المحتوى الرئيسى

وساطة أميركية تصالح بغداد وأربيل!

10/04 01:16

كشف ديبلوماسيون ومسؤولون وخبراء في قطاع النفط لوكالة «رويترز» أن الديبلوماسية المكوكية التي قام بها مبعوث الولايات المتحدة إلى «التحالف» المناهض لـ «داعش» بريت ماكغورك، أدت إلى إبرام اتفاق نفطي بين بغداد وإقليم كردستان، له أهمية في المعركة الحاسمة المنتظرة مع التنظيم المتطرف في الموصل.

وذكرت المصادر أن الاتفاق الخاص بتقسيم إيرادات النفط المبرم في آب الماضي له أهمية حيوية لحمل بغداد وحكومة الإقليم على تنسيق التخطيط من أجل الهجوم المتوقع خلال شهر تشرين الاول الحالي على الموصل التي تحاصرها البشمركة الكردية من ثلاث جهات.

وبحسب المسؤولين، تنقل مكغورك جيئة وذهابا بين اربيل وبغداد بدءا من النصف الأول من نيسان الماضي، وبلغت جولاته ذروتها في لقاء عقد في اربيل في 19 حزيران مع رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود البرزاني، ومستشار الأمن القومي العراقي فلاح فياض. وقال مصدر رفيع المستوى على صلة وثيقة بالأكراد إن البرزاني «التقى مكغورك وقال له لا يمكن أن نقدر على الموصل. فنحن نحتاج النفط والايرادات. ولولا مكغورك لما كانت هذه الصفقة على الإطلاق».

ويقع في إقليم كردستان عدد من حقول النفط الرئيسية، غير أن خلافا على ايرادات الصادرات أصبح نزاعاً متشابكاً. وفي العام 2014، خفضت بغداد الأموال المخصصة للإقليم الذي بدأ آنذاك تصدير النفط بشكل مستقل عبر خط أنابيب إلى ميناء جيهان التركي.

وفي آذار، توقفت «شركة نفط الشمال» التابعة للدولة في العراق عن ضخ النفط الخام عبر الخط من الحقول التي تديرها في كركوك وكانت خاضعة لسيطرة حكومة إقليم كردستان منذ انهيار قوات الأمن العراقية قبل عامين عندما اجتاح مقاتلو «داعش» ثلث مساحة العراق. وخفضت هذه الخطوة إيرادات النفط للإقليم بنحو الربع، ما زاد أزمة الميزانية سوءاً في أربيل.

وتحقق تقدم في آب صوب الاتفاق لإعادة تدفق النفط من حقول كركوك، حيث تظهر تصريحات علنية أن مكغورك زار رئيس الوزراء حيدر العبادي في بغداد في 11 آب، وبعد يومين اجتمع مع نيجيرفان البرزاني وفياض في أربيل. ودفع ذلك كل الأطراف إلى التوصل إلى اتفاق نهائي أعلن في أعقاب اجتماع عقد في 29 آب في بغداد بين العبادي ومكغورك والبرزاني، وبمقتضاه يتم تصدير ما يصل إلى 150 ألف برميل يومياً من النفط الخام عبر ميناء جيهان التركي على أن تقتسم حكومة إقليم كردستان وبغداد الإيرادات مناصفة، ما أدى كذلك إلى تحاشي انقسام أكبر في إقليم كردستان نفسه، بعدما كانت السليمانية تطلب شحن النفط إلى إيران بدلا من شحنه إلى تركيا وهو ما رفضته أربيل وبغداد وكذلك واشنطن.

وقال ديبلوماسي غربي رفيع في بغداد إن انفراج الموقف ساهم في بدء حوار منفصل حول ترتيبات القوات لمعركة الموصل، والحدود الداخلية المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان.

وقال ديبلوماسي غربي رفيع إنه منذ إبرام الاتفاق، تعهد الأكراد بصفة غير رسمية بإبقاء قوات البشمركة خارج مدينة الموصل نفسها، مع السماح للعراقيين باستخدام الأراضي التي يسيطرون هم عليها في الوقت الحالي حول المدينة في إعداد القوات للهجوم، الأمر الذي سمح بالتعجيل بالتخطيط للمعركة. وزار البرزاني بغداد الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاث سنوات.

إلى ذلك، كشف «مكتب الصحافة الاستقصائية» أن وزارة الدفاع الأميركية قدمّت 500 مليون دولار أميركي لإحدى الشركات البريطانية المثيرة للجدل والعاملة في مجال العلاقات العامة بهدف تشغيل أكبر برنامج دعاية سرّي في العراق منذ غزوه، يشمل إنتاج أفلام مفبركة حول «القاعدة» في هذا البلد.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل