بالأسماء.. ضحايا «الخروج عن النص» في ماسبيرو

«رشاد» أشاد بـ «مبارك».. «الحناوي» هاجمت «السيسي».. و«كامل» انتقدت حكم الإخوان.. فتم إيقافهم عن العمل

"الخروج عن النص" أطاح بعدد من مذيعي الإذاعة والتليفزيون، آخر هؤلاء الإعلامى جورج رشاد، مذيع النشرة الإخبارية، وبرنامج "صباح الخير يا مصر" الذى أحيل للتحقيق بعد توجيه الشكر للرئيس الأسبق حسني مبارك فى الذكرى الـ43 لحرب السادس من أكتوبر، قائلاً: "إنه لا مجال لمن خرج فى ثورة يناير للترويج بأن الضربة الجوية ليست منسوبة لمبارك".

وإثر ذلك، قرر خالد مهنى، رئيس قطاع الأخبار باتحاد الإذاعة والتليفزيون، استبعاده من تقديم حلقات برنامج "صباح الخير يا مصر".

ولم يكن رشاد هو الضحية الأولى، ولن تكون الأخيرة لـ "الخروج عن النص"، حيث سبقه العديد من المذيعين ومقدمى البرامج على التليفزيون المصرى خلال السنوات الأخيرة.

تم إيقاف الإعلامية عزة الحناوي عن العمل، وإحالتها للمحاكمة التأديبية بعد أن وجهت رسالة قاسية للرئيس عبدالفتاح السيسي، عبر برنامجها "أخبار القاهرة على شاشة التليفزيون المصري، قائلة " كلمة أخيرة للسيد الرئيس، يعنى ليه مقولة بيقول فيها: "يعنى لما حد يوجعنى يا مصريين متردوش، اشتغلوا، عظيم، المصريين بيشتغلوا لكن معظم القيادات فى الدولة ويمكن كلهم هم اللى مبيشتغلوش، وسيادتك كمان مابتشتغلش الحقيقة، مفيش ملف حليته لغاية دلوقتى من يوم ما جيت، ومن يوم ما توليت حكم مصر، وبقى على انتهاء العامين من فترة ولاية سيادتك شهور قليلة، وسيادتك وعدت الشعب المصرى بعد سنتين هتشوفوا مصر فى دنيا تانية، منتظرين، السنتين قربوا ينتهوا، فات منهم سنة و8 شهور".

ولم يتم الاكتفاء بذلك، إذ أحال النائب العام، نبيل صادق، الحناوي إلى نيابة أمن الدولة العليا، للتحقيق معها في اتهامها بـ "إهانة رئيس الجمهورية والتحريض على قلب نظام الحكم".

الإعلامية بثينة كامل من أبرز المذيعات التى أحيلت للتحقيق بسبب الخروج عن الاسكريبت، حيث أحيلت ثلاث مرات للتحقيق بسبب خروجها عن النص فى عهد وزير الإعلام الأسبق صلاح عبد المقصود، المرة الأولى بسبب تعليقها على تغيير مدير أمن شمال سيناء بعد أحداث مقتل الجنود المصريين على الحدود، فى أثناء قراءتها لنشرة الأخبار، قائلة: (شالوا ألدو.. حطوا شاهين)، وتم وقفها عن العمل، ثم عادت مرة أخرى، وما لبثت أن تجاوزت أيضًا فى ختام النشرة الإخبارية حيث قالت "عاشت الثورة"، وهناك من سمعها تقول "إلى اللقاء فى نشرة إخوانية جديدة"، ما اعتبره رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون خطأ مهنيًا فادحًا، وقررت الشئون القانونية وقفها عن العمل وعدم ظهورها على الشاشة.

والمرة الثالثة تم وقفها عن العمل بسبب تجاوزها على الهواء بعد الانتهاء من قراءة نشرة الأخبار، حيث اختتمت النشرة بقولها: "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية".

الإعلامية منى خليل، مقدمة برنامج "الشارع المصرى"، على شاشة الفضائية المصرية، تم تحويلها أيضا للتحقيق فى عهد وزير الإعلام الأسبق صلاح عبد المقصود، بسبب تعليقها الساخر على انقطاع الكهرباء بالاستديو.

وكانت الحلقة تدور حول زيادة أسعار الكهرباء وسبل الترشيد فى استخدامها، وفجأة انقطع التيار الكهربائى، ثم عادت بعد فترة قصيرة، لتعلق منى على ذلك بقولها: "شكل الترشيد بدأ فى ماسبيرو".

وبعد انتهاء الحلقة فوجئت المذيعة بتحويلها للتحقيق وإيقافها عن العمل، فيما دافعت عن نفسها بأنها وجدت نفسها فى موقف محرج مع المشاهدين وضيوف برنامجها من انقطاع الكهرباء، فحاولت الخروج من ذلك بهذا التعليق الذى رآه رئيس القناة خروجًا عن النص، ويعد تجاوزا يستوجب معه تحويلها للتحقيق.

ريادة سمير، المذيعة بشبكة الشباب والرياضة، كانت من ضحايا الخروج عن الاسكريبت فى عهد وزير الإعلام الأسبق صلاح عبدالمقصود، فقد تم خصم حوافزها الشهرية ومنعها من تقديم برامج بشكل منفرد على خلفية تقديمها لسهرة إذاعية تذاع كل يوم أحد على شبكة الشباب والرياضة فى الثانية صباحا.

وفى أثناء تقديمها للحلقة، فوجئت باتصال من أحد المستمعين ينتقد مؤسسة الرئاسة والسياسة العامة للدولة، وتخطى ذلك بأن قام بمهاجمة الرئيس وإهانته واستمعت المذيعة إليه، حتى انتهى من حديثه وأغلق الخط، ثم قامت بشكره، فتم تحويلها للتحقيق لهذا السبب، والتى قضت الشئون القانونية باتحاد الإذاعة والتليفزيون بخصم حوافزها الشهرية.

الإعلامية ماجدة القاضي، كانت أيضًا من ضحايا الاسكريبت فى عهد وزير الإعلام الأسبق صلاح عبد المقصود، بعد أن طرحت خلال برنامجها على قناة "نايل سينما" سؤالاً للفنان محمود قابيل عن رأيه فى كاريزما الرئيس الأسبق  محمد مرسي، فتمت إحالتها للتحقيق بتهمة الخروج عن "الاسكريبت".

وعلقت القاضى على إحالتها للتحقيق، قائلة: هذه تهمة أفتخر بها لأنه لاتوجد مذيعة محترمة تعمل فى برنامج "توك شو" على أساس ورق مكتوب أمامها، وأنا كنت أحرر نصوص الإعداد للقناة كلها وأقول إن الاسكريبت شيء مبدئي.

من جانبه، قال الدكتور سامى الشريف، الأستاذ بكلية الإعلام، والرئيس السابق لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، إن المهنية تلزم الإعلامى بالالتزام بالنص المكتوب.

وأضاف الشريف لـ"المصريون": "الاسكريبت ينقسم لنوعين الأول الاسكريبت الكامل وهو خاص بالنشرة الإخبارية، واسكريبت بالنقاط الأساسية، وبالتالى يسمح للإعلامى فى هذه الحالة التجويد ولكن فى حدود النقاط الأساسية وهو الغالب فى برامج التوك شو".