المحتوى الرئيسى

فيديو| قطع الإحساس.. «ختان الإناث» جريمة لا تسقط بالتقادم

10/04 00:55

- شهادات مروعة لنساء لم يعشن لحظة متعة واحدة مع أزواجهن بسبب الختان

- ضحية: حكموا علىّ بالإعدام.. والعملية فشلت ودخلت عملية «تصليح طهارة»

- «ده علشان خلفتها تبقى سهلة».. إجابات ترد بها الأمهات على سؤال «ليه بتختنى بنتك؟»

ختان البنات من أسوأ العادات القديمة، التى ألحقت الأذى بالأنثى، فختان الإناث هو قطع جزئى أو كلى للأعضاء التناسلية للأنثى، وعند قطع هذه الأجزاء لا يقطع جزء من اللحم فقط، بل يُقطع إحساسٌ ومشاعر لدى البنت، إحساس بأنوثتها، إحساس ينبع من داخلها بالكره لكل من فعل بها هذا، بالكره لهذا اليوم وهذه الساعة المشئومة، لهذه اليد التى تجرأت على حمل الموس أو المشرط لقطع جزء منها.

«ختان الإناث» عادة إفريقية قديمة تحرص عليها الأم الأُمية الريفية لابنتها من سن 10 إلى 15 سنة، تقوم بها ببتر «البظر»، أى «منطقة الإحساس فى العلاقة الجنسية لدى المرأة»، معتقدة أنها بهذا تحميها من الانحراف فى سن المراهقة، كما تعتقد أنها سنة، لكن قامت دار الإفتاء بالرد على هذه الادعاءات، موضحة «أنه لم يرِد عن النبى أنه ختن بناته، وأن ما يحدث ليس له علاقة بالتدين ويعد فى أغلب ممارساته عدوانًا، كما قامت بالتحذير منه». 

فلهذه العادة مضاعفات عديدة، كما أوضحت الدكتورة مواهب الملحق، دكتورة أمراض النساء، قائلة: «عملية ختان الإناث هى عملية لها مضاعفات سيئة على البنت، مضاعفات جسدية وجنسية، أسوأها هو الوفاة وأكثرها شدة هو النزيف، غير الالتهابات وانتقال العدوى لبعض الفيروسات، مثل فيروس بى أو الإيدز، فضلا عن المضاعفات النفسية والصدمة نتيجة بتر هذا الجزء من جسمها، كما أن لها أثرا فى العلاقات الجنسية والمعاشرة الزوجية».

إلا أنه من المؤسف أن نجد أن 74% من الذين يقومون بختان الإناث أطباء و8% ممرضات والباقى «دايات»، وحلاقو صحة. 

أوضحت الدكتورة مواهب، السبب وراء فعل الأطباء هذه الجريمة، ففى رأيها: «الاحتياج المادى هو السبب الرئيسى لقيام الأطباء بفعل هذا»، مناشدة زملاءها الأطباء أن يمتنعوا عن هذه العملية لأنها انتهاك صريح لأخلاقيات المهنة.

كل سنة تتعرض 3.6 مليون بنت فى العالم للختان، أى 3.6 مليون بنت يعشن هذا اليوم البشع، الأم تأخذها من يدها إلى عيادة الدكتور لترى الحجرة المظلمة إلا من شعاع خفيف للنور، شعاع أبيض النور، شعاع كاف لترى الأدوات التى يتم استخدامها لبتر إحساسها وجرد مشاعرها، لترى المقص والمشرط والموس، فيبدؤون فى تكتيف البنت وخلع ما يسترها وفتح رجليها، ويقوم الطبيب بلبس «الجواندى» ويقترب كوحش متربص. 

وتتوه أعين البنت كفريسة انتهى أمرها مكبلة لا تملك ما يكفى من قوة لحماية جسدها، تصرخ لتجد أمها مشتركة فى معركة تكتيفها، لينتهى اليوم ولا يموت الجرح، ويظل يومها الأسود مهما طال بها الدهر. 

وبين 125 مليون فتاة فى العالم، نجد أن لكل ثلاث بنات، أمًّا كانت فتاة صغيرة فى يوم من الأيام، وفى سن الثانية عشرة أخذتها أمها مشوارًا للعيادة التى تركت فيها جزءًا منها، جزءًا حكموا عليه بالإعدام متذكرة تفاصيل اليوم قائلة: «كان عندى 12 سنة وبعد اللى حصل جالى نزيف كتير جدًّا، أمى كانت بتجيب الدكتور من بيته الساعة 12 ليلا، كان بحر بينزل منى، اكتشفنا أن الدكتور اللى عمل العملية ساب غرزة من الداخل عملت طبقة قشر، كان مجرى البول بينزل غلط، فكنت باهرش كتير، كان فى دكاترة كتير هاجموا أمى وكانوا عاوزين اسم الدكتور عشان يبلغوا عنه، بس ماما خافت، أنا دخلت عملية تصليح طهارة، شالوا الجلد كله». 

طفلة فى هذا العمر وشعرت بهذه المشاعر والأحاسيس المخيفة التى لعنت بها كونها أنثى، طفلة دخلت دوامة لتجد نفسها محاطة بالأمواج ولا يد للمساعدة تمتد إليها، هذه العملية أثرت فيما بعد على زواجها كما أوضحت: «أنا المشكلة كانت عندى بعد الجواز مابقاش فيه أى إحساس خالص، طبعًا باحاول أبيّنله إنى حاسة ومبسوطة، بس مافيش أنا بامثّل».

أوضحنا ما ختان الإناث، وما الأسباب التى تدفع الأهالى لفعل هذه العادة، ومن المهم أن نرى رأى الدين فى هذه العادة، كما اتضح، فأوضحنا المضاعفات التى تصاحب البنت كظلها بقية العمر. ثم يجب أن نوضح ما الدور الذى تقوم به الدولة لوقف هذه العادة.

فى عام ٢٠٠٨ أصدرت الدولة قانون المادة ٢٤٢ مكرر من قانون العقوبات بأن حكم من يقوم بعمليات الختان يعاقب على جنحة ضرب أو جرح، وكانت العقوبة لا تقل عن ٣ أشهر ولا تجاوز السنتين، ولم تجرمه تجريمًا واضحًا، وفى هذه المدة وصلت إلى المحكمة قضيتان، إحداهما قضية وفاة الطفلة «ميار محمد موسى»، ١٧ عامًا، التى أوضحت التحريات أن من قامت بإجراء العملية طبيبة تدعى «ن.أ» ولكن أين الطبيبة الآن؟

ومشروع تغليظ العقوبة فى ٢٠١٦ تم عرضه على مجلس الشعب لتشتد العقوبة بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تجاوز سبع سنين لكل من قام بختان الإناث.  وتكون العقوبة السجن المشدد إذا نشأ عن هذا الفعل عاهة مستديمة، أو إذا أفضى ذلك الفعل إلى الموت، فكانت الدولة تتعامل مع هذه الجريمة على أنها جنحة ضرب، فهل الختان جنحة ضرب أم جرح؟!

وكان تجريم هذه العملية شيئًا أساسيًّا للتوعية، كما أوضحت د.فيفان فؤاد، مديرة مشروع تمكين مناهضة ختان الإناث التابع للمجلس القومى للسكان: «القانون مهم جدا فى حالات التوعية، لأنه لو مش موجود الناس كانوا بيقولوا هوّا لو الختان غلط ليه الدولة مش بتمنعوا؟ ليه القانون مش بيجرموا؟ إنفاذ القانون ليس هو الهدف. الهدف هو مجتمع خال من ختان البنات، مجتمع يحترم حقوق المرأة ويعترف بها ككيان مثلها مثل الرجل».

وبمشروع التمكين للمناهضة ضد ختان الإناث بالمجلس القومى للسكان نجد إحصائية المسح الديموجرافى لعام ٢٠١٤، أوضحت أن النسبة المؤيدة للختان قد تقارب الصوت المعارض للختان، كما يوجد تراجع حقيقى فى أعداد الفتيات المختتنات فى الجيل الجديد، فنسبة الختان ٩٢% فى السن ما بين ١٥ - ٤٩ سنة، أى السيدات المتزوجات، أما البنات الصغيرات من سن ١٥ - ١٧ سنة فبنسبة ٦١%، أى تراجعت بعدما كانت ٧٤% فى عام ٢٠٠٨، أى توجد نتائج جيدة وفعالة لحملات التوعية، لكنها تحتاج إلى بذل مجهود أكبر من قِبل الأهالى، وأن أكثر من ٧٥٪ من حالات الختان تتم للفتيات فى سن ٩ - ١٢ سنة هو ١٤٪ للفتيات الأصغر من عمر ٧ سنوات، والنسبة الأقل ٣٪ تتم فى سن ١٣ - ٣٠ سنة.

كما نجحت حملة توعية لأم قامت بعملية الختان لثلاث من بناتها، لكن الرابعة نجت بروحها، مفسرة -الأم-: «أنا ختنت 3 بنات، فى البنت التالتة حصلت مشكلة ونزفت جامد، فى أثناء العملية، والنور قطع على الدكتور وكمّل خياطة ومافيش نور، ولما جه كمّل خياطة عادى ومشينا وكانت هتموت منى، لما عملوا المحضر مارضيتش أقول على اسم الدكتور، أنا خفت، قلت حرام أأذيه، وكان فى ولاد حلال قالوا إنى ماكنتش أعرف وبعدونى عن الموضوع، فبعد اللى شوفته مارضتش أختن الرابعة وماخلتش حد من أحفادى البنات يطهر تانى، كفاية لحد كده».

عمليات ختان الإناث تنتشر فى الريف عن الحضر بنسبة ٣١% إلى ٧٥%، أى كلما زاد وعى وتعليم المرأة قلت عمليات الختان، فليس القانون وحده منوطًا بتوقيف هذه الجريمة بل يوجد الكثير لفعله، كما أوضحت داليا: «موضوع الختان لازم يُواجه مجتمعيا، وعمره ما هيتغير غير لما نغير قناعات الناس فى حقوق البنات الجسدية والجنسية، محتاجين نزوّد دور الرقابة على الوحدات الصحية والعيادات الخارجية اللى بيتم فيها هذه العمليات»، 

فكانت لمبادرة حقوق المرأة اقتراحات توضحها: «مش بس الطبيب يتحاسب، لا دا كمان مدير الوحدة الصحية لو ثبت إنه كان فى عمليات ختان بتحصل وماعملش حاجة عشان يوقفها، إعفاء الأهالى من العقاب لو بلغوا عن الدكتور»، كما صرحت بأن هذا القانون دوره هامشى جدا فى عملية الختان، فلا يمكن تغيير عادة مجتمعية فقط بالقانون، بل تحتاج إلى مقاومة مجتمعية بشكل كبير جدا، كما تحتاج الدولة إلى إدخال التثقيف الجنسى فى المدارس، كما أن الدولة ماحبستش الدكتور سنتين فأكيد مش هيحبسه خمسة.    

وعلى جانب تداول آراء على السوشيال ميديا عن رأى الشباب فى ختان الإناث، كانت الردود مفعمة بالصدمات القاضية، حيث جاء بعض الردود إيجابيًّا ضد ختان الإناث كمثال: «قال واحد: ختان الإناث ليس له علاقة بالشهوة الجنسية من قريب أو بعيد، ده أى هتش فى الكلتش، ومافيش طبيب يقدر يقول كده». «اللى بيقولوا ختان البنات من الدين ماسألوش نفسهم ليه مصر والسودان والصومال بس اللى بيعملوه وباقى المسلمين لأ؟». 

وحساب آخر أعرب: «الختان لا علاقة له بالشهوة اللى مصدرها العقل مش البظر والعفة، والطهارة أساسها العقل والتربية». وجاءت آراء أخرى تؤيد عمليات ختان الإناث واصفة فى أحد الحسابات الشخصية: «اللى مش عاوز يختن بنته هو حر.. إنتو زعلانين ليه.. بس مايبقاش يزعل أما بنته توصل سن المراهقة ويلاقيها ماشية فى الشارع بلبوص من الشهوة والزنى هيكتر…». وحساب آخر كان رأيه «البنت اللى مش بيتم ختانها بتكون شهوتها عالية.. يعنى إمسك إديها وهيا هتسلملك نفسها بإرادتها...»، وأكثر الآراء الخادشة لعفة البنت، كما أعرب أكثر من حساب: «حلو الختان بدل ماهمّا هايجين على نفسهم كده»، حساب آخر وصف هذه العملية ونتائجها واصفًا «بيهدى شوية بدل ما انتو صعرانين»!!!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل