المحتوى الرئيسى

أعيدوا تكريم أبطال أكتوبر | المصري اليوم

10/07 01:01

من نفس المنطق الذى دفع الرئيس السيسى لتكريم الرئيس البشير، لأنه كان أحد ضباط القوة السودانية التى شاركت فى حرب أكتوبر ومنحه نجمة الشرف العسكرية.. لماذا لا نعيد تكريم «كل» أبطال نصر أكتوبر 1973.. كلهم.. سواء من رحل عن عالمنا.. أو من ظل على قيد الحياة.. ليس فقط من ناحية التقدير المادى.. ولكن من كل الوجوه.. لأن كثيرين نسوا أعمالهم العظيمة.. وأيضاً لكى يكون هذا التكريم دافعاً لنا لكى نحقق - فى أكتوبر 2016 - نصراً على كل الجبهات كما تحقق فى أكتوبر 1973.. أى نحيى العمل القدوة الذى تحقق.. لنحيى الأمل فى تحقيق نصر جديد؟

وعندما أقول «كل أبطال أكتوبر» فإننى أعنيها تماماً.. إذ لا يمكن مثلاً أن ننسى الدور العسكرى للواء محمد حسنى مبارك عندما كان قائداً للقوات الجوية.. ويكفى أنه - بالضربة الجوية الأولى والأساسية - استطاع أن يمهد للعبور البرى.. وأن يحمى القوات وهى تعبر.. ثم يحميها وهى تتقدم فى عمق سيناء.. ثم تلك المعركة التى لم يعرف العالم لها مثيلاً يوم 14 أكتوبر 73، وأقصد بها معركة المنصورة التى حرمت الطيران الإسرائيلى من اختراق عمق الكرامة المصرية.

ومبدأ إعادة التكريم معروف عالمياً.. وأيضاً مصرياً.. ها هو الرئيس حسنى مبارك يعيد تكريم الفريق محمد على فهمى، قائد قوات الدفاع الجوى.. ويمنحه رتبة المشير الفخرية.. بل ها هو الفريق سعد الدين الشاذلى يستعيد شرفه العسكرى ويتم إطلاق اسمه على إحدى دفعات الكلية الحربية، لأنه كان وراء التجهيز لعملية العبور العظيمة.. وما كان بينه وبين الرئيس السادات مجرد خلاف فى الرأى حول مواجهة الثغرة.

والهدف من طلبى إعادة تكريم أبطال أكتوبر - كلهم - هو أن نقول للناس كلهم، عسكريين ومدنيين، إن مصر لا تنسى أبناءها مهما باعدت بينهم السنوات.. وأيضاًَ لكى نعيد إلى العصر الحالى أمجادهم التى صنعوها ونقول بذلك إن مصر لا تكرّم فقط ملوكها، ولكن كل من ساهم فى أى نصر.

والهدف الأسمى هو أننا ونحن نواجه الآن حرباً شرسة هدفها ضرب كل الإنجازات.. وحرمان الشعب من تاريخه العظيم، نعيد هذه البطولات ليتذكرها من نسى.. وليعرفها كل الأجيال التى جاءت إلى الحياة بعد أكتوبر 1973.. الهدف هو إحياء القدوة الحسنة.. وأيضاً لكى تتصافى النفوس المصرية وتتعانق الإرادات.. لكى تنطلق «كل الأمة» لتواجه الأخطار الحالية التى تواجهنا الآن فى أكتوبر 2016، أى بعد 43 عاماً. وأن نسجل أسماءهم على مسلات عصرية أو فى مواجهة كل مبنى يظل للأبد، كما فعل فراعين مصر الكبار.

سجِّلوا أسماء الكل.. ليس فقط فى بانوراما 6 أكتوبر بطريق صلاح سالم.. بل داخل قلوب كل المصريين.. وليس فقط داخل وحدات القوات المسلحة التى صنعت بكل رجالها عظمة هؤلاء الأبطال.. وأعيدوا ترديد أسمائهم، وأطلقوها على القرى والمدن التى قدمتهم للوطن.. فنحن الآن نطلق أسماء شهداء معركة الإرهاب على قراهم ومدارسهم والشوارع التى عرفتهم.. نريد أن نحيى كل هذه البطولات - حتى لا تطويها عوامل النسيان، فى كل الأسلحة، ذلك أن حرب أكتوبر 73 أعادت الحياة والكرامة لكل مصرى.. ولا تنسوا هنا ما قالته إسرائيل عقب هزيمتنا فى يونيو 67: إن مصر لن تستيقظ بعد هذه الهزيمة إلا بعد 50 عاماً.. فجاء هؤلاء الأبطال وصنعوا المعجزة فى حوالى 6 سنوات لا أكثر.. أليست هذه إحدى معجزات ما قدموا؟!

■ وأبداً لن نطلب ذلك شفقة.. بل حماية للقدوة.. وحتى لا يكفر أبناؤهم أو تخنقهم غصة، أو نظرة ألم.. وإذا كانت الدول العظمى تحيى شهداءها وأبطالها وتدفنهم فى مقابر العظماء فى باريس وفى واشنطن وفى لندن، فلماذا لا نخصص لهم مقبرة يلتقى فيها كل من شارك فى حرب أكتوبر، لتصبح مزاراً واعترافاً؟!.. وها هى فرنسا - ورغم هزيمة بطلها القومى نابليون - تدفنه فى أغلى بقعة فى أعظم مقبرة للعظماء.. وإن علينا أن نجعل هذه المقبرة أغلى أرض يزورها الأحفاد.. تزدان بتماثيلهم.. وتضىء واجهاتها فقرات من أعمالهم العظيمة.. ليتعلم منها كل جيل عظمة الجيل الذى صنع هذا النصر.

■ وتعالوا نتصالح مع أنفسنا.. ومع أبطالنا الذين نسيناهم ويحاول الكثيرون إهالة التراب على تاريخهم.. وتعالوا ننسَ أخطاء من أخطأ منهم، وفى مقدمتهم الرئيس حسنى مبارك.. إذ يكفيه أنه كان النجم الذى حمى سماء الوطن من ضربات طيران كان يرى أنه يملك أطول ذراع فى المنطقة، فاستطاع حسنى مبارك أن يقطع هذه الذراع.. ويشرف بنفسه على أخطر معركة جوية، هى معركة المنصورة التى اتخذ منها سلاح الطيران المصرى عيداً قومياً له.

■ تعالوا نتصالح.. مهما كانت المرارة الموجودة فى نفوس الكثيرين.. لأننا أحوج ما نكون لهذا التصالح.. حتى نتفرغ للمعركة شديدة الشراسة التى يقودها الرئيس السيسى الآن بشجاعة منقطعة النظير لإعادة بناء الوطن.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل