المحتوى الرئيسى

قصة الأسقف المغضوب عليه.. استشهد بجوار السادات والكنيسة سامحته بعد 35 عامًا

10/07 20:33

- الأنبا صموئيل كان «أسقفًا» في عهد البابا كيرلس.. و«منبوذًًا» في عهد البابا شنودة 

لأول مرة منذ 35 عامًا، تحيي أسقفية الخدمات العامة ذكرى استشهاد الأنبا صموئيل، أول أسقف لها، الذي توفى أثناء حضوره العرض العسكري لإحياء ذكرى حرب 6 أكتوبر، وذلك عام 1981، والذي شهد اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

حضر الاحتفال الذي أقيم بالكاتدرائية المرقسية، أمس الخميس، عدد من قيادات الكنيسة على رأسهم البابا تواضروس الثاني، والأنبا باخوميوس، مطران البحيرة، والقائم بالأعمال البابوية بعد رحيل البابا شنودة، وتم عرض فيلم وثائقي عن حياة الأنبا صموئيل.

- من هو الأنبا صموئيل؟

الأنبا صموئيل من مواليد القاهرة في 8 ديسمبر 1920، وحصل على ليسانس الحقوق وعلى دبلوم الكلية الإكليريكية، وعمل مدرسًا للإكليريكية بأديس أبابا بالحبشة، ثم أُسْنِدَت إليه أمانة اللجنة العامة للتربية الكنسية، بحسب موقع «تكلا هيمانوت»، وهو الموقع الرسمي للكنيسة بالأسكندرية.

تمت رهبنته في دير الأنبا صموئيل باسم مكاري الصموئيلى بعد أن كان اسمه هو سعد عزيز، إلى أن انتقل إلى دير السريان عام 1950، حيث لم يكن دير الأنبا صموئيل من الأديرة المُعترف بها حينها، وبعد فترة تمت رسامته قسًا باسم الراهب القس مكاري السرياني في العام نفسه، إلى أن قمص (وهى درجة أعلى كنسيًا) ثم أصبح سكرتيرًا خاصًا للبابا كيرلس السادس.

حصل أيضًا على بكالوريوس تربية وعلم ونفس، وماجستير في التربية الدينية من جامعة برنستون الأمريكية، وعمل رئيسًا لقسم الدراسات الاجتماعية في معهد الدراسات القبطية، ثم رسمه البابا كيرلس أسقفًا للخدمات في نفس اليوم الذي رسم فيه الأنبا شنودة (البابا شنودة الثالث فيما بعد) أسقفًا للتعليم. 

بعد وفاة البابا كيرلس كان ضمن الثلاثة الأسماء التي حصلت على أعلى الأصوات في الانتخابات البابوية، وأجريت عليها «القرعة الهيكلية»، والتي فاز فيها البابا شنودة.

توفى يوم 6 أكتوبر1981 عندما كان حاضرًا العرض العسكري مع الرئيس السادات، وتم دفنه في الكاتدرائية.

- لماذا كان من «المغضوب عليهم» في الكنيسة؟

كان السادات قد أصدر قرار عام 1981 يقضي بعزل البابا شنودة من منصبه وتشكيل لجنة خماسية للقيام بالمهام البابوية، تضم كل من الأنبا مكسيموس، أسقف القليوبية، الأنبا صموئيل، أسقف الخدمات، الأنبا أغريغريوس، أسقف البحث العلمي والدراسات العليا، ومدير المعهد العالي للدراسات القبطية، الأنبا أثانسيوس، أسقف بني سويف والبهنسا، والأنبا يوأنس، أسقف الغربية وسكرتير المجمع المقدس.

ظلت هذه الأسماء «مغضوب عليها» في الكنيسة طول عهد البابا شنودة، الذي عاد إلى منصبه بعد ذلك، خاصة أن تشكيل اللجنة واختيار الأسماء كان باقتراح من الأب متى المسكين، الذي تجمعه خلافات مع البابا شنودة حول بعض الأمور اللاهوتية والكنسية.

فلم تقم الكنيسة أو قياداتها بالحديث عنهم، أو تنظم فاعلية لإحياء ذكرى أيًا منهما.

- ما السر وراء إحياء ذكراه اليوم؟

لذا كان تنظيم أسقفية الخدمات احتفالية لإحياء ذكرى الأنبا صموئيل، أمس، أمرًا غريبًا وغير معتاد، لكن ربما تعود أسباب ذلك إلى رحيل البابا شنودة، وعلاقة البابا تواضروس الطيبة بالأنبا صموئيل، إلى جانب العلاقة القوية أيضًا التي ربطت الأخير مع الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة، والقائم بأعمال البابوية بعد رحيل البابا شنودة.

الأنبا باخوميوس يعتبر «الأب الروحي» للبابا تواضروس، وتتلمذ على يده في مطرانية البحيرة، ومن المعروف داخل الأوساط الكنسية أنه يستشيره في عدة أمور وقرارات تتعلق بالكنيسة، لذلك من المتوقع أن يكون تغيير الموقف تجاه الأنبا صموئيل باقتراح منه.

حكى الأنبا باخوميوس خلال كلمته عن ذكرياته مع الأنبا صموئيل فى بداية خدمته كشاب معه وعن اهتمامه بالعمل الرعوى والعمل التنموى، وقال: «التقينا أول مرة عام 1950، حين كنت أذهب إلى دير مارمينا، وكان هو لايزال راهبًا باسم مكاري السرياني، وتعددت بعد ذلك اللقاءات، وكان آخرها وهو يحتضر في المستشفى بعد أن أصابته الأعيرة النارية أثناء وجوده في المنصة بجانب الرئيس السادات، قبلها أصر على الحضور كممثل عن الكنيسة حتى لا يحدث مشكلات بينها وبين النظام القائم».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل