المحتوى الرئيسى

لهذا ليس من السهل هزيمة الآي-فون تقنياً

10/08 11:18

اشتهرت أبل بين العديد من الأوساط بأنها الشركة التي لا تهتم بالعتاد وأنها عنيدة بشكل يمنعها من تطوير عتادها كما تفعل هواتف الأندرويد كل عام مع معالجات ذات سرعة عالية وذاكرة مؤقتة “رام” يصل إلى 6 جيجابايت في بعض الهواتف! بل أن أبل مشغولة بإلغاء مدخل السماعة والقيام بتغييرات غير ضرورية.. ولكن كل سنة تبقى هواتفها على رأس أعلى الهواتف مبيعاً. ببساطة لأن كل ما سبق غير صحيح.

نعلم أنك تشتكي من بطاريات الآي-فون ولكن انظر حولك في عالم الهواتف من الفئة العليا. ستجد بطاريات معظم الهواتف تدوم وقتاً مقارباً لوقت الآي-فون سواءً أكثر قليلاً أو أقل قليلاً (جالاكسي نوت 7 هو أقرب مثال مقارنة بـ بلس). ولكن.. الآي-فون 6 إس يحتوي بطارية حجمها 1715 مللي أمبير وحتى النسخة بلس العملاقة تجد بها بطارية بحجم 2750 مللي أمبير في حين أن الحد الأدنى في هواتف الآندرويد الآن هو 3000 مللي أمبير.. هل أحسست بالفارق؟ شاهد أداء بطارية النسخ “بلس” من الآي فون وقارنها مع منافسيها.

ما لا شك فيه أن أداء الآي-فون يتفوق على منافسيه كل عام من حيث السرعة والسلاسة وأكبر نصر يصل له منافس أن تكون سرعة جهازه مقاربة للآي-فون.. لذا لن تجد شركة تعلن أن جهازها “أسرع بشكل ملحوظ” من الآي-فون. لنأخذ شركة سامسونج كمثال. اعتمدت في السنين الماضية على سباق سريع مع الآي-فون في العتاد من المعالجات ثمانية النواة وصولاً إلى البطاريات العملاقة. كمصنع أندرويد تحتاج إلى مواصفات تفوق مواصفات الآي-فون نظرياً بمراحل فقط لتقترب من أدائه. أنت تحتاج معالجات فائقة القوة وذاكرة مؤقتة كبيرة وأيضاً بطاريات كبيرة وكثيفة لكي تكون ذات سعة كبيرة وغير مؤثرة على سمك الجهاز في نفس الوقت وتجعلها مضادة للمياه. هل تعرف بم تسبب هذا؟ بحوادث مثل انفجار أجهزة جالاكسي نوت 7 واستبدالها على نطاق عالمي.

هنا أتحدث عن مواصفات الجهاز التي تستمر الشركات في زيادتها بشكل مهول مع فائدة قليلة. نأخذ الشاشات على سبيل المثال ستلاحظ أن أغلب الشركات المصنعة للهواتف ذات الفئات العليا تحتوي هواتفها على شاشات بدقة UHD أو 4k. هذه الشاشات لا تأتي بالمجان بل تحتاج إلى قوة معالج كبيرة جداً لتشغيلها وأيضاً بطاريات عالية السعة، والبطاريات عالية السعة ستكون بطيئة الشحن لذا عليك أن تطور تقنيات للشحن السريع، ثم بعد كل هذا المجهود لا تجد فارقاً كبيراً بينها وبين شاشات أبل التي يرضى عنها المستخدم ولم يشتكِ منها أحد.

ألا تلاحظ أن زيادة سرعة الآي-فون كبيرة كل سنة؟ يصل الأمر الآن إلى أن المستخدم اعتاد الزيادات الكبيرة في السرعة فلا يعتبر أن السرعة الفائقة وأداء الرسوميات جديد في الهاتف ويريد إضافات أخرى. بالفعل أبل تسير بخطىً واثقة كل سنة فيمَ يتعلق بالعتاد الداخلي مما يمنحها الفرصة أن تتفرغ لإكمال الفراغات في أجهزتها مثل إضافة مقاومة الماء للآي-فون 7، سرعات LTE غير مسبوقة، سماعات ستيريو وتقنية اللمس ثلاثي الأبعاد. آبل تملأ الفراغات في أجهزتها وتضيف خصائص احتاجها الجهاز بينما الشركات الأخرى تصب مجهودها على التغلب على عتاد الآي-فون الداخلي لكي لا يلحظ المستخدم بطئاً في أجهزتهم.

سنوياً تعلن أبل عن أجهزة جديدة بمعالجات متماثلة تقريباً -بالنسبة للهواتف- وتقوم بدعم المطورين لصنع تطبيقات لهذه الأجهزة. هذه هي جنة المطورين حيث يعلم المطور العتاد الذي يستهدفه تحديداً ويعلم أن القوة الشرائية لأصحاب العتاد في الغالب عالية ولديهم استعداد أكبر لشراء التطبيقات. على الجانب الآخر ترى هواتف آندرويد متباينة العتاد وأكثرية الهواتف المباعة هي ذات العتاد الضعيف أو المتوسط.. لذا ليست بيئة خصبة للمطور حيث أن المطور إن صمم لعبة على معالج قوي مثل سناب دراجون 820 ليستفيد بكافة مزاياه سيفقد قطاعاً كبيراً من مستخدمي الآندرويد. هذا سبب بقاء متجر أبل أكثر ثراءً ويتمتع بالكثير من الحصريات وحتى ألعاب تصل إلى iOS قبل أندرويد، لأن المطور عليه إعطاء وقت وجهد كبيرين ليتأكد أن لعبته ستعمل بشكل مقبول على فئة كبيرة من أجهزة أندرويد.

نرشح لك

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل