المحتوى الرئيسى

علمته النساء وحاول الصوفيون قتله| السيوطي.. إمام العلماء الذي اخترق «عالم الجنس»

10/03 22:18

"جلال الدين السيوطي"، عالم جليل تخصص في علوم الدين، ونشأ لأحد العلماء الصالحين، فتعلم على يده أصول الدين، وورث عنه المكانة الرفيعة في العلم، ورغم أن والده رحل في السادسة من عمره؛ فإنه واظب على التعلم وحفظ القرآن الكريم، وهو في الثامنة فقط من عمره، وكان في هذه السن الصغيرة محل تقدير من كبار علماء عصره.

ولد جلال الدين السيوطي، الملقب بـ"إمام العلماء"، في عام 1445، ودرس الحديث وتفرغ للعبادة والتأليف، وتأثر بكبار علماء عصره، مثل "تقي الدين الشبلي" و"العز الحنبلي" و"المرزباني" وغيرهم، ويقال إنه أخذ علم الحديث فقط عن 150 شيخًا، كما درس الفقه والنحو، حتى ألف كتابه الأول وهو في السابعة عشرة من عمره، وحمل الكتاب اسم "شرح الاستعاذة والبسملة".

تميّز جلال الدين السيوطي عن غيره من علماء عصره بالانفتاح، حتى يقال إنه تلقى العلم من النساء العالمات أيضًا، ولم يقتصر معلموه على الرجال، ومنهن "آسية بنت جار الله بن صالح"، "كمالية بنت محمد الهاشمية" و"أم هانئ بنت أبي الحسن الهرويني"، و"أم الفضل بنت محمد المقدسي"، وغيرها.

يقال عن العالم جلال الدين السيوطي إنه كان كثير الرحلات بغرض التعلم، فكان يسافر في رحلات علمية للقاء كبار العلماء داخل مصر، كما سافر أيضًا إلى المغرب والهند واليمن وبلاد الشام وغيرها لتزداد معرفته وإتقانه لعلوم الحديث والفقه.

قال السيوطي عن نفسه: "رُزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والبديع"، وتبحرّ السيوطي أيضًا في علم الجدل والطب؛ إلا أنه لم يتجول في علمي الحساب والمنطق، ونظرًا لعلمه الواسع عيّن مدرسًا للفقه بالمدرسة الشيخونية.

وعلى ما يبدو أن السيوطي لم يكن يتفق مع الأفكار الصوفية، فعندما تولى مشيخة الخانقاه البيبرسية، والتي كانت تمتلئ برجال الصوفية، نشأ خلاف بينه وبين المتصوفة، وكادوا يقتلوه، وعندها قرر ترك المشيخة واعتزال الناس والتفرغ للتأليف والعبادة.

في الحقيقة لم يكن قرار السيوطي بالابتعاد عن الناس نابعًا من خلافه مع الصوفية فقط؛ إنما دخل في خلافات مع عدد من العلماء، حتى إن العالم شمس الدين السخاوي اتهمه بسرقة بعض مؤلفاته، واتهمه كذلك بسرقة الكتب القديمة مجهولة المصدر ونسبها لنفسه، ولكن السيوطي دافع عن نفسه في رسالة "مقامة الكاوي في الرد على السخاوي"، ثم اعتزل الإفتاء والتدريس والحياة العامة في الأربعين من عمره وألف رسالة "المقامة اللؤلؤية" ورسالة "التنفيس في الاعتذار عن ترك الإفتاء والتدريس"، وعلى ما يبدو أن "السيوطي" كان مولعًا بالسجع في اختيار أسماء مؤلفاته.

وصل رصيد السيوطي من المؤلفات إلى أكثر من 500 كتاب، ويقال إن سن السيوطي لو وُزعت على الأوراق التي كتبها، لوصل عدد كتاباته في اليوم الواحد إلى 40 ورقة، وتنوعت مؤلفاته بين الحديث والتفسير والفقه والتاريخ ومن مؤلفاته: "الإكليل في استنباط التنزيل"، و"إسعاف المبطأ في رجال الموطأ" و"الحاوي في الفتاوي" و"الشماريخ في علم التاريخ".

تميّز العالم جلال الدين السيوطي بمؤلفاته في الثقافة الجنسية، وكان ذلك، وما زال، يعرضه للانتقاد، حيث احتوت بعض مؤلفاته على كلمات وصفها البعض بـ"الابتذال"، وله أربعة كتب شهيرة، تناولت الثقافة الجنسية، وهي: "نواضر الأيك في معرفة...."، و"الوشاح في فوائد النكاح" و"رشف الزلال من السحر الحلال" و"شقائق الأترج فى رقائق الغنج".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل