المحتوى الرئيسى

«حرب الرمال» بين الجزائر والمغرب.. دامت 3 أيام وأُسر فيها حسني مبارك

10/08 18:53

في أكتوبر 1963 بسبب المشاكل على الحدود اندلعت ما أُطلق عليها "حرب الرمال" بين المغرب والجزائر، بعد أن وصل بينهما الخلاف إلى طريق مسدود.

وانتهت المعارك بعد تدخل الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الإفريقية بعد 3 أيام من القتال، وتم التوصل لاتفاق نهائي لإطلاق النار في مدينة باماكو عاصمة دولة مالي، بعد أن تركت خلافًا لم يمحَ بين البلدين حتى الآن.

قد لا يعرف كثيرون أن مصر لعبت دورًا كبيرًا في هذا الصراع، وانحازت القاهرة إلى جانب الجزائر بإرسال الأسلحة والمعدات وحتى المقاتلين إليها، أُسر بعضهم في المعارك، كما أن التاريخ حفظ لنا قصة مثيرة عن أسر المغرب لـ 5 طيارين مصريين، من بينهم قائد المجموعة، حسني مبارك، الذي كان برتبة عقيد وقتها، وبقي حبيس القصر الملكي حتى أفرج عنه الحسن الثاني "عربون محبة" لجمال عبد الناصر، عند لقائه الأول به بعد انتهاء الأزمة.

بعد استقلال الجزائر، لم ينلَ الرئيس الجزائري (بن بِلا) لحظة راحة واحدة، فضربت الخلافات قيادات جبهة التحرير الجزائرية وصلت إلى تمرد بعض أعضائها عسكريًا عليه، فاعتصم عليه آيت أحمد، وألّب عليه أهل منطقة القبائل، كما أن البرلمان بدأ ينازع الرئيس الجزائري في سلطاته.

أصّل الاستعمار الفرنسي هذه المشكلة بين البلدين، بعد أن ترك مساحة صحراوية مبهمة بينهما، ورفض أن ترسيمها بشكل دقيق، ما أوقع البلدين في مشكلة بعد انسحابه، فبدأت المغرب المطالبة بما تظن أنه حق لها استقطعته منها فرنسا، وهو ما اعتبرته الجزائر تدخلاً في شؤونها الداخلية، ورغبة في قنص التراب الوطني، ولم تكتفِ بذلك بل هاجمت مركزي «حسي بيضا» و«تينجوب» على الحدود المغربية الجزائرية، ما استدعى ردًا عسكريًا مغربيًا بقيادة العقيد إدريس بن عمر، الذي تفوق بقواته الحديثة على مقاتلي الثورة الجزائريين، وبدأ في دخول الجزائر، وبلغت المشكلة ذروتها.

تدخلت الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الإفريقية، وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار بباماكو بمالي يوم 29 أكتوبر 1963، بحضور الملك الحسن الثاني، وطُويت صفحة الخلافات، وبدأت إجراءات الحل السياسي للأزمة.

حقيقة الدور المصري في الحرب

تبنى عبد الناصر النهج الثوري لبن بلاّ ودعّمه في حربه ضد المستعمر الفرنسي واعتبره امتداد لفِكره "التقدمي" في المغرب العربي، فيما كان دائمًا يصف الأنظمة الملكية بأنها "رجعية"، فانحاز في هذا الخلاف لصفه، فهاجمت ترسانته الإعلامية الملك الحسن وسوّق لوجهة النظر الجزائرية، بالإضافة لألف جندي مصري وعتاد حربي وأسلحة، بالإضافة إلى تزويده بمدد من المستشارين والخبراء العسكريين، رغبة منه في إرسال كارت إرهاب للملك السنوسي في ليبيا والملك الحسن في المغرب أن قواته قادرة على الوصول لأبعد مدى إن لم ينصاعا لـ"فلسفته الثورية".   

مبارك أسيرًا.. أكتوبر ليس شهر الانتصارات دائمًا

العقيد، حينها، حسني مبارك، كان قائد سرب الطائرات التي ذهبت لدعم الجزائر، وبينما كان في مهمة استطلاعية على الحدود وتفقد أوضاع قاعدة العبادلة الجوية بالجزائر، بصحبة 5 من رفاقه و وعضو مجلس قيادة الثورة الجزائرية شريف بلقاسم، سقطت طائرته قرب قرية "محاميد الغزلان" بسبب عاصفة رملية، وفقًا لما أكدته معظم الشهادات، على الفور تم اعتقالهم، وإبلاغ القيادة العُليا للجيش، وعلى رأسها الجنرال محمد أوفقير، الذي أمر بإرسالهم إلى مراكش ثم إلى دار المقري، حيث جرى استجوابهم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل