المحتوى الرئيسى

هل يتّفق قبائليون مع الحركة المطالبة بانفصال منطقتهم عن الجزائر؟

10/04 17:22

الجزائر – بقلم أميل عمراوي:

“هناك شبه تغاضٍ عن تلك الجماعة الانفصالية بالجزائر. لا أدري إن كان ذلك متعمدا أم مجرد رد فعل مجتمعي لمحاولات تقسيم بلد المليون شهيد، أنا لا أحبذ الخوض في هذا”.

العبارة للهاشمي آيت واعمر، ستّينيٌ من منطقة القبائل وجدناه يرتشف القهوة بأحد مقاهي مدينة تيزي وزو. كان يقلب صفحات “برقية القبائل”، وهي جريدة وطنية بصبغة محلية تصدر باللغة الفرنسية، يقرؤها الكثيرون من أبناء القبائل بتيزي وزو، حيث تنقّل مراسل موقع (إرفع صوتك) لمعرفة رأي المواطنين في الحركة المطالبة بالحكم الذاتي للقبائل والتي يتزعمها الناشط فرحات مهنّي.

“الماك” أو الحركة من أجل الحكم الذاتي للقبائل هي حركة سياسية غير معترف بها بالجزائر يتزعمها مهنّي وهو ناشط سياسي معروف بالجزائر، ومن أبرز المدافعين عن الهوية الأمازيغية منذ أن كان طالبا في الجامعة سبعينيات القرن الماضي.

تأسست حركة “الماك” عام 2001 في خضم الأحداث الدامية التي عرفتها منطقة القبائل أو ما يعرف بالربيع الأسود، حيث تظاهر المئات من الشباب ضد النظام الجزائري مطالبين بالانفتاح وتدعيم الديموقراطية وحرية التعبير (2001-2003).

وردّت السلطات بقوة على الشباب المتظاهر، ما أوقع حصيلة ثقيلة من القتلى والجرحى. وذلك “جعلنا نتخذ سبلاً أكثر واقعية مع هذا النظام فلا حل إلا الحكم الذاتي”، كما يقول مهنّي.

فما رأي بعض الجزائريين والمنحدرين من أصول أمازيغية على وجه التحديد في المطالب التي ترفعها هذه الحركة؟

يقول امحند سي اعمر، وهو طالب جامعي في السنة الأولى ماجستير إعلام واتصال، إن حركة فرحات مهنّي تستقي شرعيتها من “التهميش الذي تمارسه السلطة المركزية على الشعب برمته والقبائل على وجه الخصوص، لكنه لا يعترف لها بقاعدة شعبية صلبة كما يدعي المنادون لها”.

“لا يمكن أن يفرز تعنت السلطة إلا التطرف في الجهة المقابلة، أرى أن حركة الانفصال حركة متطرفة ليس لها أية صلة بواقع منطقتنا”.

ويصعد أنصار فرحات مهنّي من نشاطهم في كل مناسبة تتعلق باللغة الأمازيغية أو بذكرى وفاة المغني معطوب الوناس، في محاولة منهم استقطاب أنظار الجزائريين وتحقيق الالتفاف الشعبي المطلوب في هكذا حركات.

“نحن لا نحاول الاستقطاب”، يقول سليم مزيود موظف بإحدى الشركات الخاصة ومناصر في صفوف حركة فرحات مهنّي، “بل نطمح للفت انتباه من ما زال يثق في وعود هذه السلطة”،

ويؤكد المتحدث لموقع (إرفع صوتك) أنه من بين الأوائل الذين تبنوا بفكرة الدولة الفدرالية بالجزائر. ويرى في الحركة تحقيقا لذلك من حيث كونها تحقق المصلحة العامة وتستجيب – بحسبه– لتطلعات الجماهير العريضة.

“لا بد من الالتفاف حول مشروع الدولة القبائلية، إنه مشروع طموح وشرعي لأنه سلمي. كفانا استخفافا بعقول الجزائريين، لا يمكن الاستمرار في بلد لا يفقه التعايش”.

من جانبها، ترفض أنيسة محجوبي فكرة انفصال أي منطقة من الجزائر على اعتبار أن الوطن للجميع وأن كل ربوع الجزائر سالت بها دماء المجاهدين ضد الاستعمار الفرنسي إبان ثورة التحرير.

“لا يمكن أن تستمر هذه الفكرة.. إنه اتجاه شاذ في الحركة السياسية، لا بد أن نتصدى نحن القبائل لمثل هذه النداءات التي لا تخدمنا في وقت تتحد فيه الشعوب”.

من جانبهم، يحاول أعضاء الحركة المطالبون بالحكم الذاتي في القبائل تجنيد المزيد من الشباب من مختلف الفئات الاجتماعية قصد بعث الفكرة في أوساط العائلات بأعالي جبال جرجة، لكن السلطات تواجههم بالتوقيف أحيانا وبالحبس مدة من الزمن أحيانا أخرى.

“كثيرا ما شهدت عمليات توقيف شباب داخل ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو وهم يحملون الراية الأمازيغية والتي يعتبرونها علمهم الوطني، أرى أنه من الضروري مواجهتهم لكن بطريقة ليست عنيفة حتى لا يتمكنون من استمالة الشباب لفكرتهم”، يقول صديق طواهرية أحد الشباب من حزب جبهة القوى الاشتراكية لموقع (إرفع صوتك).

وتتفق مجموعة من الشباب في تيزي وزو حيث يكثر الحديث عن حركة الحكم الذاتي أن المنطقة سئمت من مواجهة السلطة المركزية منذ سنوات، كما يقول إيدير سالمي من ذراع بن خدة. “لكن هذا لا يعني  الاستسلام لنداءات التفرقة التي تصدر عن مغني فاشل مثل فرحات مهنّي”.

وحين التفت المتحدث لموقع (إرفع صوتك) لأصدقائه، أشار الجميع إلى صورة وراءهم لرمز الثورة الجزائرية حسين ايت أحمد، في إشارة لهم إلى مواصلة الدرب تحت راية الجزائر الموحدة رغم كل شيء.

*الصورة: “لا يمكن أن تستمر هذه الفكرة.. إنه اتجاه شاذ في الحركة السياسية”/Shutterstock

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

أطلقت حملة “إرفع صوتك” بهدف تشجيع الشباب في الشرق الأوسط على أن يكونوا جزءاً من النقاش الدائر حول مواضيع التطرف والأسباب التي أدت الى ظهور الإرهاب. ففي وقتٍ تستمر وسائلُ إعلامٍ مختلفة بعكس اهتمامات ومصالح سياسية وإثنية معينة، أوجدت فروع شبكة الشرق الأوسط للإرسال (قناة “الحرة” وراديو “سوا” والقسم الرقمي للشبكة) لنفسها مصداقية مهنية مهمة وسط أجواء الانحياز التي تعمل فيها وسائل إعلام مختلفة، وذلك بتقديم الأخبار والمعلومات الدقيقة والموزونة.

بقلم علي عبد الأمير: “هو فيلم قصير يسلط الضوء على معاناة اللاجئين، وتحديدا أولئك الأطفال...المزيد

حلقة يوم الأربعاء، 4 تشرين الأول/ أكتوبر: بدأت امتحانات الدور الثالث .. هل ترون أن...المزيد

متابعة علي قيس: أصيبت سياسة المجر الرافضة لتوصيات الاتحاد الأوروبي حول قبول اللاجئين بنكسة، حيث...المزيد

حلقة يوم الثلاثاء، 4 تشرين الأول/أكتوبر: كيف تتمكن من محاربة الإرهاب ضمن موقعك؟ حدّثنا عن تجربة...المزيد

متابعة حسن عبّاس: في قبو فندق منبج الذي كان داعش قد حوّله إلى مركز اعتقال،...المزيد

متابعة علي عبد الأمير: “الموظف السعودي محمد إدريس، الذي كان يسافر إلى لندن مرة واحدة أو...المزيد

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل