المحتوى الرئيسى

من الصحافة التركية

10/08 01:39

جاء وصف العراق للقوة التركية في بعشيقة بأنها غير شرعية والمُطالبة بانسحابها ليُضيف جديداً آخر إلى الأزمات التي تعيشها المنطقة. وسوف يكون موضع ترقّب ردّة فعل واشنطن على الأزمة بين تركيا والعراق، خصوصاً بعد انقطاع التواصل بينها وبين روسيا في سوريا.

وتعتقد واشنطن أن تركيا لا تنظر بحرارة إلى بدء معركة الموصل، لكنّها مع بدء ظهور نتائج إيجابية من المعركة قد تتحوّل تركيا إلى قوة مُساندة.

ويرى مراقبون أتراك أن تصاعد التوتر بين تركيا والعراق ليس من صالح البلدين وأن قرار البرلمان العراقي ليس سوى استعراض مسرحي. ويقول هؤلاء إن رفع العراق القضية إلى الأمم المتحدة لن يُسفر عن شيء.

الجميع يطرح هذا السؤال: هل ستأتي حملة فتح الله غولن الثانية؟ بعض الوزراء يقولون إن هذا الدفتر قد أُغلق فــيما الخــطاب الرسمي ليس هكذا.

الحكومة تريد أن تبقي تهديد غولن حياً وتريد أن تُبقي استنفار حزب «العدالة والتنمية» قائماً. هذا يُفيد التماسك داخل الحزب. وماذا عن الاقتصاد؟ الأسواق شبه معطلة وأصحاب المهن يُغلقون محلاتهم والدولار عند مستوى الثلاث ليرات.

الواقع هو أنه ما دامت الحكومة تُدير البلد بقانون حال الطوارئ، فهذا يعني أن الأسواق لن تستعيد استقرارها وأن خطر الانقلاب على السلطة قائم، وأن مخاطر الاستثمار قائمة، وأن السلطة تستطيع أن تفعل كما تشاء من دون حسيب أو رقيب، وأن البرلمان سيبقى خارج الخدمة.

هل ستحصل محاولة انقلاب ثانية؟ ربما ليس محاولة مُسلّحة. بل مُحاولات بأسلوب مختلف. بكشف وثائق الدولة السرية على الإنترنت، بنشر رسائل الكترونية، ببثّ مُكالمات هاتفية على مواقع التواصل الاجتماعي، ببثّ الفوضى في البلد والعمل على الحطّ من شأن بعض المسؤولين.

التوتر المتصاعد بين روسيا وأميركا بشأن الأزمة السورية يُعيده البعض إلى تصاعد السيطرة الروسية في البحر المتوسط.

الوجود الأميركي في سوريا عبارة عن القاعدة العسكرية التي بدأ بإنشائها في القامشلي في العام 2016. ونظراً لأن الولايات المتحدة لا وجود عسكرياً لها في وسط وغربي سوريا، فإن واشنطن تنظر إلى تفوّق الحضور الروسي في سوريا على أنه خطر في المدى المستقبلي على خطوط نقل الطاقة في البحر المتوسط.

النظرة الحاكمة أن التوتر المتزايد كما التهديدات المُتبادلة بين واشنطن وموسكو لا يتعلّق بكيفية تنظيم سوريا وإدارتها بعد انتهاء الحرب، بل بالخطر الذي يُمكن أن تتعرّض له خطوط نقل الطاقة من منطقة الخليج إلى العالم. وتنظر أميركا بقلق إلى ازدياد الوجود العسكري الروسي كما في البرّ السوري، كذلك حشود الأسطول الروسي في شرق المتوسط. وتتوقّف أميركا أمام التغيير الذي أحدثه التدخّل الروسي في سوريا وتوسيع نطاق سيطرة النظام على الأرض كما موسكو في البحر المتوسط.

أنهت الولايات المتحدة وروسيا التفاهم الذي تمّ التوصّل إليه بشأن التعاون حول وقف النار في سوريا. كل طرف يتّهم الآخر بعدم الالتزام بالتفاهم. روسيا تتّهم الولايات المتحدة بأنها لا تفصل بين «النصرة» وبــين المُعتــدلين، فيما تتّهم واشنطن روسيا بأنها تُريد تحقيق انتصار ميداني.

نتيجة هذا التوتر العودة إلى حرب باردة جديدة، ودخول التعاون بين البلدين على كل الأصعدة في دائرة الخطر بعد تعليق روسيا لاتفاقية البلوتونيوم المُوقّعة في العام 2010.

بذلك تترك سوريا لإنصاف او بالأحرى لعدم إنصاف السلاح. والجميع يعمل على تغليب الحل العسكري على الحلول السياسية. وهذا يأتي بمعنى أن ما سيأتي سيكون «أسوأ الأسوأ».

يبدو أن التطوّرات في العراق تتسارع في اتجاه دخول الوضع هناك مرحلة جديدة وحسّاسة بالنسبة لتركيا. توالت بسرعة المواقف المُعادية لتركيا من فتاوى بوجوب مُحاربة القوات التركية في بعشيقة وصولاً إلى قرار البرلمان العراقي بتحذير أنقرة لسحب قوتها من بعشيقة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل