المحتوى الرئيسى

صاحب فكرة اختراق خط بارليف: "الفكرة أصابت القادة بالذهول"

10/05 20:54

تحل غدًا الذكرى الثالثة والأربعين على انتصارات حرب أكتوبر، وهى المناسبة التى لقن فيها الجيش المصرى العدو الصهيوني درسًا لن ينساه طوال حياته، حيث نجح الجانب المصرى فى فرض سيطرته على العديد من مراكز القوى للجانب الإسرائيلى أفقدته توازنه فى ست ساعات.

وتسلط "بوابة الوفد" فى السطور التالية الضوء على أحد أهم الأسماء التى لعبت دورا كبيرًا فى الانتصار، إنه اللواء مهندس "باقي زكي يوسف" صاحب فكرة عمل ثغرة فى الساتر الترابى "خط بارليف" خلال حرب أكتوبر عن طريق ضربه بمضخات تدفق مياه قناة السويس.

تخرج اللواء "باقى زكى يوسف ياقوت" من كلية الهندسة جامعة عين شمس 1954، حمل "باقى" رتبة مقدم، وكان عمله في الأصل ضابط مركبات، وتم انتدابه للعمل في مشروع السد العالي خلال الفترة من أبريل 1964 إلي 5 يونيو 1967، وعندما انتهت فترة الانتداب تم تعيينه رئيساً لفرع المركبات بالفرقة 19 مشاة الميكانيكية بالجيش الثالث الميداني، التي أخذت أوضاعاً دفاعية غرب القناة عام 1969.

يقول اللواء باقى زكي، فى أحد اللقاءات التى أجريت معه "أتت الفكرة وتملكت من رأسي، وفي مايو 1969 صدرت للفرقة تعليمات بالاستعداد للحرب والعبور، وكانت أكبر مشكلة أمام الفرقة هي التغلب علي الساتر الترابي وفتح ثغرات فيه، واقترحت الفرقة العديد من التجارب والدراسات تركز معظمها علي استخدام المفرقعات إلا أن نتائج هذه التجارب لم تحقق ما استهدفته الفرقة".

وأثناء اجتماع القادة برئاسة اللواء "سعد زغلول عبدالكريم" لدراسة الأفكار المقترحة للعبور شرح قائد الفرقة المهمة ونشأة الساتر وتكوينه وأبعاده، ووجدت أن كل الاقتراحات التي تم عرضها كان زمن فتح الثغرة فيها كبير يتراوح بين 12 و15 ساعة والخسائر البشرية المتوقعة لا تقل عن 20% من القوات، كما جذب انتباهي أثناء سماعي لشرح خواص ذلك الساتر أن قاعدته مكونة من الرمال فطلبت من قائد الفرقة السماح لي بالتحدث وقررت للقادة هذه الرمال بني عليها خراسانات، وطالما أن قاعدة الساتر مازالت رملية فإنه من السهل فتح ثغرات بها عن طريق دفع المياه، واقترحت استخدام طلمبات قوية تسحب المياه من القناة وتوجهها علي الأساس الرملي فيسقط.

ويضيف اللواء "باقي زكي": عندما اقترحت ذلك فوجئت بصمت الجميع وظهر علي وجوههم الذهول والاستغراب فأخبرتهم أني شاهدت ذلك يحدث بالفعل بمنطقة السد العالي، فتم فتح باب النقاش بين قادة كل الأسلحة كل في تخصصه، وفي اليوم التالي توجهت للواء "طلعت حسن علي" قائد الجيش الثالث الميداني في حضور رئيس سلاح المهندسين واللواء "ممدوح جاد تهامي" نائب رئيس هيئة العمليات وشرحت فكرتي التي لاقت قبولاً وتأييداً، وبعد عدة أيام عرض اللواء "سعد عبد الكريم" الفكرة على الرئيس جمال عبد الناصر شخصياً أثناء اجتماعه مع قادة الفرق الذى كان يعقده كل أسبوع، وبعد أسبوع تقريبا طلبنى اللواء "سعد عبد الكريم" وطلب منى أن أحضر المسودة التى كتبت بها تقريرى حول الفكرة، وعندما أعطيتها له حرقها على الفور، حتى يضمن ألا يطلع عليها أحد نهائياً لضمان السرية، وقال لى الرئيس "جمال عبد الناصر" اهتم بالفكرة جدا وأمر بتجربتها.

وتابع "باقي": وبالفعل نفذ سلاح المهندسين 300 تجربة تقريبا على الفكرة، أول تجربة كانت فى حلوان على طلمبة للسد العالى وكانت كبيرة، ثم بعدها عملوا تجارب بطلمبات ميكانيكية ثم طلمبات التوربينية قليلة الحجم وتأثيرها واندفاعها كبير فأعطت نتيجة خلال ساعتين ونصف، ثم عملوا بيان عملى فى يناير 1972 فى جزيرة البلاح داخل القناة على ساتر ترابى طبيعى ناتج عن الحفر والتطهير، وفتحت الثغرة فى 3 ساعات إلا ربع من وقتها تقرر استخدام هذا الأسلوب رسميًا.

وفى يوم 6 أكتوبر فتحت أول ثغرة فى حدود الساعة السادسة، وتم فتح ثلاثة أرباع الثغرات أى حوالى 60 ثغرة أسقطت 90 ألف متر مكعب من الساتر الترابى الذى وصل ارتفاعه إلى 20 مترًا فى القناة فى الساعة العاشرة مساء، واستطاع لواء مدرع كامل أن يعبر من معبر القرش فى الإسماعيلية فى الساعة 8.30 مساء، وقدرت الخسائر بـ87 شهيدًا فقط فى الموجات الأولى، وكان وقتها اللواء "باقي" برتبة عميد ورئيس فرع مركبات الجيش، وكان مسئولا عن تأمين جميع المعابر بالنجدة شرق وغرب القناة، واستطاع العبور من معبر الفرقة السابعة صباح يوم 7 أكتوبر بالنجدة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل