المحتوى الرئيسى

صولات الحريري… مظلة مستقبلية له

10/07 07:10

يؤكد نائب في تيار المستقبل مطلع على السياسة الأميركية لـ “البناء” أنّ واشنطن وطهران هما اللاعبان الخارجيان المؤثران على الساحة اللبنانية لعملية التوافق الداخلي حول الملف الرئاسي.

لم تنته زيارة الوزير المساعد للشؤون السياسية في وزارة الخارجية الأميركية توماس شانون في شهر أيلول الماضي، حتى سارع مسؤول أميركي بارز إلى الاتصال بقيادات سعودية لتسهيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي. الوضع في لبنان بالنسبة للأميركيين لم يعد يحتمل. وللمفارقة أنّ Moody’s و S&P قامتا بتصنيف تركيا على لائحة junk ، في حين أنّ الولايات المتحدة تشدّد على حماية استقرار لبنان السياسي والاقتصادي.

إنّ قوة الدفع الأميركية كما يقول المصدر موجودة. والإرادة الإيرانية بتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية متوفرة، وتحديداً الجنرال ميشال عون. أخذت طهران على عاتقها دعمه لكونه يدعم المقاومة، بحسب ما أعلن المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الاسلامي حسين أمير عبد اللهيان.

ما مغزى جولة الرئيس سعد الحريري الخارجية؟ فبعد أن عرج على الرياض قبل زيارته موسكو، يقوم رئيس تيار المستقبل بجولة جديدة تشمل مصر، تركيا، فرنسا، والسعودية مجدّداً.

الهدف من المحطات الحريرية الخارجية وفق مصدر مقرّب من بيت الوسط لـ “البناء” الضغط على إيران لتسهيل الاستحقاق الرئاسي. من وجهة نظره، لا يريد حزب الله انتخابات رئاسية راهناً أياً يكن الرئيس.

يقرأ قطب سياسي لـ “البناء” في صولات رئيس التيار الأزرق سعياً لتأمين مظلة ضمانات مستقبلية له، إذا غرق في مبادرته. لا تؤثر خريطة جولاته في الملف الرئاسي بقدر ما تحسّن موقعه كشخص تحيط به الأزمات من كلّ حدب وصوب. أكدت التجارب أنّ الحراك الفرنسي لم يكن إلا في الوقت الضائع، ولم يسجل لتركيا سابقاً أي دور في الاستحقاقات الدستورية اللبنانية. أما مصر فتنتظر على قارعة الأزمات، من ينتشلها.

تختلف الوجهة السعودية عن وجهة الدول التي حطّ وسيحطّ فيها الشيخ سعد. تحظى سياسة المملكة المعتمدة حياله بأكثر من تأويل وتقدير. التقى الحريري ولي ولي العهد محمد بن سلمان، لكن حقيقة الموقف “الرياضيّ” مما يجري محفوفة بالضبابية والالتباس. هل هو موقف متعمّد؟ أو تعبير عن ضعف السعودية أمام مشهدية حرب اليمن؟ أو جزء مما يسمّيه فريق 8 آذار مؤامرة كبرى لفكفكة عقد هذا المحور؟

إنّ إشاعة الأجواء التفاؤلية، وفق القطب نفسه، مبالَغ بها. طالما لم يعلن رئيس “المستقبل” رسمياً دعمه لعون، فإنه إما يعيش تخبّطاً لا يسمح له بحسم خياراته، أو أنه يدير لعبة خبيثة جداً ذات نيات مبيّتة، إذ يبقى الرهان على شقّ الصفوف في أولويات السياسة الحريرية ومَن يدور في فلكها.

سادت الضبابية أمس، في أروقة بيت الوسط. تراوحت الأجواء بين السيّئ والإيجابي. تراجعت إلى حدّ ما الأنباء السارة بإنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل موعد الجلسة 46 في 31 الشهر الحالي. لم تنضج الظروف بعد لأصحاب “القمصان الزرق”. يحتاجون مزيداً من الوقت. أقصى الحريري الرئيس فؤاد السنيورة عن ترؤس اجتماع الكتلة للمرة الثانية. قيّم أجواء مبادرته التي أضفت بالنسبة له جواً جديداً، وأظهرت أنّ القرار عاد إلى لبنان. لكنه في الوقت نفسه يعترف أن من المبكر الوصول إلى استنتاج. ليست الأوضاع داخل كتلته بهذه السهولة، وإن كان جنرال الرابية أراح الشارع السني في إطلالته الأخيرة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل