المحتوى الرئيسى

مـاذا وراء موقـف الراعـي الصـارخ مـن الســلة ورد بـري؟

10/03 16:28

انحرفت الاضواء السياسية المسلطة على الملف الرئاسي منذ عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت من محور حراكه في اتجاه القيادات السياسية الذي اوحى بقرب نضوج الحل، الى محور سجال عنيف بين بكركي وعين التينة، فجره موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد برفضه السلة التي اكد عليها بري كممر الزامي للرئاسة، معتبرا انها مسّ بكرامة المرشح واختزال للدستور والميثاق.

وسرعان ما جاء الرد القاسي على لسان بري مباشرة مؤكدا ان التاريخ سيحكم بين سلة افكاره وسلة الاشخاص التي اقترحها البطريرك.

امام هذا المشهد الذي سرعان ما تفاعل في الاوساط السياسية واستدعى موجة من الردود، تقول مصادر مسيحية في فريق 14 آذار ان “سياسة الصيف والشتاء” لا يمكن ان تبقى قائمة في لبنان، وفي كل مرة يراد فيها انتخاب رئيس وتقترب “اللقمة من الفم” تعلو أصوات سائر القيادات، واضعة رزماً من المطالب والشروط وخصوصا من اقطاب فريق 8 آذار الذين يتحكمون باللعبة السياسية ويسهمون في شكل اساسي في عرقلة الانتخابات الرئاسية، مباشرة بمقاطعة نوابهم جلسات الانتخاب او غير مباشرة بايفاد بعضهم “كتلة التنمية والتحرير” مع ضمانة عدم توافر النصاب من خلال مقاطعة سائر نواب 8 آذار.

وعزت تمسك بري بسلته الى ما وصفته برفض مطلق من “الثنائية الشيعية” لعودة المعادلة السنية- المسيحية التي لطالما ارتكز اليها الحكم في لبنان، لا سيما بعدما تقدمت الامور في اتجاه التقاء سني –ماروني، اولا مع ترشيح الرئيس الحريري النائب سليمان فرنجية، ثم ولما ثبت عقم المبادرة، مع اقتراب الحريري من مربع ترشيح عون الذي إن شق طريقه نحو التبني سيكرّس نهائيا عودة المعادلة المذكورة.

وتشير المصادر الى ان “الثنائية الشيعية” ولضمان حقوقها ومكتسباتها التي حصّلتها طوال الفترة الاخيرة، تسعى الى نقل المعادلة من سنية –مارونية الى أخرى تشارك فيها كافة المكونات ويكون للطرف الشيعي الحصة الوازنة فيها بحيث لا يعود لرئيس الحكومة الحرية المطلقة في السراي بل يتم وضع ضوابط لادائه، مستشهدة في هذا المضمار بما اعتبرته “نقزة” حزب الله من تحالف معراب الذي عزز القوة المسيحية على مستويي القيادة والشارع وأوحى بامكان افشال مشروع “السطوة” على الحكم الذي يتطلع اليه. أما اذا فشلت المحاولة، وسُدت دروب “المعادلة الحلم” فلا مفر من العودة الى المثالثة التي لا يتوانى بعض اطراف 8 آذار عن التذكير بها من حين الى آخر.

كل ذلك، تؤكد المصادر، يهدف الى ضمان حفظ موقع ودور حزب الله مستقبلا، فلا يُسأل عن سلاحه ولا عما كان يفعل في سوريا وسائر الدول التي حضر فيها عسكريا، اثر عودته الى الداخل، ولا تتكرر “التجربة المريرة” مع الرئيس ميشال سليمان الذي يرى الحزب انه انقلب عليه وصولا الى وصف معادلته الذهبية بـ”الخشبية”.

من هنا، تلفت الى ان البطريرك الماروني ربما استشعر او وصلت اليه رسائل معينة مما يجري نسجه لتكبيل الرئيس المسيحي، خصوصا بعدما تردد ان حزب الله يرفع فيتوات في وجه تعيين شخصية قواتية في وزارات الداخلية والدفاع والمالية وفي قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان ومدعي عام التمييز، توازيا مع معلومات عن ان الرئيس بري يريد حقيبتي المالية والطاقة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل