المحتوى الرئيسى

بغداد وأربيل تتحديان الإرهاب والعنف عبر المارثون

10/06 16:31

أربيل – بقلم متين أمين:

لعبت المارثونات في السنوات الأخيرة دورا مهم في إشاعة فكر السلام والتعايش ومحاربة الإرهاب والتطرف والحد من العنف في العراق. فالآلاف من الشباب يشاركون في هذه الرياضة التي يصفونها بأنها تجمع كافة المكونات والأديان في أجواء تسودها المحبة، مبينين وجها آخر للبلد الذي يعاني من صراعات سياسية وحرب ضد الإرهاب.

“أشارك دائما في المارثونات التي تنظم سواء في بغداد أو في أربيل، وأشعر بالراحة التامة فهي أجواء جميلة للتقارب بين كافة المكونات”، هكذا يقول المشارك دائماً في سباقات الركض هيثم محمد من بغداد.

ويضيف في حديثه لموقع (إرفع صوتك) أن سباقات العدو (الماراثون) تساهم جذب الشباب وإبعادهم عن الفكر المتطرف من خلال إخراجهم من الكآبة التي يعيشونها بسبب الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها كافة مناطق العراق.

ويقول منسق مارثون بغداد الدولي للسلام، أحمد علاء، إن فكرة تنظيم المارثون في بغداد لمحاربة العنف بدأت في عام 2009، حيث اجتمعت مجموعة من الناشطين في بغداد تحت اسم مجموعة اللاعنف. وهذه المجموعة عملت على العديد من الأدوات من ضمنها الجانب الرياضي لمحاربة العنف، باعتبار أن هناك شريحة كبيرة من الشباب العراقيين تتفاعل مع الرياضة.

“مثلا نرى أن لعبة كرة القدم توحدنا بغض النظر عن الأيديولوجيات السياسية والخلفيات الإثنية والطائفية وغيرها”.

وشهدت مدينة بغداد، في شهر أيلول/سبتمبر، تنظيم مارثون بغداد الثاني للسلام، بمشاركة أكثر من 1500 متسابق من كافة الفئات والشرائح المجتمعية في العراق مع حضور عدد من المشاركين الأجانب.

وتضمن مارثون بغداد إجراء ثلاثة سباقات أساسية، الأول منها هو النصف ماراثون وبلغت مسافته 21 كيلومترا، أما السباق الثاني فكانت مسافته تسعة كيلومترات، والسباق الثالث كان لمسافة ثلاثة كيلومترات وخصص لهواة الركض.

ويوضح علاء في حديثه لموقع (إرفع صوتك) أن مارثون بغداد يعكس وجها آخر للمدينة، قائلا “من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وأحاديث الشباب المشاركين، تلمسنا عودة الأمل إلى المواطن”.

ولفت إلى أن المارثون أظهر أن هناك شعب يرغب بالسلام. “هذا الجمع الكبير من المتسابقين الذين شاركوا في المارثون، عكسوا رغبة الشعب العراقي الحقيقية في إيقاف العنف وإيجاد نوع من أنواع التعايش السلمي في الأوساط العراقية”.

محاربة الإرهاب والعنف عن طريق الماراثون لم تقتصر على مدينة بغداد، بل أصبحت وسيلة لمحاربة الفكر الإرهابي ونقل رسالة السلام في مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق أيضا، حيث اعتادت أربيل على احتضان ماراثون أربيل الدولي للسلام في شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل عام منذ عام 2011.

ويقول رئيس منظمة أربيل ماراثون عبد الستار عصمت يونس لموقع (إرفع صوتك) إن النشاط يستقطب في كل دورة من دوراته آلاف المشاركين من كل محافظات العراق وأيضا مئات الأجانب ومن مختلف جنسيات العالم من محبي السلام والرياضة تعبيرا عن تضامهم للسلام.

وقد تزايد عدد المشاركين بشكل دراماتيكي من حوالي 1000 مشارك في النسخة الأولى سنة 2011 وصولا إلى 7000 مشارك في النسخة الأخيرة سنة 2015. ولهذه السنة، يتوقع يونس للعدد أن يرتفع إلى 10 آلاف مشارك.

ويعتبر يونس المارثون رسالة من الشعب الكردي إلى العالم مفادها حب السلام ونبذ العنف. ويمضي بالقول “إذا كانت السياسة ورعاة الإرهاب والعنف يفرقون ما بين أطياف المجتمع ويزرعون في قلوبهم وعقولهم الطائفية والكراهية، فإننا ومن خلال الرياضة نجمعهم جميعا تحت مظلة السلام ونزرع فيهم الحب واحترام الآخرين”.

ويرى يونس أن الماراثون يعتبر أقوى رد على الإرهابيين، ويضيف الشعب العراقي بكافة أطيافه يرد بالمارثون على العنف والارهاب”.

ويضيف أن هذه الأطياف تتجسم بمدينة أربيل التي تحتضن كافة مكونات الشعب العراقي من كُرد وعرب، سنة وشيعة، مسلمين ومسيحيين وأيزيديين وصابئة وكذلك آلاف اللاجئين السوريين “والكل يعيش جنبا إلى جنب بسلام ومحبة ووئام”.

وتستعد المواطنة بروين خضر من أربيل للمشاركة في مارثون أربيل الدولي للسلام الذي سينظم نهاية الشهر الحالي في أربيل. وتقول في حديث لموقع (إرفع صوتك) إن هذه ستكون مشاركتها الأولى وإنها تشجعت لأن صديقاتها اللاتي شاركن خلال السنوات الماضية في المارثون تحدثن عنه بتشويق “خاصة أن الجميع لهم هدف واحد وهو إيصال رسالة السلام والمحبة والتعايش بين كافة المكونات إلى العالم”.

*الصورة: من ماراثون أربيل الدولي عام 2015/إرفع صوتك

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

أطلقت حملة “إرفع صوتك” بهدف تشجيع الشباب في الشرق الأوسط على أن يكونوا جزءاً من النقاش الدائر حول مواضيع التطرف والأسباب التي أدت الى ظهور الإرهاب. ففي وقتٍ تستمر وسائلُ إعلامٍ مختلفة بعكس اهتمامات ومصالح سياسية وإثنية معينة، أوجدت فروع شبكة الشرق الأوسط للإرسال (قناة “الحرة” وراديو “سوا” والقسم الرقمي للشبكة) لنفسها مصداقية مهنية مهمة وسط أجواء الانحياز التي تعمل فيها وسائل إعلام مختلفة، وذلك بتقديم الأخبار والمعلومات الدقيقة والموزونة.

مصر – بقلم الجندي داع الإنصاف: تسعى دول العالم بالكثير من طاقاتها إلى دحض الإرهاب...المزيد

بقلم علي قيس: يستمر تنظيم داعش الإرهابي بإغواء الشباب حول العالم، محاولا الإيقاع بعدد منهم...المزيد

المغرب – بقلم زينون عبد العالي: “داعش دولة التخلف وليس دولة الخلافة… لا ندري كيف تم...المزيد

بقلم روماني شاكر: تخيَّل أيها القارئ العزيز تلميذاً مسلماً في فصله. وما أن أتى ميعاد...المزيد

بغداد – بقلم دعاء يوسف: كانت حياة زاهر نوري تسير على ما يرام. لم يكن يهتم...المزيد

الأردن – بقلم صالح قشطة: تسعى التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش إلى استهداف الشباب...المزيد

بقلم محمد الدليمي: “أخطر شيء الآن هو أنّ الجيل الحالي يفضل أن يموت غرقاً”، هكذا يصف الكاتب...تابع القراءة

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل