المحتوى الرئيسى

"الفكة".. التطور الطبيعي لمشروع القرش

10/03 10:39

دعوة الرئيس السيسى لجمع الفكة من البنوك للاستفادة منها ليست الأولى من نوعها، فهناك مشروعات خيرية أقيمت فى دول عدة اعتمادًا على هذه الفكة، ولكن ليس للحكومة يد فيها، وحتى مشروع القرش الذى عرفته مصر فى ثلاثينات القرن الماضى كان مبادرة شعبية بدأها عدد من الشباب وساندتهم الحكومة فيما بعد.

 ففى عام 1931 ونتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية أو حالة الكساد التى شهدها العالم عام 1929، والتى انعكست على أسعار القطن المصرى الذى كان يعد أحد أهم مصادر الدخل القومى، تبنى السياسى أحمد حسين والصحفى فتحى رضوان مشروع القرش لإنقاذ الاقتصاد المصرى، وراح شباب الجامعات يجمعون القروش من قرى مصر ونجوعها لإنقاذ الاقتصاد المصرى حتى تمكنوا من جمع 17 ألف جنيه فى العام الأول و13 ألف جنيه فى العام الثانى، وكان هدف المشروع إنشاء صناعة وطنية مستقلة ودعمته حكومة صدقى باشا وأمرت بتقديم كافة التسهيلات للفرق المشاركة فيه، وكان من نتاج المشروع إنشاء مصنع طربوش القرش بالعباسية، وإنشاء قناطر فؤاد الأول بنجع حمادى وتعلية خزان أسوان عام 1932 وإنشاء بنك التسليف الزراعى، وكان من نتائج هذا المشروع أيضًا ظهور حركة وطنية من الأثرياء للنهوض بالصناعة المصرية وعلى رأسهم رجال بنك مصر، وتنمية الشعور الوطنى بأهمية الصناعة باعتبارها عماد الاقتصاد المصرى.

كذلك عرفت مصر طوال تاريخها الحديث مطالبة الحكومة للشعب للتبرع بالجنيهات القليلة من أجل المشروعات الخيرية مثل مشروع معونة الشتاء فى الستينات والسبعينات، والتبرع لسداد ديون مصر، وخلال العام الماضى ظهرت دعوات التبرع لصندوق تحيا مصر للقيام بمشروعات خدمية مثل علاج الفقراء وتوفير مساكن بديلة لسكان العشوائيات بعد أن عجزت الحكومة عن القيام بهذا الدور.

مصر ليست الوحيدة التى عرفت التبرعات كوسيلة للقيام بالمشروعات الخدمية فمشروع التبرع بالفكة موجود منذ سنوات بالمملكة العربية السعودية ولكن بشكل اختيارى، حيث توجد فى محال بيع المواد الغذائية والسلاسل التجارية الكبرى صناديق يقوم المواطنون بإيداع التبرعات بها وتجمع منها الدولة ما يقرب من 14 مليون دولار سنويًا تنفق فى المشروعات الخيرية.

وفى الولايات المتحدة تبنت إحدى الجمعيات الأهلية مشروعًا لعلاج سرطان الثدى من خلال تبرع المواطنين بسنت وهو ما يمثل القرش بالنسبة للجنيه المصرى.

وفى فرنسا تبنت السيدة برناديت شيراك زوجة الرئيس الاسبق جاك شيراك  -إبان عمله كعمدة لباريس– فكرة مشروع النقدية والتى تعتمد على إنشاء صندوق لتمويل الحالات والخدمات العلاجية من خلال التبرعات البسيطة بهدف تحسين حياة الأطفال والمراهقين المرضى وتحسين أحوال أسرهم، ويتم اطلاق حملة سنوية من خلال رئيس الصندوق يشارك فيها عدد من الفنانين والرياضيين والشخصيات العامة لتشجيع التبرع للمشروع الذى توجد الصناديق الخاصة به فى البنوك والمراكز التجارية ومكاتب البريد والصيدليات والمحلات الكبرى، وقد نجح هذا الصندوق فى توفير 51 منزلاً لأسر غير قادرة وتطوير 2701 عنبر بمستشفى وتطوير 185 مدرسة و380 ملعب بالإضافة إلى علاج آلاف الحالات المرضية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل