هذا الهاتف أحلم أن أراه

في البداية أنا لا أتحدث في هذا المقال عن أي جهاز موجود فعلاً. لا أتحدث عن آي فون أو عن هاتف أندرويد أو عن ويندوز فون أو المتوفي حديثاً بلاك بيري. أنا فقط تخيلت كيف يمكن أن يكون هاتف المستقبل المثالي بالنسبة لي.  وهذا كان حلمي له.

مع تطور الهواتف بدأنا لأول مرة في التاريخ نجد مقارنات تتم بين أداءها مقارنة مع حواسب شخصية. وكان أشهر مقارنة بين أداء معالج الآي فون 7 مع جميع أجهزة ماك Air. ومن هنا جاءت الفكرة وهو أن يكون الهاتف يعمل بنفس فلسفة الحاسب الشخصي. ولا أقصد هنا ما تسعى الشركات إليه من توفير وظائف “حاسب” للهواتف. لكني أقصد هنا المعنى الحرفي. أن تتعامل مع نظام هاتفك مثلما تفعل مع حاسبك. وأدعوك معي للخيال الآن.

تخيل أنك تشتري هاتف من صناعة سامسونج أو HTC أو سوني أو Mi و LG وغيرهم. وهذا الهاتف ليس عليه نظام تشغيل. نعم! الهاتف يأتي مثل الحاسب الشخصي بدون نظام تشغيل. وبعد شراءه تفتح الهاتف لتجد خيارات أمامك. ما هو نظام التشغيل الذي تريد تحميله؟ هل تريد نظام أندرويد خام من جوجل؟ هل تريد نظام أندرويد سامسونج أم HTC؟ هل تريد تحميل نظام بلاك بيري؟ -بفرض وجوده؟- هل تريد نظام ويندوز مثلاً؟ نظام أندرويد كثيف التعديل مثل أمازون Fire؟

فكما نفعل في الحاسب الشخصي بعد شراءه نقوم بتوصيل DVD أو Flash وتحميل ويندوز 7-8-10 أو أوبنتو. سيكون الأمر بنفس الفلسفة الآن في هاتفك. وسيكون دور الشركة المصنعة هو وضع تطبيق تحميل الأنظمة فقط وكذلك “تعريفات” العتاد الخاص بها كما في الحاسب.

الآن أصبحت أنظمة التشغيل الرئيسية تدعم 64bit وبالتالي تدعم تشغيل ذاكرة تزيد عن 4 جيجا وبالفعل رأينا العديد من الهواتف وأشهرها OnePlus 3 يعمل بذاكرة 6 جيجا. وربما قريباً نرى 8 جيجا. كما أصبح شائعات أن تجد سعة تخزينية 64 جيجا بل 128 و 256 جيجا. أي أنه من ناحية العتاد فالهواتف تعمل بمعالج وذاكرة وسعة تخزينية وأحياناً محرك رسوميات ينافس ويتفوق على الحواسب التقليدية. فلن يكون تحميل أي نظام عائقاً.

في مقالنا لماذا لا تنجح الأفكار الرائعة تحدثنا عن أن أي فكرة لابد أن تحصل على تبني من شركات عملاقة كي تعيش. لذا دعونا نفكر ما العائد للشركات وكذلك المستخدم؟

جوجل: ستكون هذه الأجهزة بمثابة حلم جوجل، الشركة التي تعاني من تشتت مستخدمي أنظمتها ستجد الحل السحري. يستطيع أي شخص تحميل النسخة الخام والتي تشتهر بالتحديثات الرسمية السريعة وكذلك الأداء المرتفع.

مايكروسوفت: تنفق مايكروسوفت مليارات الدولارات من أجل إقناع مستخدمي الهواتف بتجربة نظام ويندوز. الآن سيكون لديها هاتف سحري، كل ما تريده فقط هو أن تقول للمستخدم “لماذا لا تجرب ويندوز فون؟ أنت لا تحتاج لشراء هاتف جديد بل تستطيع تجربته الآن على جهازك” أن تقنع شخص بدفع آلاف في شراء هاتف جديد ستكون الدعايا فقط هى “قم بتوصيل جهازك بالإنترنت وحمل نظامنا”. وبالطبع ستدعم هذه الأجهزة إمكانية تشغيل أكثر من نظام.

شركات الهواتف: كم شخص سمعته يقول لك أحب أجهزة سامسونج مثلاً لكن نسخة الأندرويد الخاصه بها سيئة حيث تكون بطيئة مع الوقت. أو تسمع آخر يقول لك أتمنى أن أجد هاتف HTC لكنه يعمل بنظام أندرويد MIUI الخاص بشاومي مثلاً. هذه مشكلة أساسية لدى الشركات وهى أنها شركات “عتاد” لذا فخبرتها في تعديل الأندرويد ليست مثل خبرتهم في تصنيع الأجهزة نفسها. فتكون النتيجة أنك تجد هاتف ذو تصميم رائع وعتاد مثالي لكن نظام التشغيل به الكثير من المشاكل. هذه الفكرة ستكون الحل. الآن ستتصارع شركات الهواتف في مجالها وهو “العتاد” وإذا لم يعجب المستخدم نظام تشغيلهم يستطيع تغييره. فشركة سوني مثلاً تريدك أن تشتري الهاتف، تستخدمه أندرويد أو تستخدمه كاميرا أو حتى تلقيه في البحر فلا يهم، المهم هو أن تشتري الجهاز أليس كذلك؟

المستخدم: الطرف الثالث في المعادلة. الآن سيكون المستخدم حراً. يشتري هاتف LG مثلاً ويحمل نسخة أندرويد “سامسونج” ثم يجد أن الأخيرة توقفت عن تحديث نظامها لأحدث إصدار أندرويد. حسناً رائع، في دقائق سوف يزيل هذه النسخة ويحمل أندرويد خام أحدث إصدار. سيكون الآن حراً حرفياً، يشتري أفضل عتاد ثم يختار أفضل نظام تشغيل له. أليس هذا رائعاً؟!