".

محروس جمعة الذى لم يتجاوز عمره 25 عامًا ذهب لكي يتزوج ويدخر "تحويشة" عمره، التي نُهبت منه في السجن اللييبي، قال "يا ريت متنا ومشفناش اللى إحنا شفناه، لأن اللى شفته لم يرد على أحد، ولم يذق ما ذقناه داخل السجون الليبية".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل