المحتوى الرئيسى

تدمير أكبر مستشفى بحلب وموسكو تصف غاراتها بـ "الفعالة للغاية"

10/03 20:32

تعرض أكبر مستشفى في الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب السورية لغارات الاثنين (الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر 2016) أدت إلى تدميره بالكامل ومقتل ثلاثة عمال صيانة داخله على الأقل، وفق ما أفادت منظمة طبية تقدم الدعم له والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "طائرات حربية استهدفت بشكل مباشر المستشفى ما أدى إلى تدميره وخروجه عن الخدمة".

 وأشار عبد الرحمن إلى أنه لم تعرف إذا كانت الطائرات التي نفذت القصف سورية أم روسية. بدوره أكد المسؤول في الجمعية الطبية السورية الأميركية أدهم سحلول أن "مستشفى أم 10 تدمر بالكامل" مشيرا إلى مقتل ثلاثة عمال صيانة كانوا يعملون داخله على ترميم الأضرار التي لحقت به جراء غارات سابقة. وأشار سحلول إلى "خشية من انهيار المبنى على القسم الواقع تحت الأرض من المستشفى".

حث ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة على وقف القصف في سوريا، مشددا على أنه لن يتخلى عن السوريين. من جانبه أكد الاتحاد الأوروبي على خطته حول تقديم مساعدات إنسانية لحلب، مشيرا إلى اتصالات مع إيران وروسيا بهذا الخصوص. (03.10.2016)

أعلنت المفوضية الأوروبية عن "مبادرة إنسانية عاجلة" للاتحاد الأوروبي لإفساح المجال أمام المنظمات الإنسانية لتقدم المساعدة لسكان مدينة حلب التي تحاصرها قوات النظام السوري. (02.10.2016)

بعد تقدم الجيش السوري والقوات المتحالفة معه وبدعم جوي روسي في مناطق بشمال حلب خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، دعت قيادة الجيش السوري اليوم الأحد المسلحين المعارضين إلى خروج "آمن" من الأحياء الشرقية من حلب. (02.10.2016)

ويطلق الأطباء والأهالي على المستشفيات في شرق حلب رموزا خشية من تحديد مواقعها وتعرضها للغارات. وبحسب المنظمة، "لم يعد المستشفى قابلا للاستخدام إطلاقا، ووفق تقارير من الأطباء والعاملين لم يعد بالإمكان ترميمه". وتعرض المستشفى الأكبر في الأحياء الشرقية، التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة للقصف مرات عدة سابقا، آخرها السبت، ما أثار تنديدا دوليا على مستويات عدة.

في غضون ذلك أكدت موسكو الاثنين أن حملة القصف التي تشنها في سوريا "فعالة للغاية"، نافية أن تكون مقاتلاتها قصفت مستشفيات بعد اتهامات بارتكاب جرائم حرب في الهجوم الشرس لقوات النظام السوري على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب بمساندة جوية روسية.

وقال نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف إن الضربات الجوية الروسية دعما للنظام السوري "منعت الجهاديين من السيطرة على البلاد". ونقلت عنه وكالات الأنباء الروسية قوله "من هذا المنظور فإن مشاركتنا كانت فعالة للغاية خاصة الآن بعد تدهور الوضع في المنطقة المحيطة بحلب".

وتتهم موسكو بشن حملة قصف عشوائية على مناطق مقاتلي المعارضة شرق حلب أثناء مساعدتها في الهجوم الذي تشنه القوات الحكومية للسيطرة على كامل حلب، ثاني أكبر المدن السورية. لكن غاتيلوف رد قائلا إن "الاتهامات بأن روسيا تقصف مرافق طبية ومستشفيات ومدارس لا أساس لها".

في بؤرة الاهتمام العالمي تقع حلب. فالمدينة المُقسمة أضحت رمزاً لفظاعات الحرب. وفي القسم الشرقي، الذي يحاصره النظام السوري، هناك نقص في كل شيء: الماء، الطعام، المسكن، العلاج الصحي. يعيش في ظل هذه الظروف المأساوية حوالي 100 ألف طفل.

إلى جانب حلب هناك 18 مدينة (كمدينة مضايا في الصورة) وهي منطقة مقطوعة كلياً عن العالم الخارجي. وحسب بيانات الأمم المتحدة يقطن في هذه المدن والمناطق المحاصرة ما يقارب 600 ألف مواطن. يشترك كل أطراف النزاع في استخدام الحصار كسلاح في الحرب. إدخال المواد الإغاثية الإنسانية إلى بعض المناطق يتطلب موافقة الحكومة السورية، وكثيرا ما ترفض منح التراخيص لذلك مرة تلو الأخرى.

كانت داريا من أولى المدن المنتفضة ضد النظام السوري في عام 2011. تحصن فيها مناهضو النظام السوري. وقام النظام بفرض الحصار عليها ما يقارب أربع سنوات وترك قاطنيها يتضورون جوعاً. في آب/ أغسطس الماضي سلَم مناهضو الأسد المدينة، ورحلوا إلى مناطق المعارضة في إدلب (في الصورة).

ليس بوسع المشافي في سوريا بعد الآن تقديم الخدمات الطبية للمرضى. "قد لاتوجد ضمادات وأدوية مما يجعل القيام بعملية استئصال الزائدة الدودية أو عملية ولادة قيصرية أمرا شبه مستحيل"، كما يشتكي رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي.

يقول رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي إنه خلال خمسة أشهر الماضية تدمرت المشافي الثمانية في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب أو تعرضت لأضرار. القلة القليلة الباقية من الأطباء السوريين يخاطرون بحياتهم لعلاج المرضى. "ليس الأمان موجوداً في أي مكان"ـ يضيف فيسترباركي.

الوضع جد مأساوي في القسم الشرقي من مدينة حلب، المحاصر من قبل النظام السوري وحلفائه. يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص. وقد دمر القصف اليومي لطائرات النظام السوري والطائرات الروسية آلاف المنازل. في الأسبوع الماضي وحده لقي أكثر من مائة إنسان مصرعهم نتيجة هذا القصف.

هناك نقص في ماء الشرب والطعام والكهرباء في حلب. وهذا ينطبق أيضاً على الجزء الغربي من المدينة، الذي يسيطر عليه النظام. غير أن معاناة السكان هناك لا يمكن نقلها للعالم الخارجي، حيث لا يسمح النظام بدخول الصحفيين إليها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل