المحتوى الرئيسى

150 سنة على البرلمان.. اغتيالات ومعارك بالأحذية وقرارات حرب

10/09 10:05

تحتفل مصر اليوم الأحد، في مدينة شرم الشيخ، بمرور 150 عامًا على تأسيس الحياة النيابية في عهد الخديوي إسماعيل، وسط حضور دولي وأفريقي كبير بالمجلس النيابي، الذي يعتبر من الخمسة الأقدم في العالم، بالإضافة إلى كونه مجلسًا كان مليئًا بالصراع والمشاكسة والمواجهة، وفي كثير من الأحيان المواءمة مع سلطة الحكم.

البرلمان المصري، الذي كثيرًا ما أطلق عليه مسمى “مدرسة المشاغبين”، في ظل الأحداث التاريخية والصعبة، ما بين اغتيالات بداخله، ومشاجرات بين وزراء ومسؤولين مع نواب استخدمت فيها الأحذية، وجلسات جاء من ورائها حل المجلس، على رأسها جلسة الموافقة على اتفاقية “كامب ديفيد” مع إسرائيل، ونرصد حاليًا أهم 10 أحداث للبرلمان على مدار عقود ماضية.

أقصر برلمان عمره 9 ساعات فقط

في عام 1925، كان ثاني برلمان حقيقي في تاريخ مصر، في الـ 23 من مارس، ومع انطلاق الدورة بخطاب العرش للملك فؤاد، كانت الانتخابات الداخلية الخاصة بالرئيس والوكيلين، فدخل زعيم الوفد، سعد زغلول الانتخابات أمام مرشح الائتلاف الحكومي، عبد الخالق ثروت، وكانت النتيجة فوز “زغلول” برئاسة البرلمان بفارق كبير عن “ثروت”، ليتضح أن الانتخابات التي ادعت الحكومة فوز ائتلافها بها، حملت نتيجة غير حقيقية، حيث أوضحت النتيجة أن “الوفد” له 123 نائبًا، وأن لحزب الاتحاد الظهير السياسي للحكومة 85 نائبًا.

إحراج الحكومة من “الوفد”، جعل رئيس الحكومة زيوار باشا يتقدم باستقالته للملك، مدعيًا أن الوفد يعرقل مجهودات الحكومة، وفي الوقت الذي اعتلى فيه “زغلول” المنصة كرئيس للمجلس، ومع الساعة التاسعة في عمر البرلمان الجديد، جاء قرار الحل من الملك، ليسقط البرلمان، حفظًا لماء وجه الحكومة، ليكون أقصر برلمان في تاريخ مصر.

رئيس الوزراء يموت من الفرحة أمام الملك

حسن باشا صبري، كان رئيسًا للحكومة في بداية عهد الملك فاروق، وكان يتمنى “صبري” الحصول على وشاح محمد علي الأعظم، فعلى الرغم من أنه كان رئيسًا للحكومة، إلا أن الوشاح كان كل شيء له.

حصل “صبري” قبل الجلسة الافتتاحية على الوشاح، في نوفمبر عام 1940، وفي حضور زوجته وابنته، وأمام “فاروق” وبحضور العائلة المالكة في البرلمان، كان يقدم “صبري” خطاب العرش، واضحًا عليه السعادة، وفجأة يسقط الرجل في قلب القاعة، فيحضر مسرعًا وزير الصحة ليكشف على الرجل ثم يرفع رأسه للملك قائلاً: “حسن باشا مات من الفرحة يا مولاي”.

كانت مصر تعاني من ويلات الحرب العالمية الثانية، بين صراع الحلفاء والمحور، حيث كانت تحت سيطرة بريطانيا العظمى، وكان الصراع السياسي قائمًا في مصر حول لمن تنضم المملكة في الحرب، إلى جانب بريطانيا أم ألمانيا، وكان رئيس الحكومة أحمد ماهر ممن يميلون لدعم بريطانيا، حتى لا تنفذ “لندن” تهديدها إذا انضمت مصر إلى ألمانيا، بخطف الملك ونقل خزائن الذهب إلى السودان، وإغراق الأراضي وتفجير الكباري.

اتخاذ قرار الحرب يؤخذ من البرلمان، ونوت الحكومة أن تكون بجانب الحلفاء لنيل الاستقلال التام وعدم تنفيذ التهديد البريطاني.

وفي الـ24 منفبراير 1945، تنعقد جلسة سرية بمجلس النواب، استطاع “ماهر” الحصول على موافقة الأغلبية في إعلان الحرب على ألمانيا، ثم خرج “ماهر” متوجهًا لمجلس الشورى الواقع في المبنى نفسه للحصول على الموافقة نفسها، ليعترضه شاب تابع للحزب الوطني، أفرغ في صدره رصاص مسدسه عقابًا على سعيه.

كان دخول الجيش المصري في حرب على أرض فلسطين عام 1948 لمواجهة العصابات الصهيونية، تحديًا كبيرًا للحكومة والقصر الملكي، فقرار الحرب كان صعبًا ويخاف الجميع تحمل المسؤولية، لسبب واحد فقط، هو عدم جاهزية الجيش المصري من حيث السلاح والعتاد لهذه المواجهة.

رئيس الحكومة في ذلك الوقت، طلب عقد جلسة سرية في الـ 12 من مايو 1948، وكان بها اتخاذ قرار الحرب، وسط صدامات حول الجاهزية، حيث كان يصرخ “النقراشي” حول ضرورة دخول الحرب، حتى لا تضيع فلسطين ويقام الكيان الصهيوني الذي سيكون بمثابة خنجر في ظهر مصر والعرب، وكانت الموافقة لتدخل مصر الحرب يوم الـ13 من مايو.

إرجاع عبد الناصر عن التنحي

في يونيو 1967، أعلن الرئيس المصري جمال عبد الناصر التنحي عقب النكسة واحتلال سيناء من جانب إسرائيل، وبالطبع كان قرار التنحي غير مقبول من معظم الأوساط الشعبية، مع مظاهرات تدعوه للعدول عن القرار.

وفي مجلس النواب، كان أنور السادات رئيسًا للبرلمان، حيث قام بدعوة النواب إلى جلسة، أحيطت بمظاهرات من جانب عناصر الاتحاد الاشتراكي الحاكم، لتكون الجلسة التاريخية، تطالب “عبد الناصر” بالعدول عن التنحي، ووقوف جميع المؤسسات بجانبه، والإعداد لمعركة استعادة الأرض.

من أهم الجلسات في تاريخ البرلمان، هو توجه الرئيس أنور السادات إلى البرلمان، بعد يومين من اندلاع حرب أكتوبر، ليخاطب الشعب معلنًا عبور القناة في 6 ساعات وتدمير خط بارليف وإسقاط أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وكان الهدف من هذه الجلسة، هو الوصول بالدعم الشعبي إلى أعلى حالاته بمساندة من هم على جبهة القتال.

وكان البرلمان في هذه الفترة، عبارة عن جلسات متتالية، يكرّم فيها “السادات” قادة الحرب مثل المشير أحمد إسماعيل والفريق حسني مبارك واللواء عبد الغني الجمسي، بالإضافة إلى جلسات ترد على الأكاذيب الإسرائيلية، ومنها جلسة التحقيق مع العميد أحمد بدوي، الذي ترقى في حينها، وجعل نواب البرلمان يقفون لبطولاته في الثغرة.

الرئيس الراحل، أنور السادات، كان يتخذ من البرلمان منبرًا شرعيًا لقراراته، وكانت من أهم الجلسات في تاريخ المجلس، تلك التي عقدت في نوفمبر عام 1976، عندما وقف “السادات”، متحدثًا عن السلام لإنهاء الحرب.

ووقف السادات ليقول عبارته الشهيرة: “وستدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن إنني مستعد أن أذهب إليهم في الكنيست ذاته”، ليضج البرلمان بالتصفيق الحاد، معتبرين أن العبارة مناورة ساداتية، ولكنها ترجمت على أرض الواقع، لتكون الزيارة التاريخية للقدس.

في أبريل عام 1979، قام “السادات” بإصدار قرار باستفتاء شعبي على حل مجلس الشعب، بعد أن رأى تهديدًا من جانب نواب المعارضة لاستكمال تنفيذ اتفاقية “كامب ديفيد”، التي وافق عليها البرلمان بعد جلسات ظلت عدة أيام.

وشهد المجلس جلسات هجوم من “السادات” على النواب الذين انتقدوا الاتفاقية، وجلسات أخرى حضر فيها قادة الجيش في جلسات للجان المعنية، وشهدت صدامات واسعة، ووجد “السادات” خطورة في المعارضة من جانب نواب بالبرلمان كانوا أصحاب أصوات قوية مثل كمال أحمد، مصطفى شردي، طلعت رسلان، محمود القاضي، في ظل استغلال إسرائيل أي ثغرة لتعطيل تنفيذ الاتفاقية.

وزير الداخلية يضرب نوابًا بالجزم

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل