المحتوى الرئيسى

ألمانيا - لاجئون عرب يساهمون في خلق فرص عمل رغم الصعوبات

10/03 16:15

يعيش السيد مروان جديني منذ حوالي سنة ونيف في برلين. هروبه من سوريا، كما يقول، هو هروب من ويلات الحرب والرعب والدمار التي يحياها المواطن السوري في بلاده.

فكرة هروب مروان وقراره بالرحيل عن الوطن والابتعاد عن الأهل، لم تكن بالأمر الهين، كما يقول، ثم يضيف بحسرة: "لم أفكر قط في الرحيل عن وطني وأهلي، إلا أن الواقع المر هو الذي أجبرني على الرحيل من أجل حياة آمنة ومستقرة بعيدا عن شبح الموت".

من جهته يحكي لنا السيد جنين وهو دمشقي في عمر الكهولة، أنه ينتمي إلى شريحة اجتماعية متوسطة في بلاده سوريا. فقد كان يعمل موظفا في إدارة سورية ولم يكن يطمع  يوما ما في الحصول على مساعدات اجتماعية ،كما يؤكد ويضيف: "لقد جمعت مبلغا لابأس به من المال- من هنا وهناك ومن أصدقائي - وفكرت في فتح  مطعم سوري". كان يتحدث إلينا بحماسة كيف دخل في مغامرة جديدة  لم يكن يعرفها  من قبل في بلد الغربة، حيث تختلف الأذواق والقوانين والتعامل مع الإدارة الألمانية.   كان يقص علينا مغامرته والابتسامة لم تفارق محياه. وكان ينظر بين الحين والآخر إلينا أو إلى الزبائن أو إلى إبنه الذي كان يقوم بتلبية طلبات الزبائن.  

قصة السيد عدنان الأسمري  القادم من الشمال العراقي والذي يقيم في برلين منذ أزيد من ثلاث سنوات، تختلف تماما عن قصة ومغامرات صاحب المطعم السوري.

لسيد مروان جدين، صاحب المطعم ،حصل على الاستشارة والدعم المعنوي من مكتب العمل في المنطقة التي يقيم فيها.

 كان السيد عدنان تاجرا كبيرا في العراق وكان نشاطه التجاري  يتمثل في البيع بالجملة للأجهزة المنزلية الإلكترونية بمختلف أنواعها . لقد كان نشاطه يقتصر بالدرجة الأولى على المنطقة الكردية الآمنة كما يقول. ينتمي هذا الأخير إلى فئة اجتماعية ثرية نسبيا في وطنه. الوضع الأمني الهش في العراق دفع بالسيد عدنان البالغ من العمر 43 ربيعا للفرار من هول الحرب والبحث عن حياة أفضل له ولأسرته بأربعة أطفال. "بمساعدة أقرباء لي هنا في ألمانيا تمكنت من تحويل أموالي، ثم قمت بإنشاء شركة لتصدير وإيراد الإلكترونيات. أقوم بتصدير البضائع إلى دول أوروبا الشرقية وإلى بعض دول إفريقيا بالتعاون مع  تجار عراقيين متواجدين هنالك في عين المكان." ظل عدنان وفيا لمهنته كتاجر التي ورثها عن والده والتي باتت، كما يقول "مهنة العائلة".  ويؤكد الشاب العراقي عدنان بافتخار أن المجيء إلى ألمانيا لم يكن بهدف البحث عن مساعدات في مكاتب الشؤون الاجتماعية  أوالانتظار في قاعات مكاتب الشغل، ثم مضى يقول:" لا شك أن اللغة الألمانية  مهمة لنجاح أي مشروع. وتساعدني في هذا الغرض موظفتان عربيتان تتقنان اللغة الألمانية"، التي لايتقنها غير أنه يعي أن نجاح كل مشروع تجاري في هذا البلد رهن بمعرفة لغة البلاد.

وقبل إطلاق مشروعه في العاصمة الألمانية وجب عليه الذهاب إلى غرفة الصناعة والتجارة الألمانية في برلين للحصول على الاستشارة القانونية  والخطوات التي يجب اتخاذها  كمواطن أجنبي لاجئ ، قبل المضي في مثل هذه المشاريع.

غرفة التجارة والصناعة الألمانية في برلين

خدمات غرف التجارة الألمانية ومكاتب الشغل 

 كانت تجربة عدنان مع الإدارات المعنية إيجابية جدا ، كما أكد لنا في حواره معنا. ذهبنا إلى مبنى غرفة التجارة والصناعة الألمانية قسم الاستشارة في برلين ، حيث كانت السيدة سوزانا شنايدر في انتظارنا. وهناك علمنا من الموظفة في المؤسسة الاقتصادية الألمانية أن بعض العرب اللاجئين في برلين يأتون  إليها من أجل الاستشارة وهم يريدون دخول السوق الألمانيية بكل شجاعة. وحول الدور الذي تضطلع به  غرفة التجارة والصناعة في هذا الشأن  تقول السيدة شنايدر:" إن نوع الإقامة التي يحصلون عليها من لدن شرطة الأجانب يشكل حافزا لبعث مشاريع اقتصادية . ننصحهم في العمل في القطاعات المطلوبة والناجحة في ألمانيا. غالبية طالبي الإستشارة من من بين العرب يحبذون الدخول في قطاع المطاعم أو التجارة مثل التجارة بالجملة وتجارة السيارات والمواد الغذائية". السيدة شنايدر معجبة بشجاعتهم في نهج مشاريع تجارية وتؤكد على أهمية المعاملات التجارية المضبوطة كعنصر مهم للنجاح في مشارعهم في ألمانيا. 

ا حيث قال لنا في هذا الشأن:" عند الاستشارة بخصوص بعث مشروعي هذا أكدت لهم  أني لا أود أن أكون حملا ثقيلا على المجتمع الألماني، بل عنصرا ناشطا وفاعلا فيه، أقوم بدوري على غرار كل مواطن في هذا البلد"

لقد قدمت الإدارة المعنية كل إمكانيات الدعم له ، كما يقول، وأن مشروعه يتمتع بضمان مادي إن كانت هناك صعوبات مالية في الشهور الأولى وأضاف:" الاستشارة طالت أيضا التعامل مع الإدارات الألمانية المعنية مثل دفع الجبايات  والتعامل مع مستشارين وخبراء ماليين, وضرورة إعلام مكتب العمل بالخطوات التي يمر بها  محلي التجاري كيفما كانت  الظروف لمرافقتي  ودعمي  في مساري هذا."

عند تقديم الاستشارات تؤكد إدارة مكتب التشغيل والغرفة التجارية على أهمية وضرورة تعلم اللغة الألمانية لإنجاح أي مشروع كيفما كان حجمه. ورغم أن السيد عدنان يعيش في ألمانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات إلا أنه لا يزال يواجه صعوبات في الحديث مع زبائنه ، حيث إنه يعتمد كليا  على موظفيه الألمان من خلفية عربية. وبذلك يبقى عامل اللغة تحديا كبيرا بالنسبة للعديد من أرباب العمل الجدد هؤلاء في ألمانيا.

أكدت المستشارة أنغيلا ميركل أنه لن يكون هناك تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين في ألمانيا، وذلك عقب زيارتها لمركز إيواء اللاجئين في مدينة هايدناو بولاية ساكسونيا شرقي ألمانيا، والذي شهد لعمال شغب قبل أيام من اليمين المتطرف.

قوبلت زيارة المستشارة ميركل بصيحات استهجان ومظاهرة ضدها وضد اللاجئين في هايدناو. ورفعت إحدى المتظاهرات لوحة كتبت عليها "خائنة الشعب" موجهة اتهامها للمستشارة ميركل، فيما أصيب العديد من رجال الشرطة في المواجهات وأعمال الشغب في المدينة من قبل اليمين المتطرف.

وزار الرئيس الألماني يواخيم غاوك مركزا آخر لإيواء اللاجئين في برلين. وامتدح غاوك المتطوعين من أجل خدمة اللاجئين قائلا: المتطوعون يريدون إظهار أن هناك ألمانيا براقة تتجلى بسطوع في مواجهة ألمانيا المظلمة، التي نشعر بها عندما نسمع عن هجمات على نزل للاجئين أو حملات معادية للأجانب".

مئات اللاجئين الجدد في انتظار تقديم طلبات اللجوء في أحد مراكز استقبال اللاجئين الجدد في ألمانيا. وتواجه ألمانيا حاليا أكبر موجة لاجئين في تاريخها الحديث، وتوقعت أوساط رسمية ألمانية أن يصل عدد اللاجئين هذا العام إلى 800 ألف شخص.

العدد الكبير المتزايد للاجئين بدأ يشكل تحديا كبيرا أمام الألمان. وبدأت بعض المدن الألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء مؤقتة للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين.

اليمين المتطرف استغل مخاوف بعض الناس من تزايد عدد اللاجئين وبدأ ينظم نفسه في مظاهرات واحتجاجات ضد اللاجئين. فيما ازدادت في الأشهر الأخيرة الاعتداءات على مراكز إيواء اللاجئين وحرقها في ألمانيا.

حذرت منظمات غير حكومية ألمانية من تنامي عنف اليمين المتطرف وتزايد أعمال العنف والكراهية ضد اللاجئين في العامين الأخيرين، وأشارت الأرقام الرسمية إلى تزايد كبير في هذه الأعمال. فيما دعا وزير العدل الألماني هايكو ماس موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لوقف نشر مشاركات مستخدميه ذات المحتويات اليمينية المتطرفة والمليئة بالكراهية والعداء.

أغلب السياسيين الألمان نددوا بأعمال العنف ضد اللاجئين. فيما وصف نائب المستشارة ميركل، زيغمار غابريل، المعتدين بـ"الأوغاد". ومنذ ذلك الحين يتعرض المقر الرئيسي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يتزعمه غابريل، لاعتداءات عنصرية.

تضامن الآلاف من الألمان مع اللاجئين في محنتهم، وتظاهر العديد منهم مرحبين باللاجئين ومنددين بالمظاهرات المضادة التي وصفوها "بالعنصرية". بالإضافة إلى ذلك يعمل آلاف الألمان كمتطوعين دون مقابل مالي في خدمة اللاجئين وفي مختلف المدن.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل