المحتوى الرئيسى

بالفيديو| في الإسماعيلية.. تماثيل تحكي سنوات النكسة وأعوام النصر

10/07 19:33

في ميادين الإسماعيلية تماثيل تحكي صمود شعب صنعت من شظايا المدافع الإسرائيلية، التي دكت المدينة طوال حرب الاستنزاف، وأخرى تجسد بطولة جيش صنعت من شظايا المدافع المصرية التي سطرت نصر أكتوبر على أرض سيناء.

مدخل منطقة نمرة 6 وعلى بعد عشرات من مبنى إرشاد السفن-المقر الرئيسي لهيئة قناة السويس – بمدينة الإسماعيلية يقبع  تمثال الصمود الذي أوشك عمره على   أن يكمل نصف قرن -50 عامًا- تقريباً مثبت على قاعدة رخامية مدون عليها تاريخ إنشاء التمثال واسم صانعه.

وبمواجهة مبنى مديرية أمن الإسماعيلية الحالي في حي الأفرنج  يوجد  تمثال النصر المثبت على قاعدة رخامية مدون عليها هي الأخرى تاريخ واسم صانعه ويقبع التمثال في وسط الميدان الذي يفصل بين شوارع فريد ندا والجيش ومدخل ميدان شاملبيون .

آلالف الشظايا استخدمها الفنان جلال هاشم-ابن الإسماعيلية-  ليصنع منها تمثالين يعدا الوحيدين من نوعهما في العالم  اللذين استخدم فيهم بنسبة 100% شظايا وذخيرة ودانات لآلات عسكرية قاتلة جمعهم من بين أشلاء الضحايا المدنيين الذين  تناثروا في ميادين  الإسماعيلية.

وكما يقول جلال هاشم "شظايا اختلطت فيها رائحة الدم بالبارود وعلقت بها بقايا من رفات الضحايا  لتشهد كل شظية من 4500 شظية صنعت منها التمثال الأول الذي أطلقت عليه تمثال "الصمود " والذي يجسد  حكاية ومأساة شعب المدينة الذي عانى من ويلات الغارات الإسرائيلية لسبعة سنوات متتالية من نكسة 67 وحتى إنتصار أكتوبر العظيم ".

 وتابع: "بدأت فكرة صناعة التمثال الأول عقب الغارة الأولى التي ضربت الإسماعيلية في يوليو 1967، هالني يومها منظر الجثث والضحايا المتناثرة في الشوارع ومررت في الشوارع أجمع هذه الشظايا التي كانت تحمل رائحة البارود، وكأنني أريد الاحتفاظ بها لشيء ما في داخلي لم أكن وقتها يخطر على بالي ومع تكرار الغارات وإستمرار سقوط الضحايا وصمود الأهالي ورفضهم ترك المدينة قررت أن أجسد هذه التضحية في عمل فني وكانت فكرة تمثال الصمود وتمكنت من جمع 4500 شظية وقام أحد جيراني سامي الليثي وقتها بلحام الشظايا وفقاً للمجسم الذي وضعته  بطول متر ونصف على هيئة جسد مقاتل مدني يرفع بيده اليمنى بندقيته ويحمل في اليد الأخرى دانة  ويقف  مجسم التمثال  على عشرات من الشظايا كبيرة الحجم وبواقي الصواريخ وكأنه يريد أن يجسد بوقفته الصمود في وجه المعتدي الغاشم , وفي خلال شهرين كنت قد انتهيت تماماً من صناعة التمثال الذي وصل وزنه لنحو 312 كيلو جرام من الحديد.

وأضاف"كان هذا التمثال الإعلام البديل الذي يصور حجم العدوان الإسرائيلي على الإسماعيلية .حيث قمت بنقل التمثال على نفقتي للقاهرة وللتجمعات في المحافظات المختلفة لأحكي من خلاله إجرام الألة العسكرية الإسرائيلية ,ورعونة الدولة الصهيونية ويعكس مدى صمود أهالينا في منطقة القناة وصبرهم " وتابعت "تم عرض التمثال في معارض بجامعة القاهرة والأسكندرية والزقازيق  ونقابة الصحفيين وفي أماكن تجمع المهجرين من أبناء محافظات القناة ,وخلال فترة حرب الإستنزاف وصلت وفود إعلامية للإسماعيلية لتصوير التمثال وإجراء مقابلات صحفية معي تم نشرها بجرائد أجنبيه عن التمثال ".

وتابع "أثناء حرب أكتوبر وفي أحد ليالي رمضان جاءني مجند يدعى خليل عند المحل الذي أمتلكه حالياً بشارع مصر وطلب مني أن أساعده في إصلاح حذائه الميري لأنه في طريقه للجبهة لمشاركة القوات في العبور وقمت بالقعل وكثيرين من المتواجدين معي بمساعدة المجند في إعداد طعام له وإصلاح حذاءه وقبل إنصرافه شكرني ووقتها طلبت منه إن أراد له العود أن يأتي لي ببقايا من المدافع المصرية المتهالكة التي إستخدمت في الحرب .وكنت وقتها قد بدأ التفكير في صناعة تمثال النصر...كنت أردت أن أجسد لحظات الإنتصار في تمثال يحكى للأجيال القادمة شجاعة وبطولة الجيش كما جسدت من سنوات قليلة صمود الشعب .

وقال الفنان الإسماعيلي:  "غاب خليل وعاد محملاً ببقايا الأسلحة من ميدان المعركة  كان منها جزء من حطام طائرة اسرائيلية .كان التمثال عبارة عن جندي يحمل سلاحاً ويرفع يديه للسماء في نشوة ليعبر عن فرحة الإنتصار و يقف بأحد قدميه على حطام الطائرة التي جلبها "خليل " من سيناء ويظهر على حطام الطائرة نجمة داود .

وتابع "إستغرق صناعة هذا التمثال 45 يوماً واصلت فيهم الليل بالنهار لإتمام التمثال في أسرع وقت وفي يناير 1974 كان التمثال جاهزاً للعرض في كافة المحافل، وبلغ وزن هذا التمثال 290 كيلو من الحديد

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل