المحتوى الرئيسى

الاحتلال يُقرصن «زيتونة»

10/06 01:55

على بُعدِ 55 ميلاً من شواطئ غزة، كانت سفينة «زيتونة ـ اوليفا» تُبحر باتجاه قطاع غزة، أملاً من 13 ناشطة عالمية في كسر الحصار المفروض على القطاع المحاصر، وهو أمل راودهن أياماً طويلة في عرض البحر، رغم إدراكهن مع كل ميلٍ بحري خطورة هذه الخطوة.

لكن هذه المرّة، استعدّت بحريّة الاحتلال الإسرائيلي مبكراً لاعتراض السّفينة في المياه الإقليمية، ضاربةً عرض الحائط بجميع القوانين الدّوليّة والحقوق المكفولة على متن هذه السّفينة التي كانت قد شارفت على الوصول للمياه الفلسطينيّة.

وتعمّد الاحتلال التّشويش على أجهزة الاتصالات الموجودة على متن السّفينة، قبل وصولها إلى المياه الفلسطينية بحوالي 44 ميلاً بحرياً، لقطع أي محاولة اتصال منها وإليها، قبيل بدء عمليات السّيطرة عليها.

وأعلن الجيش الاسرائيلي، في بيان، أن «القوات الاسرائيلية صعدت على متن السفينة من دون أي حادث يُذكر لإعادة توجيه القارب، ووفقاً لتوجيهات الحكومة وبعد استنفاد كافة القنوات الديبلوماسية، أعادت البحرية الاسرائيلية توجيه السفينة لمنع خرق الحصار البحري القانوني» على قطاع غزة.

واستنكر رئيس «اللّجنة الشّعبية لمواجهة الحصار» النّائب جمال الخضري اعتراض البحريّة الإسرائيليّة سفينة «زيتونة - اوليفا» التّضامنيّة مع غزة في المياه الإقليمية، معتبراً ذلك خرقاً للقوانين الدولية التي تكفل الإبحار في المياه الدوليّة.

ووصف الخضري ما جرى بـ «قرصنة بحريّة» من قوة الاحتلال ضدّ متضامنات جئن بشكل رسمي وقانوني عبر موانئ دوليّة مختلفة، ولم يعترض رحلتهن سوى بحريّة الاحتلال.

وكانت «زيتونة - أوليفا» انطلقت من ميناء برشلونة الإسباني في أيلول الماضي، رافعةً العلم الإسباني على متنها، وقطعت نحو 700 ميل بحري باتجاه قطاع غزة المحاصر منذ العام 2006 حاملةً على متنها رسائل إنسانية واضحة.

وأمل سكان غزة بالاحتفال بوصول السفينة، وكانت عناصر من الكشافة وفرق موسيقية على أهبة الاستعداد في الميناء. كذلك، كانت زوارق قد استعدت للإبحار لاستقبال السفينة الشراعية ضمن حدود ستة أميال تسمح بها البحرية الاسرائيلية تحت طائلة التعرّض لعيارات نارية تحذيرية أو إطلاق نار مباشر على المراكب واعتقال صيادين.

وقال الخضري لـ «السفير»: «سيكون الردّ على اعتراض السفينة من خلال الإعلان عن سفينة جديدة ستُبحر في عرض البحر الأسبوع المُقبل لكسر الحصار المفروض على غزة، تحت إشرافٍ من هيئات أوروبية». ودعا الدول التي ينتمي إليها ركاب السفينة، إلى اتخاذ خطواتٍ سريعةٍ لإنقاذ رعاياها، والحرص على ألا تُحقِّق معهن بحرية الاحتلال، مطالباً المحامين المفوّضين عنهن ببدء رفع قضايا في محكمة الجنايات الدوليّة.

ويعتلي السفينة «النسوية» 13 امرأة، من بينهن الحاصلة على جائزة «نوبل للسلام» مايريد ماغواير، والديبلوماسية الأميركية السابقة آن رايت، التي تقود الوفد المرافق لها.

وتابع الخضري: «نحن ممتنون لهن، وكل طفل فلسطيني وكل امرأة وكل رجل في القطاع يُحيّي هؤلاء الناشطات، لأنهن تحملن خطورة هذه الخطوة ومتاعب السفر عبر البحر، وعلى الرغم من كل هذا واصلن الطريق باتجاه القطاع».

واستبعد الخضري أن يُسمح لهن بزيارة غزة، لأن مُخطّط الرحلة يقضي بالوصول إلى القطاع من خلال البحر، وليس عن طريق ميناء أسدود التّابع لإسرائيل، موضحاً أن الخطوات التالية ستكون إعادتهن إلى دولهن التي ينتمين لها.

واعتبرت حركة «حماس» التي تُسيطر على القطاع أن العملية التي نفّذتها البحرية الاسرائيلية هي بمثابة «ارهاب دولة».

بدوره، ندّد كبير المُفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، في بيان، باعتراض السفينة، مطالباً بالإفراج عن الناشطات.

وأطلق نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسم «#احموا_السفن_النسائية»، وذلك في ظلّ التهديدات الإسرائيلية بمنع سفينة «زيتونة ـ أوليفا» من الوصول لغزة، واعتراض طريقها.

وأكّد الخضري دور المجتمع الدولي في إنهاء الاحتلال عن الشعب الفلسطيني، معتبراً أنّ الحصار هو أحد أوجه الاحتلال إلى جانب الاستيطان والحواجز وجدار الفصل والحفريات أسفل المسجد الأقصى.

وشدّد الخضري على ضرورة إنهاء الحصار باعتباره مطلب المتضامنات، ولأنه غير قانوني وغير شرعي وعقوبة جماعيّة بِحق نحو مليوني مواطن لا علاقة له بالسياسة.

وأوضح أنّ هناك مسيرة بحرية مُكوّنة من 30 قارباً فلسطينياً ستجوب عرض البحر في رسالة تضامن مع هؤلاء الناشطات اللواتي تحدين كل الظروف لأجل كسر الحصار عن غزة.

وحمّل رئيس «حملة الوفاء الأوروبية» في لاهاي أمين أبو راشد إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة الناشطات في حال تعرّضهن لأي مكروه، داعياً الأمم المتحدة للتدخّل السريع والفوري في هذا الموضوع.

هذه ليست المرّة الأولى التي تعترض فيها اسرائيل سفناً توجّهت لكسر الحصار عن غزة، إذ اعتدت إسرائيل، في العام 2010، على سفينة «مرمرة» التركية وقُتِل حين ذاك ناشطون أتراك، ما أدى إلى أزمة في العلاقات الإسرائيلية ـ التركية استمرت حتى توقيع اتفاق إعادة تطبيع العلاقات مؤخراّ.

وفي صيدا، عبّر طلاب المدارس عن دعمهم وتضامنهم مع غزة من خلال مشهدية بعنوان «أمل العودة وزيتونة الحريّة لغزة الأبية»، تُحاكي وصول القاربين «زيتونة» و»أمل» إلى غزة، حيث تحوّل جزء من باحة ملعب مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري إلى مجسّم عن القطاع المُحاصر بالأسلاك الشائكة فيما جسّد بعض الطلاب الأهالي المحاصرين. وتّم إحضار قاربين كبيرين إلى باحة الملعب، أُطلق عليهما اسمي القاربين «أمل « و»زيتونة»، واعتلتهما طالبات من المدرسة رفعن الاعلام الفلسطينية في تجسيد للناشطات الأوروبيات.

إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي، في بيان، أن أحد طياريه قُتل وأُصيب آخر بجروح طفيفة في حادث تحطّم مقاتلة «أف-16» أثناء محاولتهما الهبوط بها في قاعدة «رامون»، أثناء عودتها من مهمة قصف في قطاع غزة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل