المحتوى الرئيسى

صمت “حزب الله” يخفي قلقا من مشاورات بيت الوسط – الرابية

10/06 17:25

جملةٌ واحدة قارب بها كوادر “حزب الله” ومسؤولوه الملف الرئاسي منذ أشهر، تقول “لا مخرج من الشغور ولا حل للاستحقاق اذا لم يحاور بيت الوسط الرابية”، الى ان حصل ما يبدو انه لم يكن في حسابات الحزب، وفق ما تقول مصادر قيادية في قوى 14 آذار لـ”المركزية” باعادة الرئيس سعد الحريري فتح قنوات التواصل مع رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون، بحثا عن صيغة تعيد الرأس المبتور الى جسم الجمهورية.

وخلافا للمسار المنطقي للامور، حيث يفترض ان تهلل الضاحية للخطوة التي لطالما نادت بها، قرر “الحزب” التزام صمت “مريب” حيال ما يدور من مساع وجهود لانقاذ الرئاسة أوضح نوابه أنه سيستمر حتى نهاية الشهر، في حين رفض حليفه الرئيس نبيه بري انتخاب أي رئيس من دون الاتفاق المسبق على سلة شاملة.

موقف “حزب الله” الغريب هذا، والذي يؤكد نظرية انه لا يريد ملء الشغور في هذه المرحلة، بل يفضل ابقاء الفراغ ورقة تفاوضية في يد ايران، تعزوه المصادر الى أكثر من عامل لم يعد “الحزب” قادرا على تجاهله مع سلوك الانتخابات الرئاسية للمرة الاولى مسارا على هذا القدر من الجدية.

فهو أولا قلق من المشاورات التي تدور بين رئيس “المستقبل” وزعيم “الوطني الحر” – والتي تحدث عنها الاخير بايجابية مطلقة خلال اطلالته التلفزيونية الاخيرة- ويخشى من الضمانات التي يمكن ان يقدمها العماد عون الى الحريري لتبديد هواجسه وكسب تأييده، اذ يدرك جيدا ان الاخير لن يسلمه الرئاسة “على بياض” بل سيطالب بايضاحات عن مقاربته لسلاح حزب الله ولسياسة لبنان الخارجية وعلاقته مع محيطه ولمبدأ النأي بالنفس وغيرها من النقاط المفصلية. غير ان “الحزب” أيضا يرتاب من تفاهم معراب ومن النقاط العشر التي على أساسها تبنت “القوات اللبنانية” ترشيح زعيم “التيار الوطني” والذي أعلن رئيس “القوات” سمير جعجع أنها تصلح لتكون خطاب قسم لعهد “الجنرال”، وأبرز هذه البنود “التمسك باتفاق الطائف، دعم الجيش لتمكينه من بسط سلطة الدولة وحدها على كامل الاراضي اللبنانية، التزام سياسة خارجية مستقلة ونسج علاقات تعاون مع جميع الدول لا سيما العربية واحترام قرارات الشرعية الدولية كافة”.

وناهيك عن النقزة التي تتركها اتصالات بيت الوسط – الرابية والرابية – معراب في الضاحية، فان “حزب الله” وفق مصادر 14 آذار، ومع اقتراب ساعة الحقيقة، يعيد النظر في حساباته الرئاسية كلها ويتريث في اطلاق اي موقف، وصمته نابع أيضا من عدم ارتياحه الى شخصية عون “البراغماتية”، فالأخير مستعد لكل التنازلات المطلوبة في سبيل الوصول الى بعبدا وكما نسج تفاهم “مار مخايل” فهو جاهز لنسج تفاهمات مع الجميع لتسهيل انتخابه، هذا اضافة الى شعور “الحزب” بأن الجنرال لن يكون رئيسا مطواعا أو “في الجيبة”، بل سيسعى خلال عهده المفترض الى اظهار صورة الرئيس “القوي” وتبديد صورة الرؤساء النمطيين المرنين الذين عرفتهم الرئاسة منذ “الطائف”، مع ما تتطلبه هذه الخطوة من اعادة مد الجسور بين لبنان ومحيطه وتزخيم العلاقات بين لبنان والعالم والمجتمع الدولي كله، ما يشكل عنصر قلق اضافياً لدى “الحزب”.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل