المحتوى الرئيسى

ذكرى خاوية لـ«الدرة».. والده يهاجم «الباكين على بيريز» ويخلده بـ«محمد آخر»

10/01 18:01

في لحظة من ظهر يوم 30 سبتمبر عام 2000 اصطحب فيها جمال الدرة ابنه محمد، ذي الـ12 عامًا، لشراء بعض الاحتياجات من شارع صلاح الدين، غرب غزة قرب مستوطنة نتساريم، فوجئا بحالة هرج ومرج ناتجة عن اشتباكات بين قوات الاحتلال ومتظاهرين فلسطينيين غاضبين على اقتحام آرئيل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي، للمسجد الأقصى.

ينتحي الأب بابنه خلف برميل فارغ، يحتضنه ويلوح بيده "كفوا" لعل كل هذا يكون كافيًا للنجاة، ولكن هذا لم يكن شفيعًا أمام فوهة المدافع الإسرائيلية التي انهالت رصاصتها عليهم حصدت روح الصغير وجرحت الكبير وتركته حيًا دون حياة.

عدسة المراسل تشارلز أندرلين الذي مثّل "قناة فرانس 2" سجلت هذا المشهد كاملاً، ليكون أيقونة احتجاجات هائلة عمَّت الأراضي الفلسطينية لشهور متواصلة، لتكون الانتفاضة الثانية للشعب..

في الذكرى الـ16 لوفاته يكاد لا يتذكره أحد، فيما يتكالب القادة الأجانب والعرب على تأبين ذكرى "جزار إسرائيل" شيمون بيريز. كان لابد من أن تنال هذه الظاهرة تعليقًا من والد "الأيقونة" الذي وصف بيريز بأنه "سفاح مؤسس لكيان محتل"، وانتقد بشدة وجود محمود عباس في جنازته، قائلاً "عندما تشارك عدوك وقاتل شعبك، فأنت شريك في الجريمة".

عقب استشهاد الدرة الصغير بعامين، عوّض والده بابن آخر، أطلق عليه اسم "محمد" أيضًا، رزقه الله به في الجمعة الأخيرة من العشر الأواخر من شهر رمضان، والتي صادفت "يوم القدس العالمي" لذلك العام.

تل أبيب: الدرة إسرائيلي أو لم يمت أصلاً!

في أوروبا حاولوا قلب الأوضاع رأسًا على عقب، ووضعوا على رأسي جمال وابنه قبة صهيونية، ونشروا في دول أوروبا بأن الفلسطينيين يقتلون طفل صهيوني بهمجية!

كما قام بتجريف المنطق بالكامل؛ لإخفاء معالهما حتى يضيع ملامح الجريمة، خوفًا من قدوم أي لجان تحقيق دولية لمناظرة موقع الجريمة.

لجنة تحقيق إسرائيلية، شكلها نتنياهو أكدت أن فحصها الدقيق للصور أثبت أن محمد لم يمت في الحادث، ثم أضاف أن ثمة احتمال أن يكون المشهد "مُرتبًا له مسبقًا"! كما أن وسائل إعلام عبرية أذاعت أنباء أنها رصدت اختباء محمد في منزله، وأنه أحيانًا يخرج ليشتري الخضروات لمنزله، وهو ما أيده نتنياهو، رئيس الوزراء، الذي أعلن في الذكرى الـ14 لوفاته أن الدرة لا يزال حيًا.

وهو ما استدعى ردًا فوريًا من الدرة، أكد به خلال مقابلة صحفية مع "الإذاعة العبرية"، أكد فيه استعداده لفحص جثمان محمد من قِبَل لجنة تحقيق دولية.

فيما أكدت القناة الفرنسية في بيانها أن "اللجنة (الإسرائيلية) لم تطلب من المؤسسة الاستماع إلى إفادتها، وهي لم تعلم بوجودها الا عند نشر التقرير".وذكرت المؤسسة أن التقرير "يتضمن تأكيدات خاطئة". 

قضاء دولي ينتصر لذكرى الشهيد

تحدى جمال التهديدات التي كانت تأتيه عبر الهاتف وواصل مشواره رغم صعوبته، من عدم استكمال تصعيد الأمر بالمحاكم، كما تم قصف منزله مرتين في عامي 2008 و2014.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل