محارب بالكتيبة 1087 فى أكتوبر: أبيع مياه علي الرصيف بأسيوط والدولة تجاهلتني - أسايطة

الرئيسيه » اخر الأخبار » تقارير » محارب بالكتيبة 1087 فى أكتوبر: أبيع مياه علي الرصيف بأسيوط والدولة تجاهلتني

علي أحد أرصفت شوارع أسيوط، تجده واقفًا بجانب ثلاجة لبيع المشروبات الغازية، ليس رجلًا عاديًا بل أحد محاربي نصر أكتوبر العظيم، تجاهله المسؤولين ولم يكرمه أحد ورغم ذلك عند الحديث معه عن أكتوبر تجد شبابه يهب بداخله ويتحدث عن لحظات النصر بفرحة لم تقتلها مرارة الأيام وقسوتها عليه.

فعندما  ذهبت لأتحدث معه بجوار ثلاجته لم أجده هناك، وسألت عليه أحد أصحاب الفرش فقال لي لم يأتي اليوم، وبعد بضعة ساعات عدت لأجده واقفًا يصارع التعب الذي أصابه من وعكة صحية بسبب وقفته طول اليوم بجوار ثلاجته الصغيره بجانب الشارع، ليعود إلي منزله في نهاية اليوم ببعض الفكه له ولأسرته.

يقول  صلاح عبد المحسن، إبن محافظة أسيوط، يقطن في منطقة الأربعين، إن حرب أكتوبر كانت مفاجأه حتي للجنود أنفسهم، وكنت في إجازة وقاموا بإستدعائي، عن طريق قسم الشرطة، وكنت في ذلك الوقت قاذف مدفعية، عدت إلي الوحدة الخاصة بي وكانت في التل الكبير بمنطقة القصاصين، قبل الحرب بـ3 أيام، وقد تم اخباري في هذا الوقت أن هناك  مشروعًا ضخمًا يتم تنفيذه علي أقصي سرعة لم يكن في بالي أنها حرب بهذا الحجم ولكن كنا علي أتم الاستعداد.

ويضيف بطل الكتيبة 1087 في الساعه الـ2 ظهرًا كانت الطائرات تحلق فوقنا، وتم اعطائنا إشارة بدء الاشتباك مع العدو الصهيوني بالمدفعية الثقيلة، والسادات قال لنا” شدو حيلكم يارجالة النصر قريب”.

 ورغم ما حققناه ماذا فعلت لنا مصر وما فعل لنا المسؤولين تجاهل تام من قبل الجميع،”لا تكريم ولا حتي افتكرونا ولو مرة أيوه احنا أبطال أكتوبر الحققيين، ولكن اللي بيتكرم ناس تاني غيرنا واحنا بس حتي مش لاقين ناكل”.

ويتابع عبدالمحسن وهو في حالة من الحزن علي أبطال أكتوبر الذين تجاهلتهم الدولة”آه أنا بطل أكتوبر يا مصر اللي طلعت عينه علشانك، ودلوقتي ببيع بثلاجة في الشارع مياه وبيبسي..آه أنا بطلك يا مصر اللي رجع كرامتك والمسؤولين فيكي مش فاكرينا وبيهنونا بكل بساطة، آه أنا بطلك يا مصر ومافيش فيكي أي حياة كريمة تعوضني سنين الشقي عشانك”.

ويكمل بطل حرب أكتوبر”أنا مش ندمان رغم الحال اللي وصلتله”، بس كنت اتمني أن الدولة تفتكرني ولو مرة بدل الشحططة اللي الواحد عاشها، ولكن مهما قولت الحمد لله علي اللي وكل اللي بتمناه حياة كريمه ليا ولأبنائي، والدنيا دي كده أنت تبني وتشقي عشان البلد ويجي واحد غيرك يتكرم وينعم بنعمة معملش عشانها أي حاجه”.