المحتوى الرئيسى

هذا التطور وراء مقاطعة القادة العرب لجنازة بيريز

10/05 00:10

ما زال موضوع الغياب الرسمي العربي عن المشاركة في جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز يتصدر اهتمامات وسائل الإعلام العبرية, حيث عزا موقع "إن آر جي" هذا الموقف إلى "الربيع العربي".

وأضاف الموقع الإسرائيلي في تقرير له في 2 أكتوبر, أن السبب الحقيقي لغياب المشاركة العربية الرسمية عن جنازة بيريز يعود إلى الربيع العربي، وقناعة الزعماء العرب بأنهم لن يستطيعوا تجاهل الرأي العام في بلدانهم.

وتابع " هناك فجوة كبيرة بين القادة العرب, الذين وقعت دولهم اتفاقيات سلام مع إسرائيل، وبين شعوبهم التي لديها كراهية تاريخية مع إسرائيل".

واستطرد الموقع, قائلا :" إن الربيع العربي أثبت لهؤلاء القادة أنهم غير محصنين من غضب شعوبهم، مما جعلهم لا يأتون لوداع بيريز",  حسب تعبيره.

وكان موقع "نيوز وان" الإخباري العبري, تحدث أيضا عن مفاجأة مفادها أن إسرائيل أجرت اتصالات سرية مع عدد من الدول العربية "المعتدلة"، لإقناعها بالمشاركة في جنازة بيريز, إلا أن أيا من تلك الدول لم تصدر بيانات تعزية علنية.

وفسّر الموقع في تقرير له في مطلع أكتوبر, هذا الموقف بأنه ربما يكون بسبب خشية قادة هذه الدول من رد الفعل الشعبي في بلدانهم, الذي يكن كثيرا من الكراهية لإسرائيل.

وتابع " الرئيس الفلسطيني محمود عباس أثار بالفعل ردود فعل غاضبة ضده في الشارع الفلسطيني, لمشاركته في جنازة بيريز".

واستطرد الموقع, قائلا :" إن ما زاد من الاستياء الشعبي الفلسطيني ضد عباس, أنه قرر المشاركة في جنازة بيريز رغم علمه بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني لن يحضرا الجنازة، وأن أعضاء الكنيست العرب سيقاطعونها أيضا". 

وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قالت أيضا إن الفيديو المتداول على موقع "تويتر" لمصافحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, فجر غضبا واسعا بين الفلسطينيين.

وكان عباس صافح نتنياهو في جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز في القدس, في لقاء علني يندر حدوثه بين الرجلين، ونشر المتحدث باسم نتنياهو مقطع فيديو على "تويتر" يظهر المصافحة بين الرجلين, ويظهر فيه عباس, وهو يقول باللغة الإنجليزية, مخاطبا نتنياهو :"تسرني رؤيتك. مضى وقت طويل"، بينما شكره نتنياهو وزوجته سارة على حضوره جنازة بيريز.

وفور انتشار صور المصافحة على مواقع التواصل الاجتماعي, عم الغضب بين الفلسطينيين, اعتبرت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة في بيان لها أن مشاركة عباس في الجنازة تعد "خيانة للدم الفلسطيني وتشجيع على التطبيع مع اسرائيل".

كما تجمع عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة بعد ظهر الجمعة, وأحرقوا الأعلام الاسرائيلية، بالاضافة إلى صور بيريز ونتنياهو والرئيس الأمريكي باراك اوباما، بحسب مراسلين لوكالة "فرانس برس".

وبالإضافة إلى ما سبق, كتب مغردون فلسطينيون وعرب أيضا تعليقات ساخرة من مشاركة عباس في الجنازة، وأشار بعضهم إلى أن عباس طلب إذنا على الإرجح من السلطات الإسرائيلية لتسمح له بدخول القدس.

وقال علي أبو نعمة، مؤسس موقع "الانتفاضة الإلكترونية" باللغة الإنجليزية، إن "محمود عباس، الرئيس المزعوم لدولته المزعومة، هو مثال على غياب الكرامة".

وكتب مغرد فلسطيني آخر "خيانة للوطن، خيانة للشهداء، خيانة للشعب، خيانة للقضية، خيانة للمتعاطفين وخيانة للتاريخ".

وأورد مغرد آخر "حدثني عن الذل والمهانة، أحدثك عن دموع محمود عباس, وهي تسقط على فراق بيريز، قاتل محمد الدرة"، في إشارة إلى الفتى الفلسطيني, الذي استشهد العام 2000 برصاص إسرائيلي في قطاع غزة.

وتوفي بيريز الأربعاء الموافق 28 سبتمبر عن عمر ناهز 93 عاما, بعد إصابته بسكتة دماغية.

وشارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية المصري سامح شكري في جنازة بيريز, التي أقيمت الجمعة الموافق 30 سبتمبر, كما شارك في الجنازة, الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون, كما حضر الجنازة الأمير تشارلز، ولي عهد بريطانيا، ورئيسي الوزراء البريطاني السابقين ديفيد كاميرون وتوني بلير، والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، ورئيس الوزراء الكندي جستن ترودو.

وبينما حضر عباس جنازة بيريز، رفض النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي المشاركة في الجنازة, ونقلت "الجزيرة" عن أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة التي تمثل 13 نائبا عربيا بالكنيست الإسرائيلي, قوله إنه يرفض المشاركة في جنازة من تسبب في مآسي لشعبه ووطنه عام 1948 , كما قالت النائبة عايدة توما، العضو بالقائمة المشتركة في الكنيست: "أنا استغرب أن يتوقع منا أحد المشاركة في جنازة بيريز, رغم أنه راعي الاستيطان اليهودي في الأراضي المحتلة، وصاحب فكرة مفاعل ديمونا والتسلح النووي، ومن ارتكب مجزرة قانا عام 1996 في جنوب لبنان".

وكانت حركة حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين طلبتا الخميس الموافق 29 سبتمبر, من عباس عدم المشاركة في جنازة بيريز، فيما دانت حماس تعزية عباس في وفاة بيريز، وعدتها "استخفافا بدماء الشهداء ومعاناة شعبنا الفلسطيني".

وعبر المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري عن ارتياح الشعب الفلسطيني لوفاة بيريز, الذي قال إنه "ارتكب مجزرة قانا وغيرها من المجازر والجرائم بحق الشعب الفلسطيني".

وكان عباس صافح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جنازة بيريز في القدس, وانتشر مقطع فيديو على موقع يوتيوب، يقول فيه عباس وهو يصافح نتنياهو باللغة الإنجليزية :"تسرني رؤيتك. مضى وقت طويل"، بينما شكره نتنياهو وزوجته سارة على حضوره.

وكان عباس، بعث ببرقية تعزية لعائلة بيريز الأربعاء 28 سبتمبر، أعرب فيها عن حزنه وأسفه لوفاة الرئيس الإسرائيلي السابق.

ونقلت وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية عن عباس وصفه بيريز بأنه كان شريكا في "صنع سلام الشجعان مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين"، مشيدا بالجهود الحثيثة التي بذلها بيريز من أجل إحلال سلام دائم، منذ اتفاق أوسلو وحتى آخر لحظة في حياته", حسب تعبيره.

وكان بيريز شغل مناصب رفيعة بينها رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع قبل توليه الرئاسة، كما تزعم حزب العمل، ويعتبر من المؤسسين لإسرائيل على أرض فلسطين.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل