المحتوى الرئيسى

تقرير: تأخر الشرطة أدى لتفاقم اعتداءات رأس السنة في كولونيا

10/05 21:27

قال بيتر بيزنباخ رئيس لجنة التحقيق التي شكلها برلمان ولاية شمال الراين فيستفاليا حول الاعتداءت على نساء خلال الاحتفال بليلة رأس السنة الماضية في كولونيا إن اللجنة أصدرت تقريرا يبلغ 51 صفحة ويعتمد على تقييم أكثر من ألف من البلاغات التي قدمت بسبب تلك الاعتداءات. وأوضح بيزنباخ ونائبه مارتين بورشيل أمام الصحفيين الأربعاء (5 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) "لكن التقرير على كل حال لم يستطع الإجابة على كل الأسئلة، كما أنه يتضمن بعض الثغرات."

عرضت السلطات المحلية في ولاية شمال الراين وستفاليا تقريرا بشأن الاعتداءات ذات الطابع الجنسي، التي وقعت ليلة رأس السنة في كولونيا. وأكد التقرير أن معظم المشتبه بهم هم الرجال الأجانب، وأن ثلثيهم من الجزائر والمغرب. (05.04.2016)

حكمت محكمة في مدينة كولونيا بالسجن عاما واحد على شاب جزائري شارك في اعتداءات ليلة رأس السنة، ليكون بذلك أول شخص يدان في قضية مهاجمة النساء بهدف التحرش الجنسي والسرقة. (14.04.2016)

ووفقا لتقديرات البروفيسور رودولف إيغ، الخبير في علم النفس القانوني، فإن من نفذوا الاعتداءت ليلة رأس السنة تواعدوا على اللقاء عند محطة القطارات الرئيسية بجوار الكاتدارائية الشهيرة في كولونيا. وكتب إيغ في تقريره إن تأخر الشرطة في التدخل ساعد على تفاقم الأوضاع، حيث تمكنت مجموعات المهاجمين الصغيرة على مدار ساعات من مضايقة النساء وسرقتهن. وأضاف إن هؤلاء عاشوا لساعات في المنطقة المحيطة بالكاتدرائية وكأنها منطقة لا يحكمها القانون.

وأفاد البروفيسور إيغ أن معظم من قدموا للاحتفال هناك لم يكن في نيتهم ارتكاب جرائم، وأن الجرائم ارتكبت في البداية من قبل مجموعات صغيرة، مثلما هو معروف في بيئة النشالين. وبعدما أدركت المجموعة الأخرى بأنه بإمكانها ارتكاب جرائم في ظل العتمة وعدم وضوح هوياتهم تأثروا بالأمر فحدثت الهجمات الجماعية.

وقام إيغ ببحث وتقييم 1022 بلاغا من الضحايا في ليلة رأس السنة، وقال إن كثيرا من النساء اشتكتين صراحة من عجز رجال الشرطة، الذين كانوا حاضرين في المكان. وتابع إنه كان من اللازم التدخل بسرعة من أجل كبح جماح الأحداث. وبحسب رودولف إيغ فإن إخلاء المكان قبيل منتصف الليل جاء متأخرا، وأن جزءا كبيرا من الاعتداءات الجنسية وقعت بين الثامنة والنصف مساء وحتى قبيل منتصف الليل بنحو عشرين دقيقة.

يثير حوالى مئة اعتداء جنسي تم تسجيلها في مدينة كولونيا ليلة رأس السنة ونسبت إلى "شبان عرب على ما يبدو" استياءً كبيرا في ألمانيا، حيث نددت الحكومة بأعمال العنف، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها قلقة من اتهام اللاجئين.

وفقا لبيانات الشرطة، فإن نحو 1000 رجل "يبدو أنهم من المنطقة العربية أو شمال أفريقيا" تجمعوا ليلة رأس السنة في ساحة محطة القطار الرئيسية في كولونيا، وتشير التحقيقات إلى أن عدة مجموعات تكونت من هذا التجمع، وحوطّوا النساء من كل جانب وتحرشوا بهن وسرقوهن، ووصفت الشرطة ما حدث بأنه جرائم جنسية جرت في شكل جماعي بالإضافة إلى حالة اغتصاب.

بعد الاعتداءات، نظم بين 200 و300 شخص حسب الشرطة تجمعا رمزيا امام كاتدرائية كولونيا للدعوة إلى احترام النساء. ورفعوا لافتة كتب عليها "السيدة ميركل، ماذا تفعلين؟ الأمر مخيف".

رفع الكثير من المتظاهرين أيضا لافتات، كتبوا عليها " كلنا ضد التحرش وضد العنصرية"، في إشارة لعدم توجيه أصابع الاتهام لكافة الأجانب وخاصة اللاجئين. وذلك بعد أن قام الكثير من أنصار الأحزاب اليمينية والمحافظة بالحديث بتهديد المهاجرين ووصفهم بأوصاف عنصرية.

عبر العديد من المتظاهرين في مدنية كولونيا على غضبهم من الأحداث، التي شهدتها مدينتهم ليلة رأس السنة، رافعين لافتات كتبوا عليها " طفح الكيل" و" لن نسكت" و" سنحارب التحرش" .

طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني / يناير 2016 ) بما وصفته بـ "برد صارم من دولة القانون" على التعديات التي تعرضت لها عشرات النسوة أمام محطة القطار الرئيسية في مدينة كولونيا غربي ألمانيا ليلة رأس السنة. جاء ذلك على لسان المتحدث باسمها شتيفان زايبرت.

لم تعلن الشرطة حتى الآن توقيف أي شخص في إطار هذه القضية. ولكن قائد شرطة مدينة كولونيا، التي تستعد لاستقبال مئات الآلاف من المحتفلين لمهرجانها التقليدي من الرابع إلى العاشر من شباط/ فبراير، أعلن عن تعزيز قوات الأمن وعمليات المراقبة بالكاميرات لتفادي مثل هذه الحوادث.

"لا يمكن للشرطة أن تعمل بهذه الطريقة"، إحدى العبارات التي انتقد بها وزير الداخلية الألماني توماس دي مزيير مساء الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني/ يناير 2016)، عدم تحرك شرطة كولونيا خلال سلسلة الاعتداءات التي تعرضت لها أكثر من مائة امرأة ليلة رأس السنة الأمر الذي أثار السخط في البلاد.

حذر وزير العدل الألماني هايكو ماس من وضع اللاجئين تحت الاشتباه العام عقب أحداث التحرش والاعتداء الجنسي التي تعرضت لها نساء في مدينة كولونيا الألمانية ليلة رأس السنة. وقال ماس "لا ينبغي لأحد أن يستغل هذه التحرشات والاعتداءات في التشويه الجزافي لسمعة اللاجئين... إذا كان هناك طالبو لجوء بين الجناة فإن هذا ليس سببا لوضع كافة اللاجئين تحت الاشتباه العام".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل