المحتوى الرئيسى

الإخوان.. نجحوا بالمغرب العربي وفشلوا في "معقلهم"

10/08 13:32

رغم كونها جماعة سياسية ذات أهداف واحدة، إلا أنها اختلفت في فكرها ومدى نضوجها السياسي، في أكثر من دولة، ففي الوقت الذي فشل فيه إخوان مصر في تجربتهم السياسية، إبان ثورة 25 يناير انتهاء بوصولهم إلى سدة الحكم وعزلهم من الحياة السياسية في 3 يوليو 2013 نجحت ذات الجماعة في تونس في إدارة المشهد السياسي وتفهم الأمور عقب ثورة الحرية والكرامة في 17 ديسمبر 2010 .

لم يكن إخوان تونس فقط الذين نجحوا بالتعامل مع المشهد السياسي فقد جاء تصدر حزب "العدالة والتنمية " المغربي اليوم النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية بحصوله على 129 مقعدًا ليكون بذرة جديدة في نجاح الجماعة سياسيًا في المغرب عقب ثورات الربيع العربي التي حدثت في عدد من الدول العربية وما أعقبها من سقوط إخوان مصر المنبع الرئيس للجماعة  في هذا التقرير تلقى "المصريون"، الضوء على ما وصلت اليه الجماعة في تلك البلدان والأسباب التي أدت لذلك.

أظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية في المغرب، تقدم العدالة والتنمية، بحصوله على 99 مقعدًا، ثم الأصالة والمعاصرة بحصوله على 80 مقعدًا، في حين حصل حزب الاستقلال على 31، وحزب التجمع الوطني للأحرار على 30، والحركة الشعبية 21، والاتحاد الدستوري 21 مقعدًا، وذلك بعد فرز 90% من الأصوات.

وعن الأسباب التي أدت إلى هذا الفوز قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران - في أول تصريح له عقب الإعلان الأولي عن النتائج - أن حزبه استحق الفوز لأنه "جعل مصلحة البلد فوق كل مصلحة".

وأضاف في كلمة أمام وسائل الإعلام بمقر حزبه فجر يوم السبت، أن الحزب "أثبت أن الجدية والصدق والصراحة مع المواطن، والحرص على استقرار الوطن، وجعل مصالح البلد فوق كل مصلحة أخرى، والوفاء للمؤسسات وعلى رأسها المؤسسة الملكية، كلها عملة تعطي إيجابية ولله الحمد، وهو ما بيّنته هذه الانتخابات".

والإخوان المسلمون في المغرب، نشأوا في المغرب من خلال جماعة التوحيد والإصلاح الإسلامية المنبثقة من اتحاد عدة حركات إسلامية في المغرب، وذراعها السياسية هي حزب العدالة والتنمية المغربي الذي أسسه عبد الكريم الخطيب الإخواني البارز، وهو أكبر حزب إسلامي في المغرب حصل على الرتبة الثانية في الانتخابات البرلمانية سنة 2007.

البداية كانت من خلال محاولة جماعة الإخوان، إنشاء شعب لها في المغرب العربي، واعتمد الإخوان المسلمون في يونيو 1937 ضمن شُعبهم في العالم الإسلامي شُعْبَتين في المغرب الأقصى، إحداهما كانت في فاس وكان مندوبها محمد بن علال الفاسي، والأخرى كانت في طنجة وكان مندوبها أحمد بن الصديق، إلا أنه تم اعتقال محمد بن علال الفاسي، ونفته خارج البلاد في عام 1937؛ مما أدى إلى انكماش دعوة الإخوان في المغرب وعدم انتشارها.

ومرت شعبة الإخوان المسلمين في المغرب، بعدد من التحولات المهمة، وتأسس حزب العدالة والتنمية، على غرار الحزب الحاكم التركي ليكون الذراع السياسية للجماعة بالمغرب، متخذًا الاسم والشعار، ومع بزوغ ثورات الربيع العربي، حصل الحزب على الأغلبية في 2012 وكلف الملك محمد السادس أمين الحزب ليكون رئيسًا للحكومة، والتي تتعرض لعدد من الاتهامات حاليًا.

لعبت حركة النهضة في تونس دورًا محوريًا بعد الثورة الشعبية التي اندلعت في ديسمبر 2010  تضامنًا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي قام بإضرام النار في جسده في نفس اليوم تعبيرًا عن غضبه على بطالته ومصادرة العربة التي يبيع عليها من قبل الشرطية.

ولم تسع الحركة للسيطرة على كل شىء فكانوا أكثر ذكاءً وحنكة من الإخوان في مصر فبعد الاعتراف بالحركة كحزب سياسي في تونس في 1 مارس 2011 من قبل حكومة محمد الغنوشي الثانية بعد مغادرة الرئيس زين العابدين بن علي البلاد على إثر اندلاع الثورة أصبحت حركة النهضة من بين أهم الأحزاب السياسية في تونس.

وفازت حركة النهضة، بانتخابات 23 أكتوبر 2011، أول انتخابات ديمقراطية في البلاد، ومارست الحكم غير أنّها لم تستمر طويلا فى السلطة بعد أن شهدت تونس سلسلة من الاغتيالات السياسية أعقبتها موجة من الاحتجاجات الشعبية.

وفي انتخابات 26 أكتوبر 2014، حلت في المرتبة الثانية وشاركت في حكومة الحبيب الصيد ضمن تحالف رباعي، ولكنها لم ترشح الحركة أحدا من صفوفها في الانتخابات الرئاسية التونسية 2014.

الغريب في الأمر أنهّم رغم تقدمهم  في المحطات الانتخابية، التى شهدتها البلاد منذ سنة 2011، لم تسعى الحركة للوصول الي سدة الحكم مما اعتبره مراقبون بأنه ذكاء سياسي لعدم الوقوع في الفخ الذي وقع فيه إخوان مصر بتحملهم كل المسئولية بعد الانهيار الذي تسببت فيه الأنظمة السابقة .

راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة (ممثلة جماعة الإخوان فى تونس)، قال إن النهضة لا تنظر إلى الحكم على أنه أكبر غنيمة ووسيلة لتقوية الحزب، بقدر ما تنظر إليه باعتباره مسئولية وطنية رغم أن عبأها قد يكون ثقيلاً، خاصة فى مثل الزمن الصعب الذى تمر به بلادنا.

وأضاف في تصريحا ت إعلامية، إن مشاركة الحركة فى حكومة الوحدة الوطنية ودعمها لها جاء استجابة لحاجة وطنية.

سريعًا ما سقطت جماعة الإخوان المسلمين في مصر ولم يعد لهم دور سياسي بعد عز ل الرئيس محمد مرسي من سدة الحكم في 3 يوليو 2013 بعد احتجاجات 30 يونيو.

ولم يكن هذا السقوط وليد اللحظة فقط وصل الإخوان للحكم في أول مرة بالتاريخ نتيجة الأحداث التي شهدتها مصر عقب ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك ليفاجأ الإخوان بأن الساحة قد فتحت لهم فحدث ما أطلق عليه التناغم السياسي أو شهر العسل بين الجماعة والمجلس العسكري بقيادة المشير حسين طنطاوي، وأصبحوا متوافقين في كل شيء بداية من الاستفتاء على الدستور ومن بعد إجراء الانتخابات البرلمانية أولاً إلي أن سيطروا عليها ومن هنا جاء الانقسام بينهم وبين رفقاء الثورة الذين اتهموا الجماعة بالسعي لجني الثمار على حساب الثورة وأهدافها.

صارت الأمور تجري هكذا فقد التحم الإخوان في خط المجلس العسكري وكان الميدان من نصيب الثوار إلي أن تم حله بقرار من المجلس العسكري تنفيذا لحكم المحكمة الدستورية العليا نظرًا لعدم دستورية القانون الذي انتخب على أساسه ,وكان هذا بمثابة البداية  لانتهاء شهر العسل بين الجماعة والمجلس العسكري .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل