المحتوى الرئيسى

عمر الرحباني.. يبحث عن «جواز سفر»

10/04 01:09

يُعرّف عن نفسه بأنّه عمر بن غدي بن منصور بن حنا بن عاصي الرحباني، وفي هذا التعريف عودة إلى العام 1850، بحسب تعبيره، «أعيش على الأرض، ولا أربط شخصيتي بالعائلة من ناحية ومن ناحية أخرى أنا مرتبط بالعائلة. تعلّمت الكثير من أهلي. تعلّمت من جدي منصور كيف يكون الأستاذ، ومن عمّي المخرج مروان الرحباني وبمجرد النظر إليه أتعلّم الإخراج، إذ لديه قدرة على تحويل قصة بسيطة جدًا وسردها بطريقة مذهلة. ما زلت أتعلّم منه السرد، ومن المؤلف الموسيقي أسامة الرحباني أتعلّم معنى الشمولية في الفن، له منزلة خاصة لديّ لأنّه عرّفني منذ طفولتي على فنانين كثر في مجال الموسيقى لا سيما الجاز. كلّ ألعابنا منذ الطفولة تتعلّق بالآلات الموسيقية والنوتات، وأسامة أدخل حضارة كرة القدم إلى ألعاب العائلة واهتماماتها. ومن والدي غدي تعلّمت الكثير في ميدان الموسيقى الشرقية كما تعلّمت منه الانضباط والإصرار، ومن والدتي دانيال الراقصة الأولى في المسرحيات تعلّمت فن التانغو وأخذت منها الخيال الواسع. أؤمن أنّ كلّ شخص يجب أن يبني شخصيته بنفسه. درست الموسيقى مع الأستاذ آغوب أرسلانيان، وهو مدرّس الجيل الثاني والثالث لعائلة الرحباني. تعمّقت في الدراسة الموسيقية المعاصرة من خلال الإنترنت. ساعدتني التكنولوجيا بصورة كبيرة. تربّيت في المسرح ما انعكس على اهتماماتي في الإخراج والرقص وكل أشكال الفنون. لم يقتصر اهتمامي على الموسيقى فحسب بل تعداه إلى البحث عن طريقة لأجمع كل الفنون معًا، لذا درست التصوير مع الأستاذ جيرار طعمة. جلّ بحثي وطموحي هوجمع كلّ الفنون التي تستهويني في عمل تحت عنوان «الفن الشامل»».

يؤلّف عمر الرحباني المقطوعات الموسيقية منذ سنوات، ولكن لم تظهر مؤلفاته أمام الإعلام، لأّنه يعتبرها تجارب، وأول عمل موسيقي ظهر أمام الإعلام ويعترف بقيمته الفنية هو Nation gift، وهي قطعة أوركسترالية ألّفها بعد «أحداث نهر البارد» في العام 2007 وأهداها لشهداء الجيش اللبناني. كتب الرحباني مسرحية عن الوجود ولم يجد جهة إنتاجية تتبنّاها، فكانت النتيجة أغنية من كلماته وألحانه تحت عنوان «عم فتّش ع إنتاج». يضيف «سأقدّم المسرحية يومًا ما لكنّني ومنذ ثلاث سنوات منشغل بألبوم «Passport». أجهدني هذا العمل على صعيد الأبحاث وعلى الصعيد اللوجستي كي يرى النور».

يشرح عن ألبومه «Passport» الذي يتم إطلاقه مساء اليوم عند السابعة والنصف في سينما سيتي في أسواق بيروت، «تعاونت في الألبوم مع أهم عازفين في العالم حازوا جوائز عالمية منهم عازف الدرامز والترومبيت والغيتار وغيرهم، كما سجّلنا إحدى المقطوعات مع أوركسترا كييف. أطلقت عليه «Passport» لأنّ كل قطعة موسيقية تأخذ المستمع إلى عالم مختلف. كل صفحة في الكتيّب الخاص بالألبوم عبارة عن فيزا إلى قطعة موسيقية».

يضم الألبوم عشر مؤلفات للرحباني من إنتاج شركة RYP،»Ouverture, Umbrella Woman, Zook: The Power Station,Programmusik Babel, Tango, The Untitled, Mouwashahat, Anarkia, Trip to the Moon, End Credits»، يضيف الرحباني «أردت أن يكون هذا العمل شاملاً ليرضيني فنيًا أولاً وأخيرًا فضمّنته مجموعة من الأغنيات إلى جانب المقطوعات الموسيقية، هناك أغنية أنثوية تؤديها غادة نعمة وأخرى «رجّالية» يؤديها رويال نيس (أحد أصدقائي وهو لا يغني ولكنه يؤدي الأغنية بطريقة مميزة، وصوته فريد، كان مطلوبًا أن يؤدي الأغنية شخص لا علاقة له بالغناء ليوصل رسالة معيّنة) وأغنية يؤديها الكورال.

تتمحور مواضيع الألبوم بين معمل الذوق الحراري وقصة بابل والتانغو وموشّح لأحمد بن حسن الموصلي، «قال لي جدي إنّ هذا الموشّح جدير بأن يلحّن، ليته كان على قيد الحياة ليسمعه ويعطيني رأيه في ما فعلت»، وأعتبر أنّ مقطوعة «جسر القمر» شكّلت تحديًا كبيرًا بالنسبة إليّ فهي للأخوين الرحباني، ومن ثم قدّمها زياد الرحباني برؤية جديدة، وأقدّمها اليوم برؤيتي. من المهم أن تكون مختلفة عن النسختين السابقتين».

يعلن الرحباني أنّ والده غدي الرحباني وشقيقه كريم هما أول المستمعين للألبوم، رافضًا البوح بما قالاه، مضيفًا أنّه في انتظار ردود الأفعال الليلة، «يهمني أن يحضر الناس لمشاهدة وثائقي من 20 دقيقة يلخّص عمل ثلاث سنوات حول الألبوم. شارك في العمل ككل 179 شخصًا من اثنتي عشرة جنسية، سألقي كلمة إلى جانب شريكي مهدي يحيى في شركة RYP المنتجة للعمل، و«Passport»هو باكورة إنتاجاتها. وإذا أعجب الحضور بالعمل سيكون مطروحًا للبيع خلال الأمسية».

يشرح عن شركة RYP بالقول «أسست الشركة مع مهدي يحيى في العام 2014، ونهدف من خلالها أولاً إلى عدم تصنيف الموسيقى، رافضين أن تفقد الموسيقى الشق الفني كرمى لتصنيفات الشركات المنتجة، لذلك قررنا تأسيس الشركة لإعطاء الفرصة لمَن يريد تقديم ونشر فنّه. وآثرنا البدء بمشروعنا، الذي نعتبره حركة معاكسة لكل نتاجات شركات الإنتاج الحالية».

يرى الرحباني أنّ إنتاج الألبومات تقلّص في العالم، إنّما الإنتاج الموسيقي في ازدياد. «الموسيقى دومًا مطلوبة ومسموعة والحياة جافّة جدًا من دون موسيقى. المشكلة هي في حقوق الفنان. نتعاون مع «فيرجن ميغا ستور» و»أنغامي» وأعتقد أن حقوقنا مصانة من خلال هذا التعاون». ويمكن الاستماع إلى الألبوم من خلال تطبيق «أنغامي» بدءًا من يوم غد الأربعاء.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل