خلافة "روحاني" تشعل الصراع الإيراني.. شيطان الإتفاق النووي يواجه "خادم المرشد" في الانتخابات.. "سعيد جليلي" فقد ساقه اليمنى في حرب العراق.. ولقب بـ"نجاد الثاني"
هل يرحل حسن روحاني؟.. سؤال مُثير للجدل أشعل صراع الدورة الحادية عشرة للانتخابات الرئاسية الإيرانية مُبكرًا، فلا يزال يفصلنا عنها نحو 8 أشهر حتى الآن، ورغم ذلك يتصارع التيارن الأسياسيان الإصلاحي والمحافظ داخل طهران، فلا يمر يومًا إلا وتظهر وجوه جديدة وتُمنع أخرى عن المشاركة أمام الرئيس الحالي حسن روحاني.
مع إعلان الملالي فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، ترددت أقاويل كثيرة بخوض "روحاني" المنافسة على ولاية جديدة، كما طفت على السطح وجوه عدة رصد الإعلام الإيراني تحركاتهم واستعدادهم لخوض الانتخابات لخلافته، كان منهم "أحمدي نجاد" رئيس إيران الأسبق، الذي أعلن مُبكرًا في وقت سابق خوضه للانتخابات.
إلا أن أحلام "نجاد" تحطمت سريعًا على صخرة آوامر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية "آية الله خامنئي"، الذي منعه من الترشح أو خوض تلك الانتخابات، قائلًا خلال خطبة دينية له: "استقبل قبل أيام إحدى الشخصيات السياسية البارزة وأبلغها بضرورة عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة" في إشارة إلى لقاؤه بـ"أحمدي".
وفور استبعاد رئيس إيران الأسبق من السباق الرئاسي، أفسح المجال لوجوه أخرى للظهور، حمل بعضها مفاجأت لم تكن متوقعة، حيث أعلنت صحيفة "آفتاب" الإيرانية، أمس السبت، إنه بعد منع المرشد الأعلى "أحمدي" من الترشح حاولت الدوائر السياسية فى إيران تقديم بديل، وسعت جبهة الصمود الأصولية إلى تقديم مرشح محافظ.
وأكدت الصحيفة أن الجبهة تمكنت من عقد أول مؤتمر لها، وتوافقت حول ترشيح مفاوض الملف النووي السابق المتشدد وعضو المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني "سعيد جليلى" الذى خسر الانتخابات الرئاسية لعام 2013 أمام روحاني.
تساؤل تجيب عليه السيرة الذاتية الخاصة بالمرشح المحتمل، والتي كان أبرز أنه إحدى رموز المناهضة في إيران، وأقوى من عارض الإتفاق النووي؛ بسبب أن سياسته التي لا تعرف المرونة، ولا تقبل دبلوماسيته لغة التفاوض والتنازل.
كان طفولة "جليلي" المولود عام 1965 بمدينة مشهد الإيرانية، صلبة إلى حد كبير وهو ما انعكس عليه بعد ذلك، فقد استطاع التفوق والتخرج في جامعة العلوم الصناعية بطهران قسم العلم السياسة، كما حصل على الدكتوراه في نفس المجال من جامعة الإمام الصادق، المقصد الرئيس لرجال الحرس الثوري الإيراني.
وقتها فضل "سعيد" أن يتناول في رسالته التي جاءت بعنوان: "نموذج الفكر السياسي في الإسلام كما ورد في القرآن الكريم"، طريقة التفكير الإسلامية داخل الدول العربية الإسلامية ومطابقتها بما ورد في القرآن، وساعده على إتمامها سريعًا إتقانه للغة العربية والإنجليزية معًا.
بدأت ملامح عالمه السياسي تتضح أثناء مشاركته في الحرب الإيرانية العراقية مع أحمدي نجاد عام 1988، وجرح خلالها جرحًا بليغًا أفقده ساقه اليمنى، التي يستعيض عنها منذ ذلك الوقت بساق صناعية،
وبعد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية، عمل "جليلي" محاضرًا في الجامعة وألقى سلسلة محاضرات بعنوان "ديبلوماسية النبي محمد"، وظل بها حتى جاء عام 1989، الذي مثل مرحلة فاصلة في حياته بانضمامه إلى وزارة الخارجية الإيرانية.
ثم عين "جليلي" مديرًا لـ"قسم تخطيط السياسات" في مكتب المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية السيد علي خامنئي في عام 2001، واستمر فيه حتى عام 2005، الذي انتخب فيه محمود أحمدي نجاد رئيسًا للبلاد بسبب الصداقة القوية التي جمعت بينهم.
وهو نفس العام الذي عين فيه "سعيد" نائبًا لوزير الخارجية بعد وقت قصير من تولي الرئيس الإيراني الحالي مقاليد الحكم، وامتلك "جليلي" بعد ذلك رصيدًا قويًا داخل دوائر صنع القرار في إيران، وحظى بعلاقات وثيقة مع مؤسسة الحرس الثوري.
كان جليلي هو المفاوض الإيراني الأبرز في الإتفاق النووي مع الغرب منذ عام 2007، الذي تولى فيه الأمانة العامة لمجلس الأمن القومي الإيراني خلفًا لـ"علي لاريجاني"، وبالتالي فهو يدير الملف النووي الحساس منذ ذلك العام، إلا أنه عُرف بمعارضته الشديدة للسياسة الإيرانية النووية حتى لقبه البعض بـ"شيطان الإتفاق النووي".
Comments