المحتوى الرئيسى

الوقفة المطلوبة مع الصديق الروسى

10/06 22:07

لم تدُم فرحتنا بمحاولات كسر طوق الهيمنة الأمريكية على الشأن المصرى بزيادة التعاون العسكرى والاقتصادى مع روسيا طويلاً، فقد توالت الصدمات القاسية على مصر من «الصديق الروسى»، دون سابق إنذار، وكأن اللوبى الصهيونى فى روسيا يريد أن يفسد بناء علاقات شراكة استراتيجية بين موسكو والقاهرة لمصلحة «تل أبيب»، فبمجرد إعلان نبأ سقوط الطائرة الروسية فوق أراضى سيناء فى 31 أكتوبر من العام الماضى وعلى متنها 217 راكباً وطاقمها المكون من 7 أفراد، سارعت السلطات الروسية قبل بدء تحقيق فعلى فى أسباب سقوط الطائرة باتخاذ قرارات فى منتهى القسوة كبدت مصر خسائر بمليارات الدولارات خلال هذه السنة، فمنعت السياح الروس من السفر إلى مصر، ولم تكتفِ بهذا القرار بل حظرت بشكل نهائى رحلات الطيران الروسية إلى مصر، وأيضاً الرحلات من مصر إلى روسيا، وهو ما دفع عدة دول أوروبية كبرى مثل ألمانيا وبريطانيا إلى أن تحذو حذو «الصديق الروسى»، فتمنع سفر سياحها إلى مصر، فكانت كارثة ضرب الموسم السياحى فى مصر بالضربة القاضية.

وحسب الأرقام المعلنة من المسئولين المصريين، بلغت خسائرنا فى أول 3 شهور تلت القرارات الروسية 1.3 مليار دولار، وفق ما أعلنه المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء فى لقاء تليفزيونى أجراه يوم الاثنين 29 فبراير الماضى، بينما صرح اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء بأن خسائر شرم الشيخ شهرياً بلغت نحو مليار جنيه، عقب القرارات الروسية التى أعقبت سقوط الطائرة.

ورغم تقديرنا لجسامة الحدث وحزننا على ضحايا الطائرة الروسية وتعاطفنا التام مع أسرهم، فإن حوادث سقوط الطائرات ليست حكراً على مصر، فكل بلاد العالم ومطاراتها بها ثغرات أمنية يمكن أن ينتج عنها مثل هذا الحادث الأليم، ومع ذلك استجابت مصر بكل أريحية لمطالب روسيا وغيرها من الدول بالتفتيش على إجراءات تأمين المطارات المصرية بشكل غير مسبوق، لكن بعد نحو عام من الزيارات والوفود الأمنية والسياسية والقضائية المتبادلة بين مصر وروسيا، وآخرها زيارة وزير النقل الروسى مكسيم سوكولوف إلى القاهرة ولقاؤه بالرئيس السيسى، والإعلان عن قرب عودة رحلات الطيران بين مصر وروسيا لتبدأ منتصف أكتوبر الحالى، فاجأ «سوكولوف» المصريين حكومة وشعباً، بعد أن غادر القاهرة بيوم واحد، ليؤكد أنه لا عودة لرحلات الطيران، وأن الأمور لم تكتمل بعد!

لم يكتفِ الصديق الروسى بما فعله من تدمير لقطاع السياحة والطيران فى مصر، و«زاد الطينة بلة» بصدمة جديدة، عندما أعلنت الحكومة الروسية حظر استيراد الفواكه والخضراوات المصرية، بحجة عدم مطابقتها للمواصفات القياسية، ولم يكن هذا القرار المفاجئ سوى قرار سياسى بحت رداً على حظر مصر استيراد أقماح مختلطة بفطر الأرجوت، والأكثر عجباً أن دولاً عديدة تنتج قمح الأرجوت، لم تسارع إلى اتخاذ أى إجراءات انتقامية من مصر، وفعلها الصديق الروسى، وما يؤكد تماماً أن قرار حظر استيراد الفواكه والخضر المصرية كان يهدف إلى لى ذراع السلطات المصرية، أن القرار تم إلغاؤه فور تراجع مصر عن حظر دخول أقماح الأرجوت!

لكن هل تأتى قرارات القيادة الروسية تجاه مصر ودول المنطقة العربية حقاً من أجل صيانة مصالح الشعب الروسى الصديق، ومصالح الشعوب العربية، أم أن اللوبى الصهيونى فى روسيا الذى لا يقل قوة عن نظيره فى أمريكا يعبث لصالح إسرائيل؟

مجرد تساؤل ربما يجيب عنه عدد الزيارات التى قام بها الإرهابى بنيامين نتنياهو إلى روسيا، ولقاءاته مع الرئيس بوتين فى الأعوام الأخيرة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل