التفتيش الذاتي.. بعبع المسئولين في مصر

يرفض بعض المسئولين التفتيش الذاتي في المطارات معتبرين أن ذلك إهانة لهم وتعد علي الحصانة التي يرون أنهم يتمتعون بها بغض النظر عن القوانين التي يجب الالتزام بها خاصة في إجراءات التأمين والتي تضمن السلامة له ولغيره من المحيطين به وللدولة بأكملها لأن احترام قوانين الدول وجه آخر لاحترام سيادتها.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، أبلغ رئيس الوزراء شريف إسماعيل ورئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال بإلزام المسئولين الحكوميين والوزراء والنواب في البرلمان بتنفيذ تعليمات السلامة والأمان المتعلقة بالتفتيش في المطارات والموانئ المصرية والتي تم تفعيلها منذ أكثر من 9 أشهر عقب حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء.

ألغت المستشارة تهانى الجبالى، نائب رئيس المحكمة الدستورية السابقة سفرها إلى بيروت لرفضها الخضوع لإجراءات التأمين الخارجي المؤدية إلى الدائرة الجمركية بالإضافة إلي التفتيش اليدوي المعتاد عقب المرور من أجهزة الكشف مشيرة إلي أن منصبها القانوني يحصنها من تلك الإجراءات الأمنية لأنها أحد أعمدة القضاء المصري، حسب قولها.

ومن جانبها، قالت"الجبالي" تعليقا علي الواقعة أنها اعترضت علي الوصاية الأمنية المفروضة على مطارات مصر واصفة تلك الإجراءات الأمنية أنها ابتزاز وتمس السيادة الوطنية لأنها مفروضة من جهات أجنبية، حيث وضعها خبراء أجانب قادمون من روسيا ولندن بعد حادث الطائرة الروسية وبالتالي لا تخضع للقوانين المصرية.

وأشارت "الجبالي" إلي استجابتها لدعوات الأمن في التفتيش الذاتي لكنها شعرت بتعنت خاصة من شركة "فالكون" مطالبة الحكومة بمراجعة هذه القرارات لأنها تمس سيادتنا ويجب ألا نخضع لمطالب هذه الدول لأن موقفها ضد مصر بوقف السياحة سياسي وليس لخوف من الإجراءات الأمنية.

"أنا برلماني ومعاى حصانة"، بهذه العبارة عبر النائب البرلماني،عمرو أبو اليزيد علي رفضه التفتيش بخلع حذائه والمرور عبر بوابة الدخول بمطار القاهرة الدولي أثناء تقدمه للسفر إلي الغردقة علي أحدي رحلات مصر للطيران، وهو ما تم الرد عليه من قبل القيادات الأمنية بالمطار بإصدار أوامر بضرورة خضوعه للتفتيش مثل باقي الركاب.

ومن جانبه نفى أبو اليزيد الواقعة مؤكدا أنه لم ينطق نهائيًا بذلك وامتثل للتفتيش وأنه دخل المطار مثل أي مواطن ووضع حقائبه في الأجهزة المخصصة للفحص، وذلك رغم اعتراضه علي طريقة تفتيش المصريين واصفا إياها بالمهينة والغير لائقة بسبب خلع الأحذية رغم أن الأجهزة تغنى عن ذلك فضلا عن مرور أجانب دون الخضوع لنفس إجراءات تفتيش المصريين.

خلع مفتش جمارك يدعي"أ.س"، ملابسه وظل بالملابس الداخلية اعتراضًا على إجراءات التفتيش الدقيقة معه قبل مغادرته المطار عائدا للإسكندرية بعد انتهاء مأموريته، وذلك بعدما طلب منه خلع الحذاء وحزام البنطلون عند أجهزة الكشف في صالة السفر.

امتنع النائب يوسف عبد الدايم للخضوع لإجراءات الأمن والسلامة في المطار أثناء توجهه إلي أسوان بالإضافة إلي أنه لم يلتزم بالتعليمات الخاصة بالتفتيش أثناء سفره مشيرًا إلي انه نائب برلماني ولديه حصانة ويرفض الخضوع لمثل هذه الإجراءات التي تشمل خلع الحذاء.

رفض عدد من رجال الجمارك الدخول إلى صالات المطار وممارسة عملهم احتجاجًا على إصرار رجال الأمن على تفتيشهم لدى دخولهم إلى الدائرة الجمركية مشيرين إلي أن لديهم الضبطية القضائية ويقومون بعمليات التفتيش وهو ما رفضته القيادات الأمنية مؤكدين أن عمليات التفتيش تطبق على الجميع حتى مدير أمن المطار الذي يرضخ للتفتيش الذاتي خلال دخوله الدائرة الجمركية.

وصف عدد من نواب البرلمان التفتيش داخل المطارات بالضرورة الحتمية مستنكرين رفض أي شخص الخضوع للتفتيش في المطار، فاستنكر النائب محمد ماهر حامد رفض البعض الخضوع للتفتيش داخل المطارات مشيرًا إلي أن التفتيش مصلحة للجميع لضمان الأمان والسلامة ولابد من خضوع أي شخص له لأنه إجراء أمنى ولابد من احترامه موضحا أنه أيا ما كان الشخص لابد أن يخضع لعملية التفتيش.

وطالب البرلماني في تصريحات خاصة لـ"المصريون"، الشخصيات السياسية والعامة والقضائية والبرلمانية باحترام القوانين حتى يكونوا قدوة لغيرهم في احترام القوانين خاصة انه ليس هناك شخص فوق القانون مؤكدا انه لا يوجد حصانة تمنع الالتزام بالقوانين.

ونفي أن تكون إجراءات التفتيش في المطارات من خلع الأحذية والأحزمة مهينة للكرامة، خاصة وأنه يتم تطبيقها في غالبية دول العالم ويلتزمون بها المصريين في تلك الدول فلماذا لا يلتزمون بها في بلدهم أيضا.

ومن جانبه، استنكر النائب حاتم باشات، رفض بعض الشخصيات السياسية أو القضائية أو البرلمانية الخضوع للتفتيش مشددا علي ضرورة خضوع أي شخصية مصر للتفتيش لأنه إجراء أمنى لابد أن يتبع ولابد من احترامه.