المحتوى الرئيسى

«أحمد».. مظلوم فى بلد النبى

10/03 21:00

«يارب الملك سلمان ينقذ بابا أحمد».. هذه هى الجملة الوحيدة التى تنطقها بوضوح «منة الله» ابنة الثلاثة أعوام، وما دون هذه الجملة لا يمكن أن تفهم من كلام الصغيرة كلمة أو جملة مفيدة.. والملك سلمان الذى تقصده هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

و«منة الله» تنطق جملتها الوحيدة بوضوح، من كثرة ما سمعتها من جدتها التى لا تتوقف عن الدعاء لابنها «أحمد» الغائب فى ارض النبى محمد صلى الله عليه وسلم- حسب قول السيدة السبعينية- والتى يكاد بكاؤها المتواصل أن يذهب بنور بصرها، حزنا على أكبر أبنائها الذى سافر للسعودية قبل نحو 3 سنوات، حاملا معه أمل 12 شخصا هم أشقاؤه السبعة ووالدته المسنة وأبناؤه الثلاث الصغار وزوجته.. ولكن هناك كان على موعد مع القدر.

سافر «أحمد» للعمل فى إحدى شركات بن لادن، فى منتصف عام 2013 وكان كل ما يحصل عليه كراتب يجمعه «ريال» فوق «ريال»، و«هلله» فوق «هلله» ليوفر لأسرته الكبيرة هنا فى مصر ما يعينها على نوائب الزمن.

ولكن الرياح تأتى دوما بما لا تشتهى السفن، تعرضت شركة بن لادن لهزة اقتصادية عنيفة، وتوقف صرف رواتب العاملين فيها لعدة شهور، فلم يجد «أحمد» بدا عن البحث عن عمل آخر، ونصحه ضابط سعودى اسمه صالح السلومى يحمل رتبة  رائد، بأن يقدم  طلب وظيفة  فى مكتب الأمير بندر بن خالد بن عبدالعزيز، وبعد أيام تلقى اتصالا تليفونيا، وقال مهاتفه إنه تمت الموافقة على طلبه وسيتم إلحاقه للعمل كمندوب بيع شقق سكنية، فى احدى الشركات التابعة للأمير بندر والتى يديرها فهد بن محمد عبدالرحمن الراجحى.

 لم يكذب الشاب المصرى ابن منطقة المطرية، خبرا وهتف وهو يبكى بدموع الفرح «يا بركة دعاكى يا أمى» وفى الصباح توجه لمقر عمله الجديد، وعمل كمندوب بيع شقق فى عدد من العقارات التى شيدتها الشركة.

وبعد 17 يوما فقط من العمل وقعت الواقعة.. فوجئ «أحمد» بإلقاء القبض عليه.. سأل مندهشا: «هو أنا عملت إيه؟!.. جاءته الإجابة: أنت نصاب وتعمل  مع النصاب خالد الرشيدى».. صعقته الإجابة، فقال: «أنا معرفش حد بالاسم ده».. وتابع صارخا «أنا أعمل مع فهد الراجحى فى شركة تابعة لسمو الأمير بندر بن خالد، فجاءته صاعقة أخرى بأن الأمير ليس له علاقة بالشركة من قريب أو بعيد وأنه «فهد الراجحى» اسم مستعار، وأن من يحمل هذا الاسم هو فى الحقيقة نصاب واسمه خالد الرشيدى.

وهكذا وجد «أحمد» نفسه حبيسا داخل قسم السلامة بمدينة جدة، وأن هناك 42 قضية نصب متهم فيها «الرشيدى»، كلها تدور فى فلك تأجير شقق سكنية لمواطنين رغم أن تلك الشقق مملوكة أساسا لأشخاص آخرين!.. وفى قسم الشرطة قال إنه مجرد عامل فى الشركة وأنه التحق بالعمل فيها منذ 17 يوما فقط، ولكنه ظل رهن الحبس لحوالى 3 شهور، حتى تم القبض على «الرشيدى»، الذى اعترف بأن «أحمد» برىء ولا يدرى شيئا عما  كانت تفعله الشركة.

العقل والمنطق والعدل يقولون إن اعتراف «الرشيدى» ببراءة «أحمد» كانت كفيلة بإطلاق سراحه فورا، ولكن ما حدث كان غير ذلك.. تم نقله من سجن قسم السلامة إلى سجن بريمان فى جدة.. حدث هذا قبل 7 شهور من الآن.. وحتى كتابة هذه السطور لا يعرف أحد عنه شيئا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل