المحتوى الرئيسى

خاص| المجموعة 73 مؤرخين.. رحلة التنقيب عن بطولات أكتوبر

10/06 12:53

كتب: معتمد عبدالغني ومحمد الموجي

بعد هزيمة 1967 كان المصريون يبحثون عن بطولة يصنعونها، عن نصر يُنسيهم مرارة الهزيمة، حتى جاءت حرب أكتوبر فحققوا انتصارًا على الجيش الإسرائيلي الذي ادعى زيفًا إنه أسطورة لا تقهر يحتمي وراء خط بارليف، معتقدًا أن مشهد نهاية حياة أي مقاتل مصري سيكتب مع أول خطوة تجاه حصنه.

واستمرارًا للمسلسلات الزائفة التي يجيد الإسرائيليون ترويجها في العالم كله، واصل العدو أكاذيبه رغم الهزيمة فقال على الهزيمة تعادل ثم أصبح يروج أنها كانت نصر عظيم كاد أن يتحقق لولا توقف الحرب، كشف هذه الأكاذيب وخوض رحلة للتنقيب عن بطولات جنود وقيادات الجيش المصري المنسية، كانت نواة تأسيس المجموعة 73 مؤرخين عام 2008.

بداية امتدت لـ 17 ساعة

يذكر أحمد زايد، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مؤرخين مصر للثقافة (المجموعة 73 مؤرخين)،  لـ "دوت مصر"، أن وسلائل الإعلام الإسرائيلية بعد حرب أكتوبر كانت تؤكد أن الحرب بين إسرائيل والعرب كانت نتيجتها تعادل، فمصر هزمت إسرائيل، لكن إسرائيل هزمت سوريا، ومع الألفينات وانتشار الإنترنت في المنازل أخذت إسرائيل تروج أنها انتصرت على مصر في أكتوبر وأنه لولا توقف  الحرب لكان أصبح نصر عظيم لهم".

كان لازم ناخد خطوة نرد بيها على الزيف ده، لأنهم كمان غرقوا النت بصور لثغرة الدفرزوار والمعدات المصرية والسورية المدمرة، حاولوا يوهموا الشباب بإنهم انتصروا".

وعن مشاهد بداية المجموعة في يونيو 2008 ، إذ التقى رعاية اللواء الطيار المرحوم محمد عكاشة ليكن أول بطل ياتم التسجيل معه وامتدت ساعات التسجيل لـ 17 ساعة على مدار أيام، ثم قابلت المجموعة اللواء طيار سمير عزيز أفضل الطيارين "الميج 21" خارج الاتحاد السوفيتي ويوثقوا بطولته.

وبعد لقاء  اللواء طيار نصر موسى فتى السرب 46 الذي أسقط عدد كبير ، عرفوا عددًا أكبر من الأبطال والبطولات ليتم تأسيس موقع رسمي عام 2009 لنشر هذه الحكايات الموثقة.

صندوق الحكايات: "قاتل يا مقتول"

طيار يدخل معركته معركته قائلًا "أنا يا قاتل يا مقتول في المعركة ديه" تتلمذ الطيار نصر موسى على يد اللواء طيار سمير عزيز، إذ علمه كيف يجعل من الأسطوانة الحديدية للطائرة الميج 21 أداة قتل، ليدمر طائرتين إسرائيليتين خلال الحرب

 طائرته الميج 21 لاقصي حدود ، لكنه لم يكن طيارا مقاتلا وقتها ، وفي مصر تعلم علي يد سمير عزيز واخرين كيفيه القتال الجوي وكيفيه جعل تلك الاسطوانه الحديديه أداة قتل قوية، وعلمه أن ينظر وراءه قبل ضرب أي طائرة أمامه،  تلك النصيحة التي اعتبرها بمثابة عقيدة أنقذهه من الموت.

الصورة من موقع المجموعة 73 مؤرخين: السرب 46 بقياده مجدى كمال ، قائد ثانى السرب سمير عزيز -وصفى بشارة-قدرى عبدالحميد-مدحت عرفه-محمود بشر- ماهر شبلى شعراوى -عبدالمنعم همام-نصرموسى-اسامه الحفنى- محمد عرفى- ماهر بشاى-محمد على سليمان متولى - حسن صقر-محمود القبانى - صلاح محمود- مدحت عبدالتواب –عزمى عاشور- سيدابوالنجا-على عبدالحميد

ومن حكاوى موسى ومعلمه عزيز، معرفة التلميذ بخبر سقوط طائرة معلمه يوم 8 أكتوبر 73، الأمر الذي جعله يبكي وبخاصة عندم عرف أنه أصيب، مستنكرًا فكيف لذلك القائد المعلم الذي تخافه طائرات العدو أن تسقط طائرته؟!

وخلال أكثر من 8 سنوات قدمت المجموعة قصة 250 بطلًا بين قادة وضباط وجنود، وعدد من القوات العراقية التي شاركت في الحرب،  مؤكدين أنهم يسابقوا الموت، إذ أنه يعرقل وصولهم إلى أحد الأبطال ويصل هو إليه قبلهم ليحرمهم من معرفة بطولة ربما لم ترو من قبل.

ويؤكد "زايد"  أنهم يهتمون أيضًا ببعث رسائل لإسرائيل وإبلاغهم إننا لا ننسى تاريخنا ولن نسمح بالعبث به أو محالوة تزويره، فأجرينا حوارًا مع يديعوت أحرنوت عام 2013، طالبنا بعدم تشويه نصرنا أكتوبر، الأمر الذي أغضب الإعلام الإسرائيلي منا وجعله يهاجمنا خاصة بعدما أثبتنا كذبهم بشهاداتهم.

ولا تكتف المجموعة بتوثيق حيات وبطولات المقاتلين فقط، إذ تجري مجموعة من الأبحاث العسكرية في تاريخ الحرب، بينهم بحثًا عام 2010 عن "الضربة الجوية" وحقيقتها، أكدت خلاله أن  220 طيارًا منهم 20 طيارًا عراقيًا شاركوا هم صانعوها، وبحثًا آخر يثبت أن المصريين أغرقوا مدمرتين سنة 1967  هما "إيافو وإيلات"، الأمر الذي تنكره إسرائيل.

ويؤكد أيمن محمد عيد دكتور رئيس قسم المؤتمرات والندوات بالمجموعة أن هدفهم هو ربط جيل أكتوبر بالأجيال الأصغر، ليعرفوا بطولات تصلح لأن تكون نموذجًا يدعو للفخر، كما أنهم يحاولوا دائمًا تصحيح أي معلومة غير صحيحة عن الحرب، والرد على أي تشويه من قبل إسرائيل، فاكتشفت المجموعة على سبيل المثال إن السيرة الذاتية المنتشرة في الأسواق المصرية على أنها سير سعد الدين الشاذلي ليست مذكراته الحقيقية.

الصورة من موقع المجموعة 73 مؤرخين: السرب 46 بقياده مجدى كمال ، قائد ثانى السرب سمير عزيز -وصفى بشارة-قدرى عبدالحميد-مدحت عرفه-محمود بشر- ماهر شبلى شعراوى -عبدالمنعم همام-نصرموسى-اسامه الحفنى- محمد عرفى- ماهر بشاى-محمد على سليمان متولى - حسن صقر-محمود القبانى - صلاح محمود- مدحت عبدالتواب –عزمى عاشور- سيدابوالنجا-على عبدالحميد

يقول "زايد" إنهم أنتجوا 4 أفلام حتى الآن هم "أجنحة الغضب 1 و2" يحكي بطولات المصرين في يوينو 67 وحرب الاستنزاف، و"أبابيل.. الضربة الجوية" وشهادات حية من أبطال الضربة الجوية، ثم  جاء عام 2015 أول فيلم درامي بالتعاون مع الدفاع الجوي "الكتيبة 418"، ويستعدون لفيلم 53 دقيقة عن أطول معركة جوية في العالم "معركة المنصورة" لعام 2017، وهو أول فيلم سينمائي حربي 100 % بمصر.

ويشير دكتور أيمن محمد عيد رئيس قسم المؤتمرات والندوات، أنه يتم عرض الأفلام وإقامة ندوات لها يحضرها الأبطال الحقيقيين ليعقبون على أدوارهم، مشيرًا إلى الفريق يونس المصري كرمهم عن فيلم أبابيل، وطلب منهم العمل على فيلم عن أطول معركة جوية معركة المنصورة، إضافة إلى تكريم اللواء عبدالمنعم التراس لهم عن فيلم "الكتيبة 418 الدفاع الجوي" ودورها في بور سعيد، وأقاموا  211 ندوة حتى أول أكتوبر الحالي.

وتنفي المجموعة أن يكون دورها مقتصر عل التوثيق والنشر فقط وإنتاج الأفلام بعيدًا عن الشارع،  إذ  تنظم رحلات إلى أجزاء من أراضي مصر المتي شهدت المعركة كخط برليف مثلا، فيصاحبوا عدد من الأبطال ويعرفوا الناس عليهم ليكون الأمر أكثر تفاعلًا وتأثيرًا.

صندوق الحكايات: جسد في وجه النابلم

حكاية أخرى من بطولات أكتوبر توثقها المجموعة على لسان المقاتل عبدالرحمن أحمدعبداللاه القاضي، حكاية مجند سد فتحة نابالم بجسده ليحمي جسد باقي زملاءه، إذ كانوا يصلوا وما أن يرفعوا يدهم عن الأرض إلا وجدوا شظية من جراء قصف، لكنهم دائمًا كانوا يفكروا في بعضهم وكيف يضحوا من أجل الوطن.

مرة أخرى يعيدنا حسن الحلو مؤسس قسم التسجيلات بالمجموعة، للجنود المجهولين في المعركة فمصر لم تنجب صائد دبابات واحد ولا مدمر طائرات واحد في الحرب بل هم كثيرون، والمجموعة تحاول الحديث عن أكبر عدد ممكن من هؤلاء الأبطال وتوثيق حكايتهم منذ الميلاد حتى الحرب بصوتهم، خاصة من لم يسلط على بطولته الضوء، فهناك فيه أبطال انضموا للجيش وعمرهم 18 سنة.

"قصص كتير أوي أثرت فيا لكن أكتر حاجة بفتكرها  لما أكون قاعد مع بطل وبيحكي ألاقيه انفصل عني وانفعل وقعد يحكي عن البطولات والأصدقاء ويفتكر العساكر يضحك ويبكي بحسه رجع قائد على جبهة القتال بيدي أوامر وتعليمات في الحرب وبينادي على الكتيبة بقى في 1973 بجد".

من صندوق الحكايات: بطل طلب الموت

البطل عبدالرؤوف جمعة اللي البشسط اللي طلع خلف خطوط العدو كان صعقة ، أصيب إصابة شدشدة جدًا وطلب إنه يضرب بالنار عشان ما يبقاش حمل على زمايله والقائد رفض طبعًا وأصر على إنه لازم يحافظه على حياته، 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل