محمد بدر العبد لله يكتب: «خدمات ما بعد الموت» | ساسة بوست
منذ 11 دقيقة، 7 أكتوبر,2016
لا بد أن تموت لنعرف فضلك، ونعاملك باحترام فتلك (خدمات ما بعد الموت).
يبقى بعض الناس في الدنيا كرصيف مهمل، لا يلتفت إليه أحد، فإذا مات فاضت المحابر والحناجر بالود المتأخر.
بعض الود والاعتذار المتأخر فاقد لنصف قيمته، كقهوة باردة لا فائدة منها، إنها خدمات بعد الموت!
(صدام) غضب عليه الجميع في حياته، ثم رضي عنه الجميع بعد مماته، وكأن الموت شرط الرضا، هناك نفوس كأنها (مقبرة) لا تحب ولا تتقبل ولا تحتضن إلا الموتى فقط!
أحد الإخوة يقول: كنت أذهب مع أخي الأكبر إلى المدرسة وأنا طالب في المرحلة الثانوية، كنت لا أحب سماع الأغاني وأخي بالعكس مهووس بها، وفي كل صباح كنا نمرّ بالقرب من مقبرة وكان يغلق الصوت عند مرورنا بالمقبرة.
وفي أحد الأيام سألته لماذا تغلق الأغاني عند مرورنا بالمقبرة؟ فقال نحترم الأموات.
قلت: والحي الذي بجانبك لماذا لا تحترمه وتغلقها طالما هو معك؟!
علمت أن الناس تحترم الأموات ولو لم تعرفهم، ولا تحترم بعض الأحياء وهي تعرفهم. لا أدري أكان لزامًا أن يحتاج الناس للموت ليخرج الذين حولهم من مشكلة الخرس العاطفي.
(خدمات ما بعد الموت) ظاهرة تهدف إلى تقديس الميت الذي كان مهملًا وهو حي.
Comments