المحتوى الرئيسى

بدو سيناء منسيون في الطريق إلى النصر.. جنود أكتوبر المهمشين تطوعوا في الجيش بعد النكسة.. ضحوا بـ850 شهيدًا.. و"أسود السواركة" لقنوا الصهاينة درسًا قاسيًا

10/06 21:02

على قبة انتصار حرب أكتوبر التي خاضت مصر غمارها ضد العدو الإسرائيلي عام 1973، طفت أسماء عدة شاركت في جلب النصر العظيم معًا، وتهافتت عليها وسائل الإعلام بالذكر الحسن، وغرقت أسماء أخرى في خضم الأضواء والانجازات، حملوا لقب "الجندي المجهول" الذي حارب ولم يذكر اسمه، وكأنه الحاضر الغائب في قلب المعركة.

"بدو سيناء" جنود منسيون في الطريق إلى نصر أكتوبر، برغم دورهم الكبير الذي تعاونوا فيه مع الجيش المصري، وتسجيلهم لبطولات كانت ولازالت عنوان للشجاعة والبسالة، إلا أن نصر أكتوبر دومًا ما يُذكر بدون أبناءه الذي خرج منهم أبطال تساووا في قوتهم ومعاركهم مع جنود الجيش المصري.

بدأ بدو سيناء وقبائلها يشاركون في الحياه السياسية وتحديدًا المعارك والحروب التي يخوضها الجيش المصري، خلال حرب نكسة 1967، التي هزم فيها الجيش المصري على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، قاموا بأسر الكثير منهم والاحتفاظ بهم في مخازن على الحدود بين القاهرة وتل أبيب.

ومن هنا كان لبدو سيناء دور عظيم، حيث ساعدوا الجنود في التحرر، باصطحابهم وتهريبهم في الخفاء، والتنقل بهم من جبل إلى آخر، بسبب معرفتهم القوية بالطرق الجبلية ووعرة الصحراء، لمدة ستة أشهر بعيدًا عن أعين العدو ، ثم بعد ذلك أوصلوهم إلي القاهرة سالمين.

عقب النكسة التي أصابت الشعب المصري بالإحباط، كان لبدو سيناء موقف قوي، حيث توجه الكثير منهم للانضمام إلى الجيش المصري بشكل تطوعي، ليشاركوا في حرب الاستنزاف ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتطوعت أعداد كبيرة في حماية مدن القنال، والانضمام إلى أجهزة المخابرات والقوات المسلحة كفدائيين.

وتأصلت علاقة بدو سيناء بالحياه العسكرية والمشاركة في الحروب، حتى جاءت حرب أكتوبر واعتمدت خطته وساعة الصفر الخاصة بالبدء، وتم تحديد ثلاث مهام رئيسية لجنود الحرب المجهولين، وهي جمع المعلومات عن جيش العدو، وتصوير مراكز وقواعد ارتكازاته، والقيام بالعمليات الاعتراضية خلف الخطوط والمواقع المتأخرة له.

ومن هنا بدأ دور المخابرات المصرية، التي دربتهم ليكونوا عيونها الثاقبة، وتم اختيارهم على حسب قدراتيهم العقلية والجسدية، وتعلموا التصوير واستخدام الأسلحة، وكانوا يختبئون وسط الأغنام ويرتدون ملابس مصنوعة من أصواف "الخراف"، حتى يتمكنوا من الاختباء وسط الأغنام دون أن يكتشفهم العدو الإسرائيلي.

أما العمليات الاعتراضية، فهي قصف مواقع العدو عن بُعد، حيث كانت تقع خلف خطوط الجبهات، وهي أحد الأدوار الهام التي لعبها بدو سيناء في حرب أكتوبر، وتم تدريبهم على اطلاق صواريخ "الكاتيوشا".

وكان الجيش يقوم بقصف مواقع العدو علي الجبهة، ويقوم فدائيين سيناء بضرب المواقع المتواجدة في أخر الجبهة، الواقعة علي بعد 160 كيلو مترًا داخل الجبهة الإسرائيلية.

وعلى الصعيد الخاص، كان لأهالي سيناء عمليات خاصة بهم ضد قوات الصهاينة بعيدًا عن الجيش المصري، كان منها حين قاموا فور احتلال سيناء، باخفاء مبلغ 300 ألف جنيه، وكان رقمًا كبيرًا في ذلك القوت، كانت موجودة بخزينة بنك الإسكندرية قبل وصول القوات الإسرائيلية إليها، ووضعوا المبلغ تحت رهن الجيش المصري.

وكانت من ضمن مبادراتهم الخاصة، تجميعهم للبطاقات الشخصية والعائلية الفارغة من مبني السجل المدني قبل وصول قوات الاحتلال الإسرائيلي إليها واستخدامها في تهويد أبناء سيناء.

وقاموا بإخفاء الأختام وشعار الجمهورية، استخراج بطاقات شخصية وعائلية لأفراد القوات المسلحة المصرية، الذين اختفوا في منازلهم لإيهام السلطات الإسرائيلية أنهم من أبناء سيناء.

وقدم أبناء سيناء طوال حرب أكتوبر، نحو 850 شهيدًا فدائيًا شاركوا في هذا النصر العظيم، نذكر منهم مهندس الألغام الشيخ "سمحان موسطي مطير"، السيناوي الذي تخصص في زرع الألغام على طريق مدرعات وعربات القوات الإسرائيلية، وقام بعدة عمليات ناجحة بعد وضع الألغام في أماكن مختلفة وإخفائها بطريقة فنية رائعة يصعب علي القوات الإسرائيلية اكتشافها.

و كان موجودًا في سيناء عند اجتيازها بواسطة القوات الإسرائيلية وبدأ مباشرة في تقديم المساعدات لأفراد القوات المسلحة المنسحبين من سيناء وتسكين الشاردين منهم.

ثم تمكن من العبور إلي البر الغربي حيث وصل إلي سفاجا علي متن سفينة صغيرة، وقدم نفسه إلي المخابرات الحربية المصرية وبدأ يتعاون معها في إرسال رسائل إلي قبائل الجنوب عبر إذاعة صوت العرب لحثهم علي الصمود والنصر.

ومن أبرز الأبطال الشيخ "متعب هجرس"، أول شيخ ينضم لمنظمة سيناء العربية، وأول من فتح بيته لاستقبال الآلاف من الجنود المصريين المنسحبين من سيناء ولكن تم القبض عليه هو ومجموعة من رجاله بواسطة القوات الإسرائيلية.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل