المحتوى الرئيسى

منظمة أمريكية: البنتاجون أنفق نصف مليار دولار لفبركة مقاطع إرهابية بالعراق

10/04 16:32

كشف الموقع الرسمي لمنظمة "يو إس أن كت"، التي تستهدف محاربة الفساد داخل الولايات المتحدة، أن البنتاجون دفع لشركة علاقات عامة بريطانية "بيل بوتنجر" 540 مليون دولار من أجل فبركة فيديوهات إرهابية.

وقال مارتن ويلز، أول موظف من الشركة البريطانية يتحدث لوسائل الإعلام، إنه عمل بجانب مسؤولين عسكريين أمريكيين رفيعي المستوى في مقرهم الرئيسي في "معسكر النصر" Camp Victory في بغداد، ونقل التقرير عن رئيس شركة "بيل بوتنجر" السابق، تيم بيل، أن شركته عملت على عملية عسكرية سرية جرت تغطيتها باتفاقيات مختلفة.

وفي السياق، أشار التحقيق إلى أن تيم بيل يعد من أبرز المديرين التنفيذيين في مجال العلاقات العامة في بريطانيا، وينسب إليه صقل صورة مارجريت تاتشر ومساعدة "حزب المحافظين" على الفوز في ثلاث عمليات انتخابية، وذكر بيل أن الوكالة كانت تقدم تقارير إلى "البنتاجون" ووكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" ومجلس الأمن القومي، عن عملها في العراق.

وأشار التقرير، نقلاً عن مارتن ويلز، إلى أن عمليات الشركة كانت تتضمن ثلاث مهمات رئيسية، هي إنتاج مواد تلفزيونية تعكس صورة سلبية عن تنظيم "القاعدة"، وإنتاج مواد تلفزيونية تظهر كأنها مصنوعة للقنوات التلفزيونية العربية، أما المهمة الثالثة فقد كانت حساسة للغاية وتشمل إنتاج أفلام مزورة منسوبة إلى تنظيم "القاعدة".

وبحسب ويلز الذي كان يعمل خبيرًا في إنتاج الفيديوهات، فإن الأشرطة والمقاطع وإنتاج "بيل بوتينجر"، بشكل عام، كانت تعتمد أولاً من قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد باتريوس، أو حتى من البيت الأبيض في بعض الحالات، وقال ويلز إنه كان يتم إعطاؤه ملاحظات دقيقة للغاية، وكان يستخدم الصور والمواد التي ينتجها تنظيم "القاعدة"، فيما كان عليه أن ينتج مقاطع مدتها 10 دقائق، وبشكل معين ومشفر وبصيغة ملفات محددة.

أما عن كيفية توزيع هذه الأشرطة، فقد كان جنود البحرية الأمريكية يحملونها معهم، أثناء دهمهم وعملياتهم في القرى والبلدات العراقية، وهناك يرمون الأقراص المدمجة في الوقت الذي يثيرون الفوضى في المكان، ولاحقاً سيجدها أحد العراقيين، لكن ويلز أشار إلى أنه لم يكن يمكن مشاهدة هذه الأفلام إلا عبر برنامج "Real player"، وأثناء ارتباطه بالإنترنت، وهو ما يؤدي إلى نقل المعلومات الخاصة بالشخص الذي قام بمشاهدتها إلى "مخيم النصر"، عبر حساب على Google Analytics، وهي أداة من أدوات "google" تتبع مستخدمي المواقع على الشبكة، لمعرفة أماكنهم وعناوين أجهزة الكومبيوتر خاصتهم IP addresses.

وبحسب ويلز، فإن حسابات التتبع تلك لم تكن متاحة إلا في نطاق محدود للغاية، إذ كانت تصل معلومات مشاهدي الأقراص إليه شخصيًا، وإلى عضو آخر في إدارة "بيل بوتينجر"، وأخيرًا إلى قيادات رفيعة المستوى في الجيش الأمريكي، ويلفت التحقيق إلى أنه في ذروة عمل الشركة، كان لديها 60 موظفًا في بغداد، إضافة إلى 200 موظف محلي.

ويشير التحقيق إلى أن "مكتب الصحافة الاستقصائية" استطاع تتبع أكثر من 540 مليون دولار من العقود بين البنتاجون و"بيل بوتينجر"، وهي عقود تتعلق بعمليات إعلامية ومعلوماتية بين عامي 2007 و2011، وتحدث التقرير عن أن هناك عقدًا سنويًا بلغت تكلفته 120 مليون دولار في عام 2006.

وكانت معظم هذه الأموال تتعلق بنفقات الإنتاج مثل التوزيع والنشر، لكن الوكالة أكدت أنها حصلت من هذه العقود على ما يقارب 15 مليون جنيه إسترليني -حوالى 20 مليون دولار- من الأرباح.

وفي هذا الإطار، يوضح ويلز أن الأماكن التي كان يتم تتبع هذه الأقراص إليها، قد تكون في إيران، أو في بقية مناطق العراق بطبيعة الحال، وربما سوريا، وأيضاً في أمريكا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل