المحتوى الرئيسى

الرنتيسي..خليفة «ياسين» الذي أرهق إسرائيل وراح ضحية ميناء «أشدود»

10/08 20:47

تولى قيادة حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» عقب اغتيال الشيخ أحمد ياسين في مارس 2004، بعد أن بايعته الحركة خليفة له، وكان أمره بتنفيذ عملية ميناء أشدود الإسرائيلي سبباً في اغتياله هو الآخر على يد قوات الاحتلال الصهيوني في إبريل 2004، إنه الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، الذي تحل اليوم السبت ذكرى ميلاده.

ولد «الرنتيسي» في أكتوبر عام 1974، وأنهى دراسته الثانوية عام 1965، وكان متفوقاً، وهو ما تسبب في تأهله للحصول على منحة دراسية في مصر على حساب وكالة غوث اللاجئين «أونروا»، فدرس الطب في جامعة الإسكندرية، وحصل منها على البكالوريوس العام سنة 1971، ثم على ماجستير في طب الأطفال عام 1975، وعمل طبيباً مقيماً في مستشفى ناصر، المركز الطبي الرئيسي في خان يونس عام 1976، بجانب عضويته في هيئة إدارية في المجمع الإسلامي والجمعية الطبية العربية بقطاع غزة والهلال الأحمر الفلسطيني، كما عمل في الجامعة الإسلامية بالقطاع، منذ افتتاحها عام 1978 محاضراً يدرس مساقات في العلوم وعلم الوراثة وعلم الطفيليات.

وعن بداية مشواره مع الحركة الإسلامية، قال الرنتيسي إنه تأثر كثيراً أثناء دراسته بمصر بالشيخين محمود عيد وأحمد المحلاوي، حيث كانا يخطبان في مسجدي السلام باستانلي والقائد إبراهيم بمحطة الرمل في الإسكندرية، مضيفاً «كانت الخطب سياسية حماسية، فمحمود عيد كان يدعم القضية الفلسطينية، وكان يواجه السادات بعنف في ذلك الوقت؛ وهو ما ترك أثراً في نفسي، فلما عدت من دراسة الماجستير بدأت أتحسس طريقي في الحركة الإسلامية مقتدياً بأسلوبه ونهجه».

خريج كلية الطب بجامعة الإسكندرية، تقرب من جماعة الإخوان المسلمين بقطاع غزة حتى أصبح أحد قادتها، ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى في ديسمبر 1987 انطلقت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» كجناح عسكري لـ «الإخوان»، والتي كان أحد قيادتها، بعد حادثة «المقطورة» التي صدمت فيها مقطورة صهيونية سيارة لعمال فلسطينيين، فقتلت وأصابت جميع من فيها، فخرجت على إثر حادثة السير المتعمدة هذه مسيرة لم يحسب لها، في جباليا أدت إلى مقتل شخص وترك عدد من الجرحى، فاجتمع قادة «الإخوان» في قطاع غزة وعلى رأسهم الرنتيسي على إثر ذلك، وتدارسوا الأمر، واتخذوا قراراً يقضي بإشعال انتفاضة في قطاع غزة ضد الاحتلال الصهيوني، بتأسيس «حماس».

كان للشيخ القعيد أحمد ياسين، دور هام في حياة «الرنتيسي» بسبب عمله معه في العمل الإسلامي وتأسيس حركة «حماس»، وجمعهما جدران المعتقلات الإسرائيلية العديد من المرات، ما أهله ليقود الحركة بعد اغتياله، ولم يكن خليفة سياسياً وطبيباً فقط، بل كان أيضاً كاتباً رائعاً له زاويته المخصصة في جريدة «الأمان، والسبيل» اللبنانية، والبيان الإماراتية والوطن القطرية.

واجه القيادي الإخواني قوات الاحتلال الصهيوني، فتم اعتقاله مرات عديدة، كما وضُع دائماً على قوائم الاغتيالات التي نجا من جميعها، ما عدا الأخيرة التي تم استشهاده فيها، ولكونه من كبار المؤسسين والمجاهدين، اختير قائداً لحركة «حماس» في الداخل الفلسطيني، في مارس 2004، عقب اغتيال الشيخ القعيد أحمد ياسين، ومع أول ظهور له «كان يحمل بندقية كلاشن كوف» قائلاً «هذا هو حوارنا مع الصهاينة» وهذا أي «المقاومة المسلحة» طريقنا لتحرير الأقصى».

أمر زعيم «حماس» قبل استشهاد الشيخ القعيد بأيام بتنفيذ عملية ميناء أشدود، وهي عبارة عن هجوم إستشهادي في 14 مارس 2004 بالميناء الإسرائيلي، رداً على استشهاد ثلاثة فلسطنيين برصاص يهودي محتل بالقرب من مستوطنة نتساريم بقطاع غزة، وتبني العملية كلاً من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» وكتائب شهداء الأقصي التابعة لحركة التحرير الفلسطيني «فتح»، فكانت السبب في قرار اغتياله من قبل جيش الاحتلال الصهيوني.

خليفة «ياسين» كان يتمنى الشهادة، ولم يثنه تعرضه للاغتيال عدة مرات عن مواصلة جهاده في فلسطين، وكان آخر ما قاله «نحن لا نخشى الموت فليعلم الله أنني في شوق للقائه ولقاء الأحبة .. شيخنا وحبيبنا أحمد ياسين وجمال سليم وجمال منصور وصلاح شحادة وإبراهيم المقادمة وإسماعيل أبو شنب»، وجميعهم من قادة حماس الذين راحوا ضحية اغتيالات جيش الاحتلال.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل