المحتوى الرئيسى

خسائر الحروب

10/06 13:36

الحرب خاسرة ومقيتة ومكلفة.. تدفع فيها الشعوب والدول أبهظ الأثمان، مادياً وإنسانياً، يتشرد الملايين ويقتل مئات الآلاف.. ندم الحرب ليس كمثله ندم؛ لأنها تخلف ندوباً وآلاماً وجراحاً في جسم الدول لا يشفى لمئات السنين.. دولنا تخوض حروباً خاسرة في العراق وسوريا وليبيا واليمن.. الرابح فيها هم شركات السلاح وأرباب المال وكبريات الدول التي تصنع المخططات لتقسيم الكعكة وتقسيم الدول إلى كنتونات صغيرة مفلسة وهابطة وضعيفة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

منطق الحروب يلغي العقل؛ لأنه منطق القوة والغالب والمغلوب.. منطق الحروب هو المصالح الكبرى للدول لا مجال فيها للإنسانية المسحوقة والمعذبة.. منطق الحروب هو منطق الشياطين الكبار الذين يقودون العالم إلى الجحيم والنار والدمار وإفناء الشعوب.

موقدو الحروب والفتن لا ينزلون إلى أرض الحرب، ولا يتألمون من نارها ودمارها حتى، فقط يهندسون ويخططون ويظهرون على شاشات التلفزة يبتسمون ابتسامات التماسيح ويصافحون بعضهم تصافح الأوغاد.. لا يسمعون استغاثات اللاجئين ولا أنين الأمهات.. لا يولون الاهتمام للخسائر الفادحة والآلام الفظيعة.. ولا يأبهون بغرق الأطفال في ظلمات البحار والمحيطات.

نهاية الحرب أليمة وساحقة.. نهايتها الخسران والدمار ومحو الدول وتغيير الخرائط.. نهايتها خسائر فادحة في ضمير الشعوب؛ لأنها تصبح مشردة مشتتة في أوطان أخرى غير وطنها الأم.. نهاية الحرب هي الآلام والمعاناة والأمراض والفقد التي يتكبدها الإنسان.. تتكبدها النساء بلا أزواج.. ولا أسرة ولا أهل.. بلا سقف.. بلا مدرسة.. بلا تعليم.... بلا ابن.. بلا وطن.. بلا روح.. بلا قلب.. نهاية الحرب قاسية؛ لأنها تشبه النار والجحيم التي تلتهم كل شيء.

الحرب في سوريا كما في ليبيا واليمن هي حروب الأنانية والمصالح العابرة للقارات.. لا مجال فيها لتحكيم العقل والمنطق والحلول السلمية التفاوضية.. ستتوقف هذه الحروب لا محالة، لكن دونها الخراب والدمار والتشريد والتقسيم، وكل دمار وفرقة وشتات يصب في مصلحة الابن المدلل في المنطقة إسرائيل.

لو كانت العقول في مكانها لربحت هذه الدول أمنها وسلامتها وقبلت التغيير الممكن وتنازل حكامها عن قشة الكرسي اللعين، من أجل كرامة وآدمية الإنسان، لكن هيهات إنه التاريخ يكرر نفسه بشكل فظيع ومؤلم.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل