المحتوى الرئيسى

تحقق أماني أطفال السرطان بغزة يخفف معاناتهم

10/01 17:00

بدت علامات السرور واضحة على الطفلتين الشقيقتين براء وحلا المصابتين بسرطان الدم وهما تستعدان لتسلم أمنياتهما من ممثلي "حملة تمنى" القادمين من الضفة الغربية بهدف إدخال البهجة على الأطفال المصابين بالسرطان في قطاع غزة.

ولم تقل فرحة الطفلتين بتحقق أمنياتهما عن فرحة والدتهما هبة معروف التي قدمت في هذا الوقت من أحد المشافي الإسرائيلية داخل الخط الأخضر، حيث ترقد طفلتها الثالثة نور (18 شهرا)، بعد خضوعها لعملية زراعة نخاع شوكي إثر إصابتها بالمرض نفسه الذي أصاب شقيقتيها.

فالأم المثقلة بأعباء الاهتمام بطفلاتها المريضات وشظف العيش وجدت في مراسم "حملة تمنى" متنفسا للتخفيف عن بناتها بحضور الفقرات الترفيهية المخصصة للأطفال ومشاركتهن فرحتهن بتسلم أمنياتهن التي تعجز عن توفيرها في ظل تعطل زوجها عن العمل بفعل الحصار والظروف القاهرة التي تمر بها غزة.

وتشكل "حملة تمنى" لتوزيع الأمنيات على عشرات الأطفال بمبادرة من جمعية الحياة برام الله بمشاركة جمعيتين مختلفتين فرصة نادرة لمئات الأسر الفلسطينية من أجل الترفيه عن أطفالها المصابين بالسرطان وتحقيق أمانيهم في ظل معاناة معظم هذه الأسر من ظروف معيشية صعبة.

وكعشرات الأطفال ممن حضروا لتسلم أمنياتهم في ملعب أكاديمية "تشايبنونز" التي استضافت الحملة مساء الجمعة، تفاعلت براء وحلا مع فقرات الحفل وشاركتا المهرجين في تقديم فقراتهم الترفيهية، في مشهد أدمع عيون الضيوف الذين بدوا متأثرين بمدى صعوبة إدخال الفرح على قلوب غضة أنهكها ألم المرض وقسوة الظروف.

وتوجت فقرات الحفل بدعوة الأطفال إلى تسلم الأماني التي كانت في أغلبها عبارة حواسيب كفية أو محمولة.

ويظهر تمني الأطفال للحواسيب مدى حاجتهم للتواصل مع محيطهم في ظل عزلة جبرية عن محيطهم الاجتماعي أثناء بقائهم فترات طويلة في المشافي والعيادات داخل وخارج غزة.

وتؤكد المتطوعة ريم النجار من جمعية الحياة لمكافحة السرطان القائمة على "حملة تمنى" لمساندة الأطفال المصابين بالسرطان أن معظم هؤلاء يعزلون عن محيطهم أياما أو أشهرا طويلة، وهو ما يجعلهم يتمنون أشياء تعينهم على التواصل مع الآخرين.

وتضيف النجار في حديثها للجزيرة نت أن الحملة نفذت في غزة للمرة الأولى لتشجيع دائرة الوصول إلى كافة الأطفال المصابين بمرض السرطان، خاصة أن أغلبهم من الأسر الأشد عوزا.

وتقول المديرة المالية والإدارية في جمعية الحياة ريم سلوادي إنها لمست تعاونا وتعاطفا كبيرين من قبل المجتمع الفلسطيني مع مرضى السرطان، لكنها أشارت إلى أن الجهود المبذولة لمساعدة المرضى تصطدم بالحصار وحواجز الاحتلال التي تحول دون سهولة الوصول إلى المرضى.

ورأت في حديثها للجزيرة نت أن أهمية تنفيذ الحملة بغزة ينبع من حجم المعاناة الكبيرة التي يعانيها أطفال السرطان بغزة على كافة المستويات، بدءا من نقص الأدوية، ومرورا بصعوبات الوصول إلى المستشفيات خارج القطاع، وانتهاء بمكوثهم فترات طويلة في المستشفيات الإسرائيلية دون تمكن الأهل من زيارتهم في كثير من الأحوال.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل