المحتوى الرئيسى

اليسار المغربي.. المشاركة بعد عقود من المقاطعة

10/03 12:03

الحسن أبو يحيى ـ الرباط

تختلف تقديرات المتتبعين لسياق وأبعاد تغيير فدرالية اليسار الديمقراطي لموقفها من الانتخابات، لكنها تجمع على أن شعورها بالعزلة والانحسار ورغبتها في إعادة الاعتبار إلى اليسار رغم ما أصابه من شتات هي ما تفسر هذه الخطوة.

وبعد عقود من المقاطعة، انتقلت مكونات الفدرالية (حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي والحزب الاشتراكي الموحد) إلى موقف المشاركة منذ السنة الماضية بمناسبة الانتخابات المحلية، وتشارك في الانتخابات التشريعية التي ستجري في 7 أكتوبر/تشرين الأول بقوائم انتخابية غطت 97% من الدوائر.

وفي حديث للجزيرة نت، أجمل أستاذ القانون العام بكلية بجامعة القاضي عياض بمراكش إدريس لكريني أسباب هذه المشاركة في إعادة الاعتبار لليسار الذي تأثر بشكل سلبي في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد التجربة الحكومية التي قادها الاتحاد الاشتراكي وما تلاها من مشاكل واجهت هذا الحزب وأدت إلى شرخ في مكونات اليسار.

وإلى جانب المحفزات التي حملها دستور 2011، ومنها تعزيز الدور التشريعي والرقابي للبرلمان وتعيين رئيس الحكومة من الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية، يعتقد بعض قادة مكونات الفدرالية -حسب لكريني- أن المشاركة ستكسر حصارا إعلاميا وسياسيا مفروضا على اليسار، وخاصة إذا ما نجح في تشكيل كتلة برلمانية.

وفي الاتجاه نفسه، فسّر محمد بودن وهو رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية خيار اليسار بطول مدة انحساره خارج المؤسسات الدستورية التمثيلية والانتدابية، وانتباه مكونات الفدرالية إلى العزلة التي استنزفت مكوناته، وأفقدته الصيت المطلوب في أوساط الجمهور غير المثقف الذي لا يعرف الكثير عن اليسار وبرامجه.

وقال بودن للجزيرة نت إن مكونات اليسار وصلت إلى قناعة مفادها افتقاد الشعارات المركزية لأحزاب اليسار للجاذبية المطلوبة في مناخ سياسي متعدد الخصوصيات، فأصبحت ترى نفسها بعيدا عن المشاركة والمساهمة في التحولات الكبرى، وتكتفي بمشاهدة التفاعلات والتعليق عليها بصيغ ناقدة مأزومة.

من جانب آخر، يعتقد رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية سمير بودينار أن هذه المشاركة ستفيد مكونات الفيدرالية في اختبار قوتها في الشارع، واكتساب شرعية حزبية جديدة، واستعادة موقعها ضمن الخريطة السياسية الحزبية داخل المؤسسات المنتخبة، وهو ما سيسمح لخطابها بالتأثير في السياسات، بدل الخطاب الاحتجاجي المعارض عبر وسائل الشارع أو المجتمع المدني والحقوقي.

وتوقع لكريني أن تضفي هذه المشاركة دينامكية جديدة للمشهد السياسي المغربي، حيث ستعزز التنافس الحزبي، وستسمح بمراكمة تجارب مهمة في تدبير الشأن العام، وهو ما أكّده بودن الذي قال إن تفاعلات الحملة الانتخابية الجارية تُظهر أن فدرالية اليسار ستستفيد من مشاركتها، وستتمكن من بناء قاعدة اجتماعية، فضلا عن كون هذه المشاركة ستنتج أفقا جديدا يتجاوز الجمود السياسي الذي أصاب مكونات الفيدرالية.

وتعليقا على من يقول إن الفدرالية تشكل خيارا ثالثا بين خط محافظ يمثله حزب العدالة والتنمية، وآخر ليبرالي يمثله حزب الأصالة والمعاصرة، قال بودينار إن صعود فدرالية اليسار إلى البرلمان لن يحدث ما يعتبرونه توازنا في مواجهة تمدد حزب العدالة والتنمية.

أهم أخبار صحة وطب

Comments

عاجل