8 وجوه تتصارع على تركة "عكاشة"

يخرج على المصريين كل يوم وجوه وشخصيات  يلقون على آذانهم كلمات لاذعة، تصل أحيانًا إلى حد التصريحات الجنسية وأحيانًا أخرى تتسم  بكونها تحمل الشعب المصرى "الغلبان" مسئولية كل ما يحدث له من أزمات، بدعوى أنه شعب يعى ويفهم أكثر، لكن فى الحقيقة ما هى إلا كلمات سوقية وتصريحات "بذيئة"  تؤذى سمعه وتطعنه فى وعيه وفهمه للأمور بدلاً من أن تحكى آلامه وآماله .

من المتفق عليه عدم صحة ما يخرج من هذه الشخصيات، لأنها يفترض كونها قدوة حسنة أمام جمهورها، فمنهم من  يتكلمون بلسانه ولا يحكون تطلعاته، ذلك الشعب الذى خاض غمار العمل الثورى الناتج عنه ثورة 25 يناير ولاحقها بـ30يونيو مثلما تشدقوا بدوره فيها من قبل إلا أنهم يتحدثون بما لا يفعلونه .

ترصد "المصريون"، تلك الوجوه الإعلامية والأخرى البرلمانية والسياسية التى أثارت ولا زالت تثير تصريحاتها ضجة إعلامية فى محاولة منها لتغطية الزخم والفراغ الكبير الذى أحدثه رحيل النائب والإعلامى المسقط عضويته صاحب التصريحات النارية والمضحكة توفيق عكاشة.

يدخل الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، ضمن قائمة المتصارعين على مقعد عكاشة فى إشعال التصريحات النارية وصياغتها.

وبدا ذلك واضحًا فى تصريحاته وعلى وجه الخصوص التصريح الذى  قال فيه إن هناك ملاحظات على حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى، أهمها هو أن نظامه لا يحاسب أو يعاقب أحدًا ولا يتعامل بالحسم مع المخطئين.

 وأضاف مكرم، مساء الخميس الماضي: "ليس مهمة النظام هو أنه يدلع الشعب، مهمته أنه يوفر كل الظروف التى تمكنه من المنافسة والإنتاج ويدلع لما يستحق الدلع".

وتابع فى حواره ببرنامج "حقائق وأسرار" على فضائية "صدى البلد": "جزء من مهمة النظام هو أنه يربى الشعب، الشعوب تحتاج إلى تربية، هناك حالة تسيب ولامبالاة تسود الشارع المصري، وإزاى نوقفها طالما لم يكن هناك أدوات ردع تلزم المواطنين على احترام القانون للأسف محدش بيحترم القانون".

يعتبر عزمى مجاهد، مقدم برنامج على فضائية العاصمة، من الشخصيات التى احتدم الجدل حولها، حيث اعتاد إثارة حفيظة الجماهير المصرية وغضبتها نتيجة هجومه على الشعب المصرى وتعنيفه.

 بدأ "مجاهد" هجومه على الشعب المصرى حين قال: "السيسى أنضف حاجة فيكوا، وانتو معندكوش شرف ولا كرامة من غير السيسى، انتو تطفحوا وانتو ساكتين".

وتابع هجومه على الشعب المصرى بسبب مطالبة البعض بمزيد من الحرية فى الحياة السياسية، نهاية أغسطس الماضي، :"انتو كنتوا بتبوسوا رجل السيسى يا حيلتها أنت وهو، انتو شعب يخاف مايختشيش".

وفى سياق آخر قال الإعلامى عزمى مجاهد، فى تصريح أثار  دهشة وسخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعى إن القوات المسلحة تبذل جهودًا كبيرة للقضاء على الإرهاب فى سيناء.

وأضاف مجاهد فى "برنامج الملف"، على فضائية "العاصمة": "سيناء بتنضف صدقوني، وأنا كان لى الشرف إنى سلمت على الفريق صدقى صبحي، ودى قيادة تحس إنك بتسلم على دكر وحش".

وتابع مجاهد، أن الجماعات الإرهابية التى تستهدف احتلال سيناء، جماعات مغيبة، لأنهم يتعاطون المخدرات بكثرة ولا يعرفون قوة الجيش المصرى.

فيما اقتحم الإعلامى معتز عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، "هوجة" التصريحات الإعلامية الشاذة عبر تصريح اتهم فيه الشعب المصرى بأنه سبب الجهل والتخلف فى العالم، مشيرًا إلى أن مصر تمر بحالة من «التقدم المظهري، والتخلف الجوهري»، مضيفًا: «لن نصل إلى مرحلة النهضة، ولن نشهد عودة لحالة الثورات، والإضرابات، والاعتصامات، لأننا اكتشفنا أنها لا تجدى نفعًا».

وأضاف "عبدالفتاح"، فى برنامج "90 دقيقة"، المذاع على فضائية "المحور"، أغسطس الماضى، أن جوهر الأزمة فى مصر هو الإنسان، ويجب العمل على تطوير عقول وحياة الناس أولًا حتى يكون التقدم حقيقيًا، متابعًا: "لو كل المصريين ذهبوا إلى ألمانيا أو اليابان أو أى دولة فى العالم، سيتوقف تقدم تلك الدول، وتبدأ فى الانهيار".

أما عن مقدم برنامج على مسؤوليتي، أحمد موسى فحدث ولا حرج، هذا الرجل  الذى لا تخمد جذوته ولا تهدأ صولته ولا يغمض له جفن حتى يطلق تصريحًا ناريًا بالهجوم على إحدى الشخصيات المعارضة فإذا ما فات يوم دون أن يحدث لك انتقل تلقائيًا إلى صب جم غضبه على الشعب المصرى .

 ومن الجدير بالذكر، أنه عقب غضب المصريين بعد نشر خبر شراء الرئاسة طائرات بـ4 مليارات جنيه، فى ظل الوقت الذى تطلب فيه الحكومة التقشف من الشعب، قال موسى، فى فيديو منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، 10 أغسطس الماضي، موجهًا حديثه لشعب المصري: "إنتو شعب معتوه، عاوزين تعرفوا الجيش بيصرف الفلوس فين ليه؟!".

وتابع: "إحنا وصلنا لدرجة من "العتة" إننا عايزين نعرف كل حاجة عن الجيش ودى مش بتحصل فى جميع دول العالم".

بعد سباحة الكثير من الإعلاميين والبرلمانيين مع الموجة، اكتشفنا أنهم ليسوا وحدهم بل طال الأمر الفنانين أيضًا، حيث طالب الفنان تامر عبد المنعم، الشعب المصرى بالنزول للتصويت على الانتخابات البرلمانية، وذلك بعد أن شهد اليوم الأول من المرحلة الأولى حالة من الإقبال الضعيف على حسب التقديرات المبدئية.

وقال عبدالمنعم، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى “تويتر”: "انزلوا انتخبوا يا شعب المتغطى بيه عريان، صوتك واجب وطني".

سعى النائب إلهامى عجينة عضو مجلس النواب، فى الآونة الأخيرة إلى إحداث صخبًا إعلاميًا وضجيجًا واضحًا من خلال إطلاق تصريحات نارية على طريقة النائب المعزول توفيق عكاشة  عبر إطلاق حملة جديدة لتوقيع الكشف الطبى على الطالبات داخل الجامعات بشكل دورى .

 وقال "عجينه": "أى بنت تدخل الجامعة لازم نوقع عليها الكشف الطبى لإثبات أنها "آنسة"، وكذلك ينبغى أن تقدم كل بنت مستندًا رسميًا عند تقدمها للجامعة بأنها آنسة، وذلك من أجل القضاء على ظاهرة انتشار الزواج العرفى فى مصر".

وأضاف "عجينة " فى تصريحات له، أنه يجب أن يصدر وزير التعليم العالى قرارًا بتوقيع الكشف الطبى على الطالبات، على أن يتم توقيعه كل عام كشرط للحصول على كارنيه الجامعة، وأى طالبة يثبت أنها تزوجت عرفيًا أو ليست آنسة يتم إبلاغ أهلها على الفور متابعًا: "مش لازم أى حد يزعل من القرار ده.. ولو أنت زعلان يبقى معناه إنك خايف إن بنتك تكون متجوزة عرفى من وراك".

ولفت "عجينة "، إلى أن هذه المبادرة سيكون من شأنها القضاء على ظاهرة انتشار الزواج العرفى فى الجامعات، مطالبًا البرلمان والإعلام ورؤساء الجامعات بتبنى هذه الحملة.

ولم يكتف عجينة، بتصريحات كشف العذرية التى أغضبت جميع المصريين حيث  اقترح عجينة أيضًا مبادرة أخرى لتوقيع كشف المخدرات على الطلاب والطالبات فى الجامعات المصرية من أجل وقف ظاهرة انتشار الإدمان بين طلاب الجامعات المصرية، وتابع: "مبادرتى للقضاء على الزواج العرفى وتوقيع الكشوف الطبية على الطالبات، وكذلك كشف المخدرات يجب أن تشمل الجامعات الخاصة قبل الحكومية فى مصر".

ومن كشف العذرية للبنات والمخدرات للشباب إلى  تصريحات العجز الجنسي، حيث أكد النائب إلهامى عجينة، عضو مجلس النواب، أنه يؤيد ختان الإناث بشدّة، ويؤيد الختان الجائر، متابعًا: "إحنا شعب رجالته بتعانى من ضعف جنسى، بدليل إن مصر من أكبر الدول المستهلكة للمنشطات الجنسية التى لا يتناولها إلا الضعيف، وإذا بطلنا نعمل ختان هنحتاج رجالة أقوياء، ونحن لا نمتلك رجالاً من هذا النوع".

وأضاف "عجينة" - فى تصريحات له : "من باب أولى علشان تكون فيه عدالة بين الرجال والنساء، إننا نفعل الختان، لأنه يقلل الشهوة الجنسية لدى المرأة، والمفترض أن تقف النساء إلى جانب الرجال علشان العجلة تمشى، وتبقى الكفتين متساويتين، وإذا كان فيه حد مش هيعجبه كلامى وهيزعل، يعتبر إنى بتكلم عن نفسى".

قال عجينة،، إنه بعد حملة الهجوم عليه بسبب حديثه حول أن رجال مصر لديهم ضعف جنسى، قرأ عددًا من الأبحاث من أساتذة متخصصين فى الصحة الجنسية، وأنهم ذكروا فى أبحاثهم أن 64% من رجال مصر يعانون من ضعف جنسى، وأن هناك الكثير من الرجال "بيتكسفوا" من العلاج.

وأضاف عجينة، فى تصريحات له، أن "الفياجرا" والمنشطات الجنسية المستوردة بالمليارات، تأتى من أجل علاج العجز الجنسى، لافتًا إلى أن الرجل ضعيف جنسيًا، والمرأة إذا لم تُخْتَن ستكون قوية جنسيًا، وهنا ستحدث مشكلة، والدليل أن نسبة الطلاق تتخطى الـ50% نتيجة العجز الجنسى لدى المتزوجين.

وتابع قائلاً: "أنا عندى بنتين ماعملتهمش ختان، لأن الختان يضر المرأة، ولكنى ضد صدور القانون، لأنه يُعَد حرية شخصية تخص الأسرة ولا يجوز للحكومة أن تتدخل فى أمور شخصية، والقانون برمته لا جدوى منه، لأنه موجود منذ فترات ولا توجد له أى فائدة، ولم يؤخذ به".

وأوضح عجينة: "الحكومة تستورد البطاطس المقلية، والفراخ، واللحوم المهرمنة، وبيؤدوا إلى الضعف الجنسى، والحكومة لها يد فى استيرادها للتأثير على المواطنين لعدم ارتفاع زيادة السكان فى عملية الإنجاب".

سعيد حساسين ينافس على مقعد "العكش"

 وعلى طريقة الإعلامى توفيق عكاشة ومالك قناة الفراعين السابق سار الإعلامى سعيد حساسين الخبير فى الأدوية والأعشاب، الذى دارت حوله شبهات النصب فى منتجات عشبية وعلاجية "مضروبة" .

واشتهر حساسين، أيضًا بالردود والتصريحات الإعلامية المثيرة للجدل، والتى كان من أبرزها  طريقة اعتراضه على تصريحات إلهامى عجينة عضو مجلس النواب،  بسبب كشف العذرية، للطالبات قبل دخولهن الجامعات، موضحًا أن دعوته قوبلت برفض شديد من المجلس القومى للمرأة ومنظمات حقوق المرأة.

وأضاف حساسين، خلال برنامج "انفراد" عبر فضائية "العاصمة"، قائلا: "ارحمنا يا عجينة، يا أبو الزُمل اتقى الله فى زمايلك"، متابعًا بقوله: "ارحمنا يا عمنا طلعت عين أمى".

من جانبه قال الدكتور أيمن شبانه، الخبير السياسي، إن كل شخصية من الشخصيات المثيرة للجدل تعتبر ميزانًا لنفسها وعليها أن تقيم الإيجابيات والسلبيات التى تقوم بها، مشيرًا إلى أنهم يتحملون تبعات ومسئولية كلامهم الذى يؤثر فى نفوس متابعيهم .

وأضاف "شبانة" فى تصريحات لـ "المصريون"، أن كم التصريحات الجنسية والمثيرة للجدل تقدح فى مصداقية هذه الشخصيات وقواها العقلية لدى الجمهور، مشددًا على ضرورة احترام من منحهم الثقة وأعطاهم صلاحية الكلام بلسانه وتقديم التوجيه له.