المحتوى الرئيسى

إنقاذ أكثر من 6 آلاف مهاجر من الغرق في البحر المتوسط

10/04 12:09

قال مسؤولون إيطاليون وليبيون إنه تم إنقاذ نحو 6055 مهاجرا كما عثر على جثث 22 شخصا لاقوا حتفهم أثناء محاولتهم الوصول بحرا إلى أوروبا أمس الاثنين (الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول 2016).

وقال خفر السواحل الإيطالي إن ما لا يقل عن تسعة مهاجرين لاقوا حتفهم وجرى نقل امرأة حامل وطفل بطائرة هليكوبتر إلى مستشفى في جزيرة لامبيدوسا الإيطالية التي تقع في منتصف الطريق بين صقلية والساحل الليبي.

وحسب مسؤولين ليبيين فإن الأمواج جرفت 11 جثة لمهاجرين إلى شاطئ شرقي العاصمة طرابلس كما توفي مهاجران آخران عندما غرق مركب قبالة مدينة صبراتة بغرب ليبيا. وأنقذت سفينة تابعة لخفر السواحل الإيطالي نحو 725 مهاجرا على متن زورق مطاطي واحد في عملية من نحو 20 عملية إنقاذ جرت يوم لأمس الاثنين.

وتجرى عمليات الإنقاذ على بعد نحو 30 ميلا من ساحل ليبيا ويشارك فيها نحو عشر سفن من خفر السواحل والبحرية والمنظمات الإنسانية. وقال مسؤولون إن دوريات القوات البحرية وقوات خفر السواحل الليبي اعترضت ثلاثة قوارب تحمل أكثر من 450 مهاجرا.

وصادف يوم أمس الاثنين الموافق للذكرى السنوية الثالثة لحادث غرق قارب مهاجرين قبالة لامبيدوسا والذي أسفر عن وفاة 386 شخصا. وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن نحو 132 ألف مهاجر وصلوا إلى إيطاليا منذ بداية العام وإن 3054 لاقوا حتفهم.

مهمة البحث انطلقت في مدينة بنين عاصمة ولاية إيدو النيجيرية. تقريبا كل شخص نتحدث معه هنا لديه أصدقاء أو أعضاء عائلة في أوروبا. فأكثر من ثُلاثة أرباع مجموع بائعات الهوى في إيطاليا ينحدرن من هذه المنطقة. الكثيرون لا يجدون آفاقا في بلدهم بسبب البطالة في صفوف الشباب.

الأخت بابيانا إيمناها تحاول منذ سنوات تحذير النساء الشابات من السفر إلى أوروبا. وقالت لنا "الكثير منهن يتم إغراؤهن بوعود كاذبة". فالعمل الموعود كمربية أطفال أو حلاقة ينكشف في عين المكان كأكذوبة. فجميع النساء الشابات تقريبا يكون مصيرهن شوارع البغاء.

بعد مفاوضات طويلة يوافق أحد مهربي البشر على التحدث إلينا. يسمي نفسه ستيف. ويقول إنه نجح في تهريب أكثر من مائة نيجيري إلى ليبيا، وهو يرفض تقديم معلومات عن الأشخاص الذين يقفون وراء هذه التجارة ـ ويعتبر أنه خادم بسيط. ويقول ستيف "الناس هنا في إيدو طماعين. من أجل حياة أفضل هم مستعدون لفعل كل شيء".

مقابل 600 يورو ينظم ستيف الرحلة من نيجيريا إلى إيطاليا. ويقول المهرب:"الغالبية تدرك خطر السفر عبر الصحراء". ومن حين لآخر تؤدي حوادث عطل إلى وفات بعض الأشخاص. "تلك هي المخاطرة"، يقول ستيف الذي يرافق المهاجرين حتى أغاديز في النيجر حيث يتولى شخص آخر المهمة.

مدينة أغاديز الصحراوية هي المحطة الأخطر في رحلة بحثنا. سكان هذه المنطقة يعيشون من تجارة البشر والمخدرات، ويتعرض أجانب من حين لآخر للاختطاف. لا يمكن لنا التحرك إلا تحت حراسة مسلحة، كما وجب علينا تغطية الرأس بزي تقليدي لتجنب لفت الأنظار.

ويعتبر سلطان أغاديز عمر إبراهيم عمر مثل العديد من الناس أنه لا يمكن القضاء على مشكلة تجارة البشر في عين المكان، وهو يطالب بأموال أكثر من المجتمع الدولي. وحجته في ذلك عندما يقول بأنه إذا أرادت أوروبا وقف تدفق المهاجرين عليها نحو البحر المتوسط، فوجب عليها دعم النيجر أكثر.

منذ شهور تنطلق كل يوم اثنين قبل غروب الشمس حافلات تقل مهاجرين من أغاديز في اتجاه الشمال. الفوضى في ليبيا أدت إلى تمكن المهربين من العبور دون مراقبة حتى البحر المتوسط. ونلاحظ بسرعة هنا أن السلطات في النيجر لا تكثرت لأنشطة المهربين.

الكثير من المهاجرات من نيجيريا يجدن أنفسهن في إيطاليا على قارعة الطريق للممارسة البغاء. الموظفة الاجتماعية ليزا بيرتيني تعمل مع بائعات هوى أجنبيات. وقالت لنا بيرتيني:"عددهن في ازدياد". وتكشف مصادر رسمية أن حوالي 1000 نيجيرية دخلن في عام 2014 إيطاليا. وفي 2015 تجاوز عددهن 4000 . وتلاحظ الموظفة الاجتماعية أن "عمر الفتيات يصغر".

بمساعدة زميل نيجيري تعقبنا أثر "سيدة" مفترضة. لقب "السيدة" تحصل عليه القوادات النيجيريات اللاتي يتربعن على قمة هرم شبكات تهريب. هذه الديوثة تعيش في إحدى ضواحي فلورينتسا. وتوجه إحدى الضحايا اتهامات قوية ضدها، وقالت "ضربتنا وأجبرتنا على ممارسة الدعارة".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل