المحتوى الرئيسى

المسح الشامل ضرورة للقضاء علي فيروس "c"

10/04 10:30

فى مصر، يوجد 15 مليون مريض بفيروس (C) يمثلون 17٪ من إجمالى السكان، منهم 13 مليوناً و50 ألفاً حصلوا على العلاج المجانى فى مستشفيات ومعاهد الكبد على مستوى الجمهورية، تنفق الحكومة عليهم نحو 22 مليار جنيه سنوياً فى 72 مركزاً للعلاج المجانى، ومليون و950 ألف مصاب على قوائم الانتظار، أى خارج المنظومة.. يعنى هناك ما يقرب من مليونى مصرى يفترسهم المرض دون علاج، وهى أرقام تكشف كذب الحكومة ووزارة الصحة التى تدعى أنه لا يوجد أى مريض بفيروس (C) لم يتلق العلاج.. نعم هناك جهد مبذول ولكن من يحملون المرض والآخرين الذين يعتقدون أن المال اللازم للعلاج الفعال أصبحوا أكثر خطراً على المجتمع، خاصة إذا ما علمنا أنه يضاف للمصابين 15 شخصاً سنوياً، أى ينتظر 500 ألف شخص العلاج المجانى فى 72 مركزاً علاجياً، تنفق الحكومة عليهم 22 مليار جنيه سنوياً.

ورغم الأهمية البالغة للصحة، ووعود الرئيس عبدالفتاح السيسى بتحويل حياة كل مرضى فيروس «سى» إلى الأفضل، إلا أن آمال وطموحات المرضى المترددين على المستشفيات والمراكز الكبدية لا تزال حبيسة الروتين والمعاناة من المعاملة غير الآدمية ينتظرون دورهم فى طرقات عيادات المستشفيات لساعات طويلة متحملين عذاب الانتظار.. وآخرون على قوائم الانتظار بالملايين.. يشترون الدواء على نفقتهم الخاصة.

«الوفد» تكشف هنا أوجه الخلل والقصور حتى يمكن تحقيق وعد الرئيس فى اكتشاف المصابين بفيروس «سى» والقضاء على مصدر العدوى نهائياً فى مصر؟!

لم تكن معاناة عم «إبرهيم» التى تختصر مأساة 13 مليوناً و150 ألف شخص هم مرضى فيروس «سى» المسجلين بوزارة الصحة وزوارق اليأس والعجز والدموع التى تنطق بها ملامح تلك الفئة، أثناء جلوسهم فى قاعات الانتظار، متحملين عذاب الحيرة لساعات طويلة، ينتظرون بصيص أمل، فى علاج يخفف عنهم آلامهم المستمرة، رغم أن جميع صورهم تحكى قسوة الظروف، وتجسد مدى المعاناة والآلام بداخل هؤلاء البسطاء.. وما زالت الآمال معلقة فى رعاية صحية وعلاجية مناسبة.. ومعاملة آدمية للجميع.

هذه المطالب جاءت متزامنة مع وعود وتعهدات وزير الصحة الدكتور أحمد عماد بأنه سيبدأ على الفور تطبيق الخطة القومية للكشف المبكر عن المرض عقب احتفالية «يوم الكبد» (29 سبتمبر 2016) وهذه الخطة ستضم جميع العاملين بالأقسام الداخلية بالمستشفيات الحكومية، والعاملين بالقطاع الحكومى، وطلاب الجامعات، والمترددين على بنوك الدم، والمعامل المركزية لاستخراج شهادات السفر للخارج، وأيضاً نزلاء السجون.. فهل وزارة الصحة ستنجح بمرور الوقت فى حل أزمة الفقراء من مرضى الالتهاب الكبدى الوبائى الذى يكلف مصر 22 مليار جنيه لمكافحته وعلاج المصابين به.

الواقع يؤكد أن معظم مستشفيات ومراكز الكبد تعانى من نقص الأطباء والأدوات الطبية والأدوية.. وغياب الصيانة الدورية.

والشواهد تكشف أن كثيراً من المرضى يموتون فى طرقات المشافى الحكومية والمعاهد الطبية، بسبب تعطل الأجهزة الطبية اللازمة للكشف المبكر عن المرض، إضافة إلى نقص الأدوية وارتفاع تكلفة علاج مريض الالتهاب الكبدى الوبائى.

والأكثر دهشة وحزناً أن مصر احتلت المرتبة الأولى عالمياً فى انتظار الفيروس.. فحسب تقديرات وزارة الصحة فإن 17٪ من المصريين مصابون بالالتهاب الكبدى الوبائى، أى يصاب سنوياً 15 مواطناً.. وما خفى كان أعظم.

مؤخراً، قال الدكتور وحيد دوس، رئيس لجنة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة: إن مصر تعالج 500 ألف مريض سنوياً، منهم حوالى 250 ألف مريض من خلال منظومة العلاج المجانى فى لجنة الفيروسات الكبدية، وما يقرب من 150 ألف مريض فى هيئة التأمين الصحى، مؤكداً أن القضاء على المرض يحتاج من 8 إلى 10 سنوات فقط، بالتحديد فى عام 2020.

وطبقاً لدراسة علمية حديثة أعدها د. هومى رزافى، الباحث بمركز تحليل الأمراض بكلورادو بالولايات المتحدة، واعتمدت على تكلفة الخدمات الطبية لمريض الفيروس بمعهد الكبد فى المنوفية، أكدت أن مصر تتكبد 22 مليار جنيه سنوياً، بخلاف الخسائر الاقتصادية الناجمة من إصابة نحو 15 مليون مصاب بفيروس «سى».

رصدت عدسة «الوفد» حالات متنوعة للمرضى المترددين على المعهد القومى للكبد والأمراض المتوطنة لتقترب أكثر من الصورة ونعرف ماذا يحدث معهم، وماذا ينتظرهم من مصير علاجهم على نفقة الدولة فى إطار الخطة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية.

على مجاهد -على المعاش- يعول 3 أبناء، يقول: ما نريده هو الاهتمام بالأوضاع الصحية والعلاجية لمرضى فيروس «سى» المعذبين فى كل مستشفيات ومراكز الكبد، لكونه أصبح أمرًا حتميًا، ونراه البداية السليمة لإحداث تغييرات جذرية فى تقديم الرعاية الصحية والعلاجية المناسبة للجميع.

«الحياة أصبحت مستحيلة ولا تطاق، فالمستشفى هو أملنا الوحيد للشفاء من المرض الخطير.. هكذا قال المريض عبدالرحمن سلامة، البالغ من العمر 27 عاماً، «عامل معمار»، من منطقة صفط اللبن بمحافظة الجيزة.

وأضاف: لم تمكنني ظروفى المادية الصعبة من توفير نفقات العلاج المكلفة، فى ظل غلاء المعيشة، ونار الأسعار، خاصة أنا أعول 4 أخوات منهم بنتان متزوجتان ولدى كل منهما ظروفها الصعبة، ونحن «على أد الحال»، وبنقول: «يا رب دبرها».. فأنا مريض بفيروس «سى» منذ 3 أعوام.. ومن قلة المال لا أستطيع شراء الأدوية الضرورية، فالمسئولون السابقون تجاهلونى، لكننا نأمل فى الاستقرار الدوائى حتى إتمام مرحلة الشفاء، وهو المطلب الوحيد لمرضى الكبد.

ومن مؤسسة الزكاة، جاء المريض بدر عبدالحافظ «68 عاماً»، بحثاً عن العلاج المجانى، فهو يعانى من ورم بالكبد، منذ 3 سنوات و3 أشهر، إلا أنه تحمل الكثير من المصاريف بالعيادات الخاصة، سواء للكشف أو لعمل أشعات، لذا توجه إلى المعهد القومى للكبد والأمراض المتوطنة، للحصول على العلاج المجانى.

وروى المريض «بدر» حكاياته المؤلمة، قائلاً: انتظرت فى السابق لمدة 6 أشهر قمت خلالها بالذهاب أكثر من 20 مرة للمعهد، ورغم ما أعانيه من الإجراءات الطويلة ومشقة الانتظار، لكننى أشعر بأن الوضع الصحى تحسن قليلاً عما كان.. والعلاج أصبح متوافراً بصيدلية المستشفى للمواطن الفقير، حيث يُصرف كل 20 فى الشهر داخل معهد الكبد.

من محافظة المنيا، حضر إبراهيم سعد، 68 عاماً، ويعانى من تليف بالكبد وتضخم بالطحال وارتفاع ضغط الدم وضعف البصر، من أجل الحصول على الأدوية المنقذة للحياة.

ويقول «إبراهيم» بأسى شدي: لا يمكننى تحمل أغلب نفقات الدواء كونه يباع بأسعار مرتفعة للغاية، حيث أتوجه بشكل منتظم إلى المعهد القومى للكبد، لإجراء الكشف الطبى والتحاليل اللازمة قبل أخذ الدواء الجديد، لكننى لم أستطع تحمل مشقة الانتظار لساعات طويلة حتى تأتى الساعة الثانية ظهراً حتى أحصل على الدواء، وعند سؤال الموظفين فى الصيدلية يقولون: «اصبروا شوية.. هنعملكوا إيه.. الدواء موجود.. واحمدوا ربنا»، وهذا الوضع السيئ لا يتلاءم مع أحوالنا الصحية المتدهورة.. لذا نطالب وزارة الصحة بعدم التأخر فى صرف الأدوية اللازمة لمرضى الكبد، وإيجاد حل نهائى لمشكلتنا الصحية.

حكى صابر على، 38 عاماً، عن معاناته مع المرض منذ 4 أشهر.. وعيناه تفيضان بالدموع، قائلاً: إن ثمن علبة السوفالدى المصرى بالصيدليات الخارجية يبلغ نحو 1400 جنيه للشهر الواحد، والمستورد «يخرب البيوت» بـ14 ألف جنيه، وعلى هؤلاء المرضى أن يتناولوا هذا النوع من الدواء حتى الشفاء. متسائلاً: كيف أستطيع أن أنفق على أبنائى الخمسة ومنهم 3 مرضى بالفيروس «سى»، وزوجتى مريضة بالقلب، وأوفر لها أيضاً الرعاية الصحية والعلاجية على حسابى الخاص، وأنا عامل بسيط، ودخلى اليومى لا يزيد على 100 جنيه، ولكن «هنجيب منين»؟!.. هذا المبلغ المرتفع.

ويتدخل معه فى الحديث، سليمان مرقص، 63 عاماً، أب لـ«4 أبناء»، ومقيم فى منطقة المرج الجديدة، يقول: نحن نريد الرأفة من أصحاب القلوب الرحيمة والضمائر الصاحية لكى توفر لنا الدواء، لأن ما يحزننا كثيراً أننا ذقنا المرار مع المرض، وسلكنا كل الطرق وطرقنا كل الأبواب، أملاً فى الحصول على العلاج المجانى.

وأضاف: عندما توجهنا إلى معهد الكبد.. قالوا لنا: «نحن نعطى العلاج للمحتاج بالفعل، بعد تسجيل أسمائهم ضمن المرضى المسجلين لدى وزارة الصحة، وبعد ذلك نستقبل الحالات المحولة إلينا، لإجراء الكشف الطبى، والفحوصات اللازمة عليها.. فأنا مريض بفيروس «سى» منذ 9 أشهر، ولكن بعد مرور 6 أشهر، حصلت على العلاج اللازم، وأتمنى سرعة الإجراءات فى هذا الشأن، تخفيفاً من معاناة المرض.

ثم صمت للحظات وعاد.. قائلاً: نحن فقراء.. ولم نر تعاطفاً من أى مسئول يمد يده ليساعدنا فى شىء.. فماذا نفعل؟!

الدكتور محمد صالح، استشارى الجهاز الهضمى والكبد، نائب مدير معهد الكبد والأمراض المتوطنة، يقول: إن المعهد يعد من أكبر المراكز الطبية المتخصصة فى علاج الكبد وفيروس «سى»، ولكن انخفضت أعداد المصابين لتتراوح من 150 إلى 200 حالة يومياً، مؤكداً أن باكورة أدوية الالتهاب الكبدى الجديدة مثل (سوفالدى أو هارفونى) تصرف للمرضى المسجلة أسماؤهم إلكترونياً لدى وزارة الصحة بصفة منتظمة من سبتمبر 2014 حتى الآن، خاصة أن نتائج المرضى تؤكد دائماً تحسن نسبتهم يوماً بعد يوم.

وأوضح: أن الطريقة الوحيدة الناجحة لتشخيص الالتهاب الكبدى تتطلب عمل تحليل دم للشخص المشتبه بوجود المرض لديه، أولاً بإجراء الفحص الذى يعرف بتحليل الأجسام المضادة، وثانياً الفحص المسمى بتحليل الحامض النووى (آر إن إيه) لفيروس «سى» أو ما يسمى بتحاليل إنزيمات الكبد، لاكتشاف وجوده من عدمه لدى المفحوص، وذلك قبل تحديد نوعية الدواء اللازم لذلك، حتى يمكن للمتخصصين فى هذا الشأن مواجهة هذا الفيروس، وتتم متابعة المريض بالتحليلات.

وأكد -نائب مدير معهد الكبد- أن الانتكاسة التى تحدث بعودة فيروس «سى» مرة أخرى شىء متعارف عليه عالمياً وموجود فى البروتوكولات الطبية وفقاً لنوع العلاج المتبع مع المريض، ولكن لم يشهد أى شكاوى داخل المعهد، وجميع الأطباء مع أطقم التمريض بالعيادات داخل المستشفى تعمل بشكل طبيعى ومنتظم فى تقديم خدماتهم الصحية المتميزة لمرضى الفيروس، وصرف الأدوية المخصصة لفيروس «سى» التى تصل نسبة التعافى بها إلى 90٪، والبعض الآخر تصل نسبة التعافى بها إلى 95٪، وأن مدة العلاج من 3 إلى 6 أشهر، وهذا إنجاز كبير، فى ظل إقبال العديد من المرضى للحصول على العلاج.

تؤكد الدكتورة كوكا سعد الدين، أستاذ أمراض الفيروسات والمناعة بجامعة الأزهر، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية: خطورة وصول الفيروس لـ15 مليون مصرى، أن بمعدل 17٪ من السكان فى شتى المحافظات، وأن الإصابة بفيروس «سى» تسبب الوفاة لأكثر من 15 حالة سنوياً.

وأضافت -عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية- أنه يتم صرف العلاج لكل مريض جديد يقوم بالتسجيل على الشبكة الإلكترونية للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية دون قوائم انتظار، كما يتم الاتفاق بشكل رسمى مع عدد من المعامل الكبرى على تخفيض أسعارها مراعاة للحالة الاجتماعية والاقتصادية للمرضى، كما زادت أعداد مراكز العلاج بالمحافظات لـ72 مركزاً علاجياً.

وأوضحت أنه تم علاج 40٪ من المصابين بمراكز الكبد والعلاج على نفقة الدولة بسوفالدى مع الدكلانزا + الريبافيرين، لمدة 6 أشهر، وأن 25٪ من المصابين بالفيروس يشفون تماماً بفعل الأجسام المضادة فى الدم، كما أن عدد المسجلين حتى الآن من المستفيدين بالتأمين الصحى هم 1800 مريض، ويتم علاجهم من خلال 8 مراكز طبية.

وأشارت إلى أن تكلفة علاج مريض فيروس سى داخل وزارة الصحة بأقراص سوفالدى وهرفونى تصل إلى 20 ألف جنيه سنوياً، بينما يختلف الوضع فى دول العالم فتصل تكلفة علاج المريض الأجنبى لـ200 ألف جنيه.

ونوهت -عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية- إلى ضرورة تثقيف المرضى حول أهمية النظام الغذائى، خاصة أن الدراسات والأبحاث الطبية أثبتت دوره المهم فى الوقاية من المرض، كما أن التشخيص المبكر يوفر أفضل فرصة للحصول على الدعم الطبى الفعال، حيث إن عدوى فيروس التهاب الكبد الفيروسى «سى» لأنه ينتشر بطرق كثيرة، حيث يمكن أن ينتقل هذا الفيروس عن طريق الممارسات الخاطئة من قبل بعض المراكز الطبية أو عينات الدم، ومن الأم الحامل المصابة إلى الطفل الجنين، وهو ما يشكل مشكلة صحية رئيسية فى مصر، تضاف إلى مشاكل نقص الأطباء والمعدات الطبية والأدوية وتدنى أجور العاملين، بالإضافة إلى عدم إجراء صيانة للأجهزة الطبية، لافتة إلى أن وقت شفاء المريض يتوقف على عدد الفيروسات وطبيعة الوظائف الحيوية وكيمياء دم المريض.

وقالت: فحص التهاب الكبد الفيروسى «سى» يتم عن طريق الدم، للكشف عن وجود أجسام مضادة باستخدام إنزيم مقايسة مناعية، لتحديد شدة الحالة.. فإذا كانت اللطخة المناعية إيجابية، فهذا يعنى أن الشخص كان مصاباً فى السابق، ولكنه شفى منها سواء بالعلاج أو بشكل تلقائى، وإذا كانت اللطخة المناعية سلبية، فهذا يعنى أن المقايسة المناعية خاطئة، ويستغرق هذا الأمر من ستة إلى ثمانية أسابيع.

الدكتور سمير قابيل، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمى والأمراض المعدية، رئيس الجمعية المصرية المركزية لأمراض الجهاز الهضمى والكبد والأمراض المعدية، قال: إن الالتهاب الكبدى «سى» مرض معدٍ يؤثر بشكل رئيسى على كبد المصريين، ويؤدى إلى ظهور ندوبات فى هذا الجزء المهم من الجسم، وبعد عدة أعوام قد تؤدى إلى التشمع، أو التليف فى بعض الحالات، والفشل الكبدى، أو سرطان الكبد، أو ظهور أوردة شديدة التورم فى المرىء والمعدة، مما يتسبب فى حدوث نزيف شديد يؤدى إلى الوفاة.

وأضاف -أستاذ أمراض الكبد- تحدث العدوى بفيروس «سى» بشكل أساسى، من خلال اختلاط الدم بسبب حقن العقاقير فى الوريد بنسبة تبلغ 60-80٪، والمعدات الجراحية غير المعقمة فى عيادات الأسنان وعمليات نقل الدم ونقل الأعضاء وثقب الجسم ورسوم الوشم الكبيرة، كما تعتبر المعايير المتدنية لتعقيم الوحدات الطبية ووحدات الأسنان وتلوث أدوات العناية الذاتية كأمواسى الحلاقة وفرش الأسنان والأدوات الطبية، وأدوات العناية باليدين والقدمين، التى يمكن أن تكون على تماس مع الدم، وأيضاً «الداية»، بينما يقدر عدد المصابين بهذا الفيروس فى العالم بحوالى 185 مليون شخص، يموت منهم 350 ألف حالة وفاة كل عام.

وأوضح -أستاذ أمراض الكبد- أن الالتهاب الكبدى قد يسبب أعراضاً حادة فى 15٪ فقط من الحالات، وتكون الأعراض غير حادة ومبهمة، وتشمل نقص الشهية والإرهاق والغثيان وأوجاع العضلات أو المفاصل ونقص الوزن، ويتطور الأمر لدى 80٪ من المصابين بالفيروس إلى عدوى مزمنة، وأغلبهم يعانون من أعراض بسيطة أو لا يعانون من أى أعراض خلال العقود الأولى من العدوى، بالرغم من أن الالتهاب الكبدى المزمن قد يقترن بالإرهاق، ويعتبر الالتهاب الكبدى هو السبب الرئيسى فى سرطان الكبد، وهناك ما بين 10-30٪ من المصابين لمدة تزيد على 30 سنة ينتهى بهم الحال إلى السرطان الكبدى، والتشمع أكثر انتشاراً لدى المصابين بفيروس الالتهاب الكبدى الوبائى «ب»، أو فيروس نقص المناعة ومدمنى الكحول، وهؤلاء المرضى يواجهون خطر الإصابة بسرطان الكبد بمعدل عشرين مرة أكثر من غيرهم، أى بمعدل 1 - 3٪ سنوياً، وبالنسبة لمدمنى الكحول يتضاعف الخطر 100 مرة والالتهاب الكبدى هو السبب وراء 27٪ من حالات التشمع و25٪ من حالات سرطان الكبد، كما أنه قد يؤدى تشمع الكبد إلى ارتفاع ضغط الدم فى الأوردة التى تصل إلى الكبد، وتجمع السوائل فى الصدر، وسهولة الإصابة بالكدمات أو النزف، وتضخم الأوردة خاصة فى المعدة والمرىء واليرقان (اصفرار الجلد) وتلف المخ، كما يقترن أيضاً الالتهاب الكبدى «سى» فى حالات نادرة بمتلازمة باضطراب مناعى ذاتى، وعدد صفيحات دم أقل من المعدل الطبيعى، وأمراض جلدية مزمنة والسكرى.

وأشار إلى ضرورة توعية الأصحاء وتعريفهم بكيفية تجنب الإصابة بعدوى الفيروسات الكبدية.

ولذلك -والكلام للدكتور «قابيل- إن هذا النوع الفيروسى المزمن يعالج فى مراكز الكبد وأقسام الجهاز الهضمى والكبدى بالمستشفيات الجامعية ومعاهد الكبد ويأخذ المريض أدوية «سوفالدى» أو العقار «هرفونى» المركب وهما متوافران على حساب الدولة للمرضى، لكن علاجه مكلف، حيث يصل يتراوح من 10 آلاف إلى 20 ألف جنيه سنوياً للمريض الواحد، لافتاً إلى أنه يوجد بمصر من 6 إلى 15 مليون مريض بفيروس «سى» يمثلون 17٪ من عدد السكان، كما يصاب سنوياً أكثر من 15 شخصاً بالفيروس نتيجة العدوى عن طريق السلوكيات الطبية والحياتية وعدم الاكتشاف المبكر للمرض الذى تم التعرف عليه منذ عام 1990.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل