المحتوى الرئيسى

الوكالة اليهودية.. هيئة لتشجيع الهجرة والاستيطان

10/01 22:22

الوكالة اليهودية هيئة يهودية عامة، لعبت الدور الأهم في تشجيع الهجرة واستيعاب المهاجرين اليهود داخل فلسطين، وهو ما مكّن للدولة الإسرائيلية عند قيامها عام 1948.

أنشئت الوكالة اليهودية في فلسطين استنادا إلى المادة الرابعة من صك الانتداب البريطاني الذي أدمج فيه وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. وقد اعترفت الحكومة البريطانية وعصبة الأمم بهذه الوكالة.

ونصت المادة الرابعة من صك الانتداب على "أن وكالة يهودية مناسبة سوف يعترف بها كهيئة استشارية لإدارة فلسطين والتعاون معها في المسائل الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، مما قد يؤثر في إقامة وطن قومي يهودي وحماية مصالح السكان اليهود في فلسطين".

وكانت المنظمة الصهيونية العالمية تقوم بذلك الدور من عام 1922 حتى 1929. وقرر المؤتمر الصهيوني السادس عشر عام 1929 إشراك عناصر يهودية صهيونية في الوكالة اليهودية.

وتشكلت منذ ذلك الحين أجهزة خاصة للوكالة اليهودية في فلسطين، وأصبحت هذه الوكالة والمنظمة الصهيونية العالمية هيئتين منفصلتين من الناحية الشكلية رغم أن لهما رئيسا واحدا هو حاييم وايزمان، أما السيطرة الفعلية في الوكالة فظلت في أيدي المنظمة الصهيونية العالمية.

تسمى حاليا "الوكالة اليهودية لإسرائيل"، وكان اسمها زمن الانتداب البريطاني "الوكالة اليهودية لأرض إسرائيل".

حدد المؤتمر الصهيوني السادس عشر عدة أهداف للوكالة اليهودية تتمثل في: تطوير حجم الهجرة اليهودية إلى فلسطين بصورة متزايدة، وشراء الأراضي في فلسطين كملكية يهودية عامة، وتشجيع الاستيطان الزراعي المبني على العمل اليهودي، ونشر اللغة والتراث العبريين في فلسطين. 

وتدير الوكالة أعمالها ونشاطها من خلال عدد من الدوائر، يتولى رئاسة كل منها عضو أو أكثر من أعضاء اللجنة التنفيذية في الوكالة. وأهم هذه الدوائر "دائرة الهجرة واستيعاب المهاجرين"، و"دائرة هجرة الشباب"، و"دائرة الاستيطان الزراعي"، و"دائرة الشبيبة والطلائع"، و"دائرة التنظيم والمعلومات"، و"دائرة التربية والتعليم"، و"دائرة الثقافة اليهودية في المهجر".

كما أن للوكالة اليهودية مكاتب وبعثات في جميع أنحاء العالم التي تضم جاليات يهودية.

أعيد توحيد اللجنتين التنفيذيتين للوكالة اليهودية والمنظمة الصهيونية فأصبحتا هيئة واحدة تعرف باسم "المنظمة الصهيونية العالمية - الوكالة اليهودية"، وظل هذا الوضع قائما حتى عام 1971 فتقرر فصل الوكالة عن المنظمة مرة أخرى، وأصبح 50% من أعضاء الأجهزة القيادية للوكالة اليهودية، وهي "الجمعية التأسيسية" و"مجلس الأمناء واللجنة التنفيذية" يعينون من قبل المنظمة الصهيونية العالمية.

أما الباقون فيمثلون الأجهزة اليهودية العاملة في الجباية بنسبة 30% لـ"النداء اليهودي الموحد" في الولايات المتحدة و20% للأجهزة العاملة في الجباية اليهودية في سائر أنحاء العالم.

ويترأس اللجنتين التنفيذيتين للوكالة اليهودية والصهيونية العالمية رئيس واحد.

خلال فترة الانتداب البريطاني كانت الوكالة اليهودية أشبه بحكومة للمستوطنين الصهيونيين في فلسطين. وعملت تحت حماية الانتداب على إنشاء وطن قومي لهم.

كما كان لها لجنتان تنفيذيتان، مقر الأولى في القدس ومهمتها تنظيم حركة الهجرة اليهودية إلى فلسطين واستيعاب المهاجرين الجدد ومتابعة عمليات الاستيطان الصهيوني، إضافة إلى الإشراف على قوات مسلحة (الهاغاناه).

أما اللجنة الثانية فمكان مقرها لندن وكانت أشبه بسفارة للحركة الصهيونية في العاصمة البريطانية، وبعد الحرب العالمية الثانية ظهر فرع أميركي للجنة التنفيذية للوكالة اليهودية في نيويورك.  

بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948 تحولت معظم الاختصاصات التي كانت تمارسها الوكالة اليهودية والمنظمة الصهيونية العالمية إلى الحكومة الإسرائيلية.

وتكرس الفصل بين مهام المنظمة والوكالة في القانون الذي أقره الكنيست عام 1952 واعترفت فيه الحكومة بأن الوكالة مؤسسة ذات صلاحية للاستمرار في العمل في إسرائيل من أجل "تطوير واستيعاب المهاجرين والمشاركة في ذلك مع المؤسسات اليهودية التي تنشط في هذه المجالات".

ولكن مكانة الوكالة أخذت تضعف لاحقا، لا سيما في عهد ديفد بن غوريون حيث أصبحت قياداتها  من رجال الصف الثاني في الأحزاب الصهيونية خاصة بعد المؤتمر الصهيوني الـ27 وبعد تعاظم دور الدولة في مسألة الهجرة والاستيعاب والاستيطان.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل